في أول ردة فعل بعد إشهارها
أمن وقضايانقابة الأطباء ترفع دعوى قضائية لعزل مدير جامعة الكويت من منصبه
يونيو 19, 2011, 9:15 م 3075 مشاهدات 0
في أول ردة فعل لها بعد إشهار نقابة الأطباء الكويتية رسميا بحكم قضائي أعلنت النقابة في بيان صحفي لها بالأمس أنها أقامت دعوى قضائية ضد مدير جامعة الكويت د. عبداللطيف البدر بصفته أمينا عاما لمعهد الكويت للاختصاصات الطبية وذلك لوقف تنفيذ قراره المخالف لقوانين ديوان الخدمة المدنية الخاص بإلغاء الاعتراف بامتحان زمالة الكلية الملكية البريطانية الـ (MRCP)، وأيضا وقف النظر بالمقترح المقدم من البدر لديوان الخدمة المدنية المتعلق بالبورد الكويتي الجديد وذلك لتأثيراته السلبية الخطيرة التي ستلحق بمستقبل الأطباء الكويتيين من ناحية وعلى حياة المواطنين من ناحية أخرى، وأخيرا طالبت النقابة في صحيفة دعواها أمام المحكمة الكلية 'بعزل البدر' من منصبه كأمين عام معهد الكويت للاختصاصات الطبية لعدم تفرغه لإدارة شئون المعهد ولا اختصاصه بهذا المنصب كونه لا يحمل أي مؤهل في مهنة الطب وإنما هو خريج من كلية العلوم.
تعسف على حساب مستقبل التعليم الطبي وحياة المواطنين
وقال رئيس نقابة الأطباء الدكتور حسين الخباز أنّ عزل البدر أصبح أمرا لابد منه خصوصا بعد تخبطه الواضح في إدارة شئون معهد الاختصاصات الطبية ناهيك عن إصداره لقرارات 'عشوائية' غير مفهومة ولا مدروسة ستضع مستقبل التعليم الطبي في الكويت على المحك من ناحية، وستكون على حساب الوضع الصحي وحياة المواطنين والمقيمين من ناحية أخرى، هذا كله في ظل تجاهل المسئولين بالدولة لمطالبات الأطباء الكويتيين والوافدين لإعادة النظر بتلك القرارات التعسفية الصادرة من البدر ضد مستقبل الأطباء والتعليم الطبي إبان توليه الأمانة العامة لمعهد الكويت للاختصاصات الطبية على الرغم من أنه ليس بطبيب!
إلغاء اختبار الزمالة البريطانية (MRCP )
وتابع الخباز قائلا: فعلى سبيل المثال قام البدر مؤخرا بإلغاء الاعتراف بامتحان زمالة الكلية الملكية البريطانية الـ (MRCP) على الرغم من أنّ هذا الامتحان هو مقصد لآلاف الأطباء من جميع دول العالم بل ومن أصعب الامتحانات الطبية بتخصص الباطنية ويعمل على رفع المهارات الإكلينيكية للأطباء في تشخيص وعلاج المرضى، وهو امتحان يعتمد عليه الأطباء بمختلف دول العالم للحصول على ترقياتهم الوظيفية بما يعادل شهادة الدكتوراه بالطب، فلماذا يريد البدر إلغاء الاعتراف فيه؟!
وزاد قائلا: لقد بات واضحا أنّ السبب الرئيسي الذي يقصده البدر من وراء إلغاء الاعتراف بمثل هذا الامتحان 'العالمي' هو إجبار جميع الأطباء على دخول البورد الكويتي الجديد الذي 'اقترحه' وقدمه لديوان الخدمة المدنية، وبالتالي إحكام سيطرته على ترقياتهم الوظيفية من خلال هذا البورد الذي سيصبح السبيل الوحيد لحصول الأطباء العاملين داخل الكويت على ترقياتهم الوظيفية، وأي امتحان آخر لن يؤخذ بعين الاعتبار حتى لو كان من أصعب امتحانات العالم، علما بأن امتحان الزمالة البريطانية الذي تم إلغاؤه معترف فيه من جميع دول العالم بينما البورد الكويتي الذي قدمه البدر لديوان الخدمة 'غير متعرف فيه' من أي دولة بالعالم!
إمكانيات محدودة بالبورد الكويتي
وأضاف الخباز بأن البورد الكويتي الجديد بجميع تخصصاته لا يستوعب قبول هذا العدد الهائل من الأطباء العاملين بمستشفيات الكويت في مختلف التخصصات الطبية، فعلى سيبل المثال إنّ البورد الكويتي بتخصص الباطنية لا يستطيع استيعاب 25 طبيب وطبيبة بالسنة الواحدة لعدم توافر الموارد والإمكانيات البشرية، فما بالكم إذا كان عدد الأطباء يزيد عن 8 آلاف طبيب وطبيبة بالكويت يريدون دخول البورد للحصول على ترقياتهم الوظيفية بمختلف التخصصات الطبية؟!
هجرة الأطباء الوافدين من ذوي الخبرة والكفاءة
كما أكد الخباز بأن قرار البدر بإلغاء الاعتراف بشهادة الزمالة البريطانية يخالف قوانين وقرارات ديوان الخدمة المدنية وتحديدا القرار رقم (5/2010)، ناهيك بأن مثل هذه القرارات التعسفية التي أصدرها ستضع حياة المواطنين والمقيمين تحت رحمة أطباء لا يمتلكون من العلم والخبرة الكافية لمعالجتهم بأفضل سبل التشخيص والعلاج؛ لأنه بمجرد إلغاء الاعتراف بالزمالة البريطانية فإن ذلك سيعمل على هجرة الأطباء 'الوافدين' من ذوي الخبرة والكفاءة الذين اجتازوا اختبار الزمالة البريطانية، والذين تعتمد عليهم المستشفيات الحكومية في الكويت بنسبة 70 – 80 %، هجرتهم إلى دول الخليج التي لا زالت تعترف بامتحان الـ (MRCP)؛ بل وتقدم لهم عروض مغرية برواتب ومسميات وظيفية وظروف معيشية أعلى منها في الكويت لمن يجتاز هذا الاختبار.
السعي لزيادة نسبة سقوط الأطباء
وزاد الخباز قائلا إنّ الطامة الكبرى بالمقترح المقدم لديوان الخدمة تتمثل في أنّ البدر سيعمل بالبورد الجديد على إطالة المدة الزمنية الطبيعية المفترضة لحصول الطبيب الكويتي على شهادة الدكتوراه عن طريق زيادة عدد الامتحانات إلى 5 امتحانات؛ الأمر الذي سيساهم بزيادة نسبة السقوط عنها مما كانت عليه بالسابق بالنظام القديم الذي يعتمد على امتحانين فقط وليس 5 امتحانات!
مضيفا بأن الطامة الأخرى التي وضعها البدر بوجه الأطباء هي اشتراطه بأن تكون مدة دراسة التخصص الدقيق لـ 3 سنوات دراسية أخرى بعد الـ 5 سنوات الأولى؛ أي أن المجموع أصبح 8 سنوات دراسية بـ 8 امتحانات ليتخرج الطبيب متخصصا في مجال معين!، هذا طبعا إذا استطاع التخرج بعد 8 سنوات!!
مشيرا إلى أنّ كل تلك القوانين الجديدة ما هي إلا عقبات و'مصدات' دراسية تم وضعها في عهد البدر ليتم 'قمع' طموح الأطباء الشباب الذين سينافسون زملائهم المخضرمين على 'كراسيهم'، واصفا إياها بالقوانين التي 'ستـدمّر' مستقبل التعليم الطبي بالكويت.
فئران تجارب
وأشار الخباز بأنّ أهداف البورد الجديد في ظاهرها فيها الرحمة وفي باطنها العذاب للأطباء والمرضى على حد سواء؛ الأمر الذي أوجب على نقابة الأطباء التنويه على خطورته لأن مهنة الطبابة مهنة حساسة وذات طابع خاص ولا مجال للمجازفة فيها أو إخضاعها للتجارب 'غير المضمونة' كونها دائما ما ترتبط بحياة وأرواح البشر.
مضيفا بأن النقابة تحذر من هذا التعسف الصادر من البدر بقراراته الإدارية السلبية والخطيرة فيما يخص التعليم الطبي بالكويت لأنه سيكون - لا محالة - على حساب 'حياة وأرواح' الشعب الكويتي الذين سيصبحون 'فئران تجارب' بالمستشفيات بعد قوانين التعليم الطبي الجديدة التي اخترعها البدر من حيث لا نعلم!
شروط تعجيزية للابتعاث الخارجي
ووصف الخباز بأن الدمار الذي لحق بمستقبل الأطباء لم يقتصر على التعليم الطبي داخل الكويت بل إنه طال أيضا التعليم الطبي خارج الكويت حيث وضع البدر شروط تعجيزية يصعب لشريحة كبيرة من الأطباء الكويتيين تحقيقها أو استيفائها لابتعاثهم إلى الخارج، فعلى سبيل المثال قام البدر برفع المعدل التراكمي الجامعي للابتعاث إلى 75%، وأجبر الأطباء على اجتياز امتحان 'التوفل' بنسبة عالية، إضافة إلى ضرورة قبول الطبيب بالبورد الكويتي قبل الابتعاث للخارج بالتخصص الذي يختاره لمدة سنة يجب عليه أن يجتاز الاختبار النهائي فيها (R1) بتقدير امتياز!
وأكد الخباز أنّ كل هذه الشروط لا تطلبها الجامعات الخارجية ولكن البدر يُعجّز الأطباء الكويتيين فيها لغاية في نفسه، مضيفا بأنه وعلى الرغم من أنّ سياسة الدولة يجب أن تسير في اتجاه ابتعاث الأطباء الكويتيين إلى الخارج لاكتساب أفضل المهارات الإكلينيكية وجلب خبرات الدول المتقدمة بالمجال الطبي في تشخيص وعلاج أبناء الوطن؛ نجد البدر يسبح 'بعكس التيار'؛ فهو يريد 'ترشيد' ابتعاث الأطباء الكويتيين إلى الخارج عن طريق وضع كل هذه الشروط التعجيزية حتى ولو كان ذلك على حساب صحة وحياة المواطنين والمقيمين.
نخبة الأطباء درسوا بالخارج
وقال الخباز يبدو أن الدكتور عبداللطيف البدر قد نسى أو تناسى أنّ الأطباء الكويتيين الذين درسوا بالخارج قد أصبحوا من نخبة الأطباء على المستوى المحلي والدولي بل ويمتازون بمهارات طبية عالية رفعوا بها اسم الكويت في المحافل المحلية والدولية، فلماذا يريد البدر 'ترشيد' ابتعاث الأطباء الكويتيين إلى الخارج بالرغم من أنّ الأمثلة والشواهد أمامنا كثيرة وتثبت بأنّ نخبة الأطباء الكويتيين هم من خريجي هذه الجامعات العالمية؟!
ليس طبيبا وغير متفرغ للأطباء !
وقال الخباز إلى أن المفارقة 'المخجلة' حقيقة تكمن في أن يعتلي الهرم الأكاديمي للتعليم الطبي الكويتي شخص لم يمارس مهنة الطبابة في حياته بل ولا يحمل أي مؤهل بالطب!، مشيرا إلى أنّ الدكتور عبداللطيف البدر هو من خريجي كلية العلوم ولم يتخرج من كلية الطب حتى يستطيع فهم طبيعة عمل الطبيب داخل المستشفيات ويكون مسئولا عن التعليم الطبي في الكويت، واصفا تنصيبه في هذا الموقع 'بالكارثة' الأكاديمية والتعليمية التي لم تحدث إلا بالكويت وبمباركة من وزير الصحة الدكتور هلال الساير الذي رشحه لهذا المنصب!
طاق مسمار بكرسي المعهد
مشيرا إلى أن البدر يشغل منصبين أكاديميين حساسين ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يعطيهما حقهما الأكاديمي ولا الإداري في آن واحد، لأنه في الوقت الذي يشغل فيه مدير جامعة الكويت نجده 'طاق مسمار' بكرسي الأمانة العامة لمعهد الكويت للاختصاصات الطبية ولا يريد أن يتركه على الرغم من أنه منصب ذو أهمية 'بالغة وحساسة' كونه متعلق بتعليم الأشخاص المسئولين- بعد الله تعالى - عن حياة وصحة الشعب الكويتي.
راتب وكيل وزارة بدوام نصف ساعة !
وأضاف الخباز بأن البدر قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه في أن جمع بين وظيفتين صدر في كل منها مرسوم مختلف بتعيينه، بل ولازال يتقاضى راتب كامل من كل منصب على حدا؛ فالراتب الأول كمدير لجامعة الكويت بدرجة وزير بالأعمال الممتازة ويتقاضي في نفس الوقت راتب وكيل وزارة بالأعمال الممتازة كأمين عام معهد الاختصاصات الطبية!!
مؤكدا بأن البدر لا يتواجد على رأس عمله كل يوم بالمعهد لانشغاله الدائم بإدارة شئون الجامعة، وإن حصلت له فرصة وذهب لمعهد فلن يتواجد هناك سوى 'لنصف ساعة' من الساعة الثامنة والنصف إلى التاسعة صباحا، الأمر الذي أدى إلى تعطل مصالح الأطباء ومعاملاتهم بسبب هذا المسمار 'اللي طاقه' بكرسي المعهد!
صداقة الساير مع البدر
وفي الختام أكد الخباز بأنّ كل هذه 'التخبطات والتجاوزات' جعلت نقابة الأطباء تقف هذه الوقفة برفع هذه الدعوى القضائية لشرح تفاصيل الفساد الإداري الذي استشرى في هذه المؤسسة الأكاديمية والتعليمية ذات الأهمية الخاصة والمعنية بصقل المهارات الإكلينيكية للأطباء الذين سيؤتمنون مستقبلا على حياة الشعب الكويتي، مشيرا إلى أن نقابة الأطباء تؤكد بنفس الوقت أن 'علاقة الصداقة' التي تجمع وزير الصحة الدكتور هلال الساير بمدير جامعة الكويت هي الأساس الأهم - وقد يكون الأوحد - الذي تم بناء عليه ترشيح واختيار الدكتور عبداللطيف البدر ليكون رئيسا لمعهد الكويت للاختصاصات الطبية على الرغم من أنه ليس بطبيب.
معتبرا أنّ الطامة الكبرى تكمن في تمسك الساير بالبدر لغاية هذه اللحظة على الرغم من أن البدر غير متفرغ لشئون الأطباء والتعليم الطبي بعد توليه إدارة جامعة الكويت، ووجه الخباز استفساره للساير قائلا: هل فعلا قد خلت الكويت من طبيب واحد كفؤ لإدارة شئون معهد الاختصاصات الطبية عوضا عن الدكتور عبداللطيف البدر؟!
تعليقات