أمير البلاد: الكويت وشعبها مقتنعان بأن الثقافة هي إرثها الإنساني

محليات وبرلمان

وفرنا للقارئ العربي زخم معرفي، وهيأنا للمثقفين والأدباء منابر للرأي الحر

838 مشاهدات 0


أكد حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن الحضور الكويتي في منتدى أصيلة الثقافي الدولي يأتي طبيعيا ومنسجما والمقاصد النبيلة السامية لفعالياته في دورته الثالثة والثلاثين.
جاء ذلك في كلمة وجهها سموه الى منتدى أصيلة الثقافي الدولي ألقاها نيابة عنه وزير الإعلام وزير المواصلات سامي عبد اللطيف النصف لدى افتتاح فعاليات المنتدى هنا الليلة الماضية برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وشدد سموه على القواسم الحضارية بين الكويت والمغرب التي تجعل العلم سندها ونور طريقها الذي يستلهم منها سموه وشقيقه الملك محمد السادس ما يحرصان عليه من العناية بالعلم لإرساء ثقافة المواطنة وبلوغ مراقي تربية النفوس وتهذيبها وتحقيق مرامي الريادة والنبوغ.
وأضاف سموه أن الكويت وشعبها مقتنعان بأن الثقافة هما إرثهما الإنساني الذي لا يقيم للحدود قيمة ولا للأطر منزلة الا بمقدار ما تسهم به في المسيرة الحضارية المتواصلة مبينا ان بهذا الاقتناع تشارك الكويت في فعاليات منتدى أصيلة بالحوار الثقافي والنقاش الفكري والمطارحة النظرية والتواصل الفني الإبداعي وبالتعبير الجمالي الموسيقي.
وأوضح سمو أمير البلاد أن الكويت آلت على نفسها حتى قبل استقلالها ومنذ العام 1958 أن تكون ذات رسالة معرفية مشيرا إلى الإصدارات الكويتية التي كانت تتعزز على رأس كل عقد من الزمن.
ومنها (العربي 1958) و(سلسلة من المسرح العالمي 1969) و(عالم المعرفة 1978) والتي كانت علامة بارزة في تاريخ الثقافة العربية الحديثة بما نشرته من قيم المعرفة والعلم والأدب ووفرته للقارئ العربي من زخم معرفي وهيأته للمثقفين والأدباء من منابر للرأي الصريح الحر والإبداع المتميز دون قيود.
وأعرب سموه عن تقديره واعتزازه بهذه الالتفاتة من مؤسسة منتدى أصيلة بالاحتفاء بثقافة الكويت وحضارة شعبها في الدورة الثالثة لمهرجان أصيلة الثقافي الدولي بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال والذكرى العشرين للتحرير والذكرى الخامسة لتولي حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم.
وأبرز ما للجغرافيا التي حكمت على مدينة (اصيلة) بالوجود على الأطراف المحاذية لحوض البحر الأبيض المتوسط من اثر على هوية هذه المدينة الثقافية التي تبلورت وتأثرت من مختلف التعبيرات وركام التجارب لحضارات شعوب البحر الأبيض مهد الحضارة الإنسانية ما أهلها لتكون منارة انفتاح وجسر حوار حضاري وتلاقي ثقافي من خلال منتداها السنوي.
وقال سموه إن 'الكويت تشارك مدينة اصيلة إرث الجغرافيا باعتبارها أيضا همزة وصل للقوافل السيارة والأفلاك المبحرة ومصبا لكل