افتتاح مجمع أمير البلاد للشباب والرياضة في تايلند

افتتح وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية محمد عباس النومس هنا اليوم مجمع حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح للشباب والرياضة بحضور حشد غفير من المسؤولين التايلنديين وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى تايلند وشخصيات اسلامية ووسائل الاعلام.
وقال النومس في كلمة القاها خلال الحفل 'ان التعاون المثمر الذي نتج عنه افتتاح هذا الصرح الحيوي يأتي في اطار سياسة دولة الكويت الخارجية بقيادة سمو امير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وولي عهده الامين حفظهم الله'.
واضاف ان السياسة الخارجية لدولة الكويت اتخذت منحى مميزا في التوجهات الخارجية حيث تبنت الشريعة الاسلامية ومبادئها من الاخاء والعدالة منهجا اصيلا وكان من تلك التوجهات والاستراتيجيات تنامي الشعور الرسمي والشعبي بضرورة مد يد المساعدة لشعوب العالم كله.
وأكد ان هذا الاحساس ترجم بانشاء مؤسسات رسمية وغير رسمية مثل الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية لتقديم يد العون للشعوب الفقيرة في آسيا وافريقيا ودول العالم من باب الترابط الانساني والتعاون على البر والتقوى.
وشدد على ان الكويت حكومة وشعبا تؤمن ايمانا صادقا بالشراكة النافعة بين الدول اعتقادا منها بأن المسلمين اخوة في الدين وبأن الناس اخوة في الانسانية وايمانا بأن مثل هذا التعاون والاحسان لا يعود نفعه على البلد الذي تقام فيه هذه المشاريع بل يعود بالخير ايضا على اهل الكويت المحسنين.
وأشار النومس الى 'اننا اليوم بأمس الحاجة لأن نقدم الاسلام من خلال البرامج والمشاريع قبل الرؤى والافكار فهو دين عظيم يدعو الى التسامح والتصالح والبر والاحسان والعدل والتعاون على الخير لكل الناس دون تمييز لجنس او لون او معتقد وهذه الترجمة الحقيقية لرحمة الاسلام'.
وبين ان تعاون دولة الكويت مع مملكة تايلند الصديقة يعود الى عام 1964 حيث توجت تلك العلاقة بزيارة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح اليها عام 2006 والتي تمخض عنها عدد من المشاريع الحيوية ممثلة بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية منها هذا المشروع الذي تقدر فيه مساهمة الكويت بنحو أربعة ملايين دولار امريكي.
من جهته قال رئيس مجلس ادارة جمعية الرعاية الاجتماعية رئيس مجلس ادارة مدرسة (بان آشيا) الدولية في تايلند المهندس حسني حامد في كلمته ان الارادة الاميرية السامية بالموافقة على المشروع في بانكوك ليكون معلما حضاريا متميزا هي عنوان للتعاون وجسر للتواصل بين دولة الكويت ومملكة تايلند ورافدا للثقافة والعلم النافع.
وشدد حامد على الدور البارز الذي تقوم به دولة الكويت اميرا وحكومة وشعبا ومؤسسات المجتمع المدني في دعم مسيرة التنمية والمشاريع الحضارية في العالم مشيرا الى ان هذا ما تعهد به اهل دولة الكويت وتوارثوه جيلا بعد جيل.
واضاف ان سمو امير البلاد يملك رؤية ثاقبة ورائدة موضحا ان دعم سموه للمشاريع الحضارية في تايلند هو رسالة سلام ومذكرة تفاهم واتفاقية تسامح وعقد تعاون بين البلدين وميثاق تنمية لمصلحة الانسانية والانسان وتطوير حياة الفرد والرفع من مستواه في المجتمع.
ولفت الى ان ان المشروع يتكون من مبنيين لسكن الطلاب في مدرسة (بان آشيا) الدولية ومجمع رياضي متطور يقدم خدمات للمجتمع التايلندي وخاصة شريحة الشباب والطلاب ويتيح لهم الفرصة للاستفادة من خدمات مدرستهم التي تقدم اعلى الخدمات التعليمية من خلال منهاج متطور في اطار منظومة اسلامية تراعي التعايش السلمي بين مختلف الاعراق من جميع اتباع الديانات.
واوضح ان العمل الخيري في تايلند بدأ يحقق قفزات عالية ونقلة حضارية من التنظير الى الممارسة ما يعطي الصورة المشرقة للعمل الخيري ويبرز الوجه الحضاري المضيء للاسلام والمسلمين مشيدا بدعم الدول العربية وعلى رأسها دولة الكويت ذات الايادي البيضاء التي لم يبق مكان في الارض الا ووصلت اليه.
