خلال افتتاح مؤتمر ' الإستقلال وبناء الدولة الحديثة ':

شباب و جامعات

أ.د. محمد الصباح : نحن أحوج إلى استذكار العبر من رموزنا التاريخية

2742 مشاهدات 0

شعار جامعة الكويت

 تحت رعاية معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د. محمد صباح السالم الصباح وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء للشئون الاقتصادية ووزير الاسكان والتنمية الشيخ أحمد الفهد ورئيسة الجمعية التاريخية وعميدة كلية الآداب بجامعة الكويت أ.د. ميمونة الصباح، وعدد من الوزراء والشيوخ وكبار الشخصيات، افتتحت الجمعية التاريخية وبالتعاون مع مكتب الدراسات التاريخية بكلية الآداب مؤتمر ' الإستقلال وبناء الدولة الحديثة ' والذي ستستمر فعالياته حتى 30 – مارس – 2011 ، في مبنى د. عبد الله العتيبي بكلية الآداب – كيفان .
  وقال راعي الحفل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح في كلمة له أن ' اختيار الاستقلال وبناء الدولة الحديثة عنوانا للمؤتمر يشكل بعدا عميقا بأن استقلال الدولة عن الحماية البريطانية بموجب اتفاقية 1899 لم يكن يوما من الايام هو الايذان الفعلي بالمضي في بناء الدولة الحديثة بل على النقيض من ذلك ' مضيفا ' إن الاستقلال الذي تم رسميا في 19 يونيو 1961 جاء تعبيرا حقيقيا وتتويجا صادقا لمسيرة الإمارة في البناء والتحديث والوصول إلى مرحلة النضج والتأهيل للاعتماد على النفس في البناء واستكمال عناصر وأسس مقومات الدولة الحديثة '.
  وذكر د. الصباح ' أن البناء فعل حي ومتواصل ويحقق أهدافه وتعبيراته من خلال التفاعل الحيوي والخلاق بين الإنسان وبيئته المحيطة، وإن تركيز الدولة ومنذ بواكير نهضتها على استثمار الإنسان الكويتي باعتباره أداة التنيمة وغايتها هو ما يضع الدولة في المكانة البارزة على خارطة التنمية البشرية وإن المجتمعات ما هي إلا تمثيلا وانعكاسا حقيقيا لمجموع أفرادها، ومتى ما كان الفرد فاعلا ومنتجا وحضاريا انعكس ذلك تميزا ورفعة على مجتمعه '.
  وتطرق الصباح إلى الشخصيات الكويتية التي يكرمها المؤتمر فقال' إن القامات العالية التي اختارها المؤتمر لتكريمها هي رموز لمجتمع كامل جبل على الخير والعطاء وما قدمته تلك الرموز الشامخة ينم عن قمة المشاعر الإنسانية ونبل عطاؤها ومنا لهذه القامات العالية عظيم الاحترام والتقدير لاسيما وأنها أسهمت في بناء التراكم الإنساني والحضاري للدولة '.
  وأكد الصباح على ان أحوج ما نكون في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة الخليجية والعربية وفي ظل الأجواء السياسية المشحونة هو استذكار العبر والدروس من رموزنا وشخوصنا التاريخية التي أفنت سني عمرها في الحفاظ على دولتنا ومجتمعنا ' مثمنا الصباح في ختام كلمته تنظيم مؤتمر ' الاستقلال وبناء الدولة الحديثة ' الذي أتى في وقت مهم ويعمل على تأصيل وتوثيق الأحداث التاريخية للبلاد سواء من مراحل ومحطات تاريخية أو شخصيات وطنية قدمت للوطن الكثير .

    ومن جانبها قالت رئيسة الجمعية التاريخية وعميدة كلية الآداب بجامعة الكويت ا.د. ميمونة الصباح خلال كلمة ألقتها: ' نلتقي اليوم في مؤتمرنا الوطني المعنون ' الاستقلال وبناء الدولة الحديثة ' والذي يأتي ضمن احتفالاتنا بأعيادنا الوطنية العزيزة على قلوب الكويتيين جميعا ، ويتزامن تزامنا موضوعيا وتاريخيا معها ، والتي كان من يمن الطالع أن تتزامن مع بعضها البعض ابتداء من الذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم ، واليوبيل الذهبي لاستقلال الكويت والذكرى العشرين للتحرير من براثن العدوان العراقي الغاشم.
   وأضافت أ.د. الصباح أنه انطلاقا من الحرص على تجسيد الدروس التي ترسخ الولاء والانتماء للوطن لدى الأجيال يأتي مؤتمرنا بمحاوره الثلاثة لتوثيق مراحل هامة وجوانب مشرقة من تاريخ الوطن تمثلت بسعي الكويت الحثيث للاستقلال وبناء الدولة الحديثة الناهضة ، ودولة المؤسسات والدستور والديمقراطية وتطورها واستقرارها وبروزها على الساحتين الاقليمية والدولية بعد أن واجهت الكويت كل التحديات الداخلية والخارجية ، مشيرة إلى أن الكويت قطعت شوطا بعيدا في مجال التكامل السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، واستطاعت أن تبني دولة حديثة متطورة ، ورفع معركة بناء كيانها الداخلي إلى مستوى دورها الجديد كدولة ذات التزامات وتبعات، أما على صعيد السياسة الخارجية أثبتت وجودها بشكلها الجديد في إطار المجموعة العربية ومن ثم الأسرة الدولية ، حتى اعتبرت المنجزات التي تحققت خلال فترة قصيرة ظاهرة جديدة جديرة بالتأمل والدرس.
    وتابعت أ.د. الصباح حديثها قائلة : ' كان فضل الله على الكويت عظيما حين أنعم عليها بقيادة أبوية حانية وما قدمته من حكمة وشجاعة وسعة أفق وبعد نظر في مواجهة كل الظروف والأوقات في السراء والضراء ، وكل من في الكويت مواطنين ومقيمين على وعي تام بذلك ، وحرص شديد على الوقوف وراء هذه القيادة الشرعية ولاء ومحبة لتظل الكويت راسمة الأمن لأبنائها والمقيمين على أرضها الطيبة من جميع الاقطار ، وأن يتحقق لها المستقبل الزاهر والفجر الموعود'.
    وقالت أ.د. الصباح لقد خبا الله لأمرا كان يعلمه لبلدنا الصغير على مساحة الأرض الكبير على أسماع الدنيا كلها ، تلك الهجمة الصدامية التي يحار الإنسان في وصفها هل هي حاقدة موتوره ؟ هل هي عملية غادرة ؟ أو هي مجنونة ؟ وندع صفات الهمجية والوحشية وأشباهها فإن واقع الحال يدل على كل هذه الصفات ، وجوانب المحنة الكويتية جراء الهجوم الصدامي ستبقى مادة الفكر والفن لعقود طويلة ، أما الجوانب التي كشفت عنها هذه المحنة في جوهر المجتمع الكويتي فكما يقال عند الشدائد تبلى الحقائق فقد كان أداء الكويتيين جميعا رجالا ونساء شيبا وشبابا رائعا بكل المقاييس وأروع ما فيه أن يقدم الإنسان نفسه فداء لوطنه وشعبه .
   وبينت أ.د. الصباح أن لحظات التفجر الهائل  لدى الشعب الكويتي من خلال العمل التطوعي الذي يرتكز على معدن الإسلام الصحيح والدين الحق والتدين الموضوعي والذي يتمثل عن طريق الخدمة الإواعيه لوجود مجتمع التحدي سواء في الداخل أو الخارج ، مشيرة إلى أن الكلية تسعى لدراسة وتسجيل مرحلة تاريخية هامة من مراحل تاريخ الكويت ، وذلك نظرا إلى ان الجمعية التاريخية الكويتية توثق التاريخ وترصد الأحداث لتجديد العزم نحو مواصلة الصمود – الإرادة الحرة القوية – التي تعد سمة بارزة في دولتنا ، موضحة ان السلام العادل الذي إنتهجته الكويت يعتبر منهج حياة عن طريق التواصل الحضاري والذي أثمر عن التعاون والمحبة والإحترام بين أبناء الكويت .
  وذكرت أ.د. الصباح أن الجمعية التاريخية تعتز برموز صنعت نهضة الكويت كرموز وطنية تمثل الكويتيين .
   وفي نهاية حديثها تقدمت أ.د. الصباح بخالص الشكر والتقدير لكل من ساهم بجهد وعمل ليخرج المؤتمر بصورته اللائقة التي تتناسب واحتفالنا هذا.
  وفي الختام تم تكريم راعي الحفل الشيخ د. محمد صباح السالم الصباح.

  وعلى هامش المؤتمر تم تكريم رموز خالدة في تاريخ دولة الكويت ومن أبرزهم : ( المرحوم الشيخ عبد الله السالم الصباح – المرحوم الشيخ صباح السالم الصباح – المرحوم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح – المرحوم الشيخ سعد العبد الله الصباح – المرحوم الشيخ فهد السالم الصباح – المرحوم الشيخ جابر العلي الصباح – المرحومة الشيخة بدرية السعود الصباح – المرحوم الشيخ قاسم آل الابراهيم – المرحوم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي – المرحوم الشيخ مساعد بن عبد الله العازمي – المرحوم عبد العزيز حمد الصقر – الجمعية الخيرية العربية ' مؤسسها فرحان فهد الخضير ' – المقاومة الكويتية – شهداء الكويت .

الآن:المحرر الطلابي

تعليقات

اكتب تعليقك