بدوره قال الوكيل المساعد للتنسيق الفني والعلاقات الخارجية والحج بوزارة الاوقاف مطلق القراوي ان مساهمة الكويت في هذا المشروع اتت انطلاقا من اهتمام صاحب السمو امير البلاد وحرصه الدائم على الشباب وتأكيده على دورهم في مجتمعاتنا.
واضاف 'ان سموه كان دائما يؤكد على ان الشباب ركيزة الامن ومادة المستقبل وهم المد المتجدد والطاقة المحركة للحاضر والمستقبل فالعقول والنفوس آنية لا تظل فارغة ابدا اذا لم يملأها الفكر الايجابي المستقيم ملأتها الافكار الهدامة'.
واعرب القراوي عن امله في 'ان يكون هذا المشروع الحيوي شعلة نور وامل ونشاط وحيوية لشباب مملكة تايلند وان يسهم بدور فاعل في عجلة التقدم والازدهار والحضارة وان يكون مؤسسة مثالية للشباب المسلم حتى يقدموا الاسلام منهجا للحياة والعمل والانتاج والترفيه فيتعرف غير المسلمين على ديننا الحنيف من خلال المؤسسات المدنية للمجتمع'.
واشار الى ان مجلس الوزراء الكويتي ساهم في العديد من المشاريع الخيرية بتايلند ابرزها انشاء مكتبة الكويت في جامعة 'جالا' الاسلامية في جنوب تايلند والتي قدرت مساهمة الكويت فيها ب5ر3 مليون دولار ومركز الكويت الثقافي التابع لجمعية الرعاية وغيرها من المشاريع مؤكدا استمرار دعم وزارة الكويت للشباب المسلم في تايلند.
كذلك تحدث ممثل شيخ الاسلام في تايلند شريف براسان فقال 'باسم شيخ الاسلام ومجلسه والمسلمين في مملكة تايلند نقدم الشكر والتقدير لدولة الكويت حكومة وشعبا وللمقام الخاص لصاحب السمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لما قام به من المساندة لقضايا المسلمين والدعم الدائم للاعمال الخيرية وللمؤسسات الدينية والتعليمية والاجتماعية وخاصة الاقلية المسلمة في تايلند'.
واكد ان مجال الرياضة يتسع للكبير والصغير فالرياضة في الاسلام موجهة نحو غاية تهدف الى القوة وهي في نظر الشرع وسيلة لتحقيق الصحة والقوة البدنية لافراد الامة وهي مرغوبة بحق عندما تؤدي الى هذه النتائج على ان تستر فيها العورات وتحترم فيها اوقات الصلاة.
واستشهد براسان بما اكده علماء طب الرياضة اليوم على اهمية عنصر القوة التي دعا اليها نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي يعتبرونها من اهم العناصر الاساسية في اللياقة البدنية الشاملة والتخصصية من اجل احراز المزيد من التقدم ومن الانتصارات الرياضية المختلفة.
من ناحيته قال عضو مجلس الامة السابق النائب دعيج الشمري ان سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء رحب بشدة بفكرة المشروع وتمسك به على الرغم من ان هناك مشاريع خيرية عديدة عرضت عليه في ذلك الوقت الا انه فضل فكرة انشاء مركز رياضي وثقافي ينتفع به الشباب من مسلمي تايلند.
واضاف ان اختيار سمو رئيس مجلس الوزراء لهذا المشروع الرياضي اتى انطلاقا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل ان 'المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير' وقال عليه الصلاة والسلام 'علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل' مبينا ان الرياضة مرتبطة بديننا الحنيف وقيمنا الاسلامية.
واعرب الشمري عن شكره لصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على تبنيه هذا المشروع الامر الذي يدل على حب سموه لفعل الخير كما اعرب عن شكره لسمو رئيس مجلس الوزراء الذي كان يتابع المشروع خطوة بخطوة مشيدا بانجاز جمعية الرعاية الاجتماعية في تايلند لهذا المشروع الذي تم في أقل من سنة.
وقام الوزير النومس والوفد المرافق له بالتجول في اروقة المشروع واستمع الى شرح موجز عن مرافقه الرياضية والثقافية حيث اعرب عن ارتياحه لهذا المشروع الذي طبقت فيه معايير جودة عالية ومؤكدا للقائمين عليه ان ايادي الكويت البيضاء لن تبخل في مساعدة الشباب ومسلمين تايلند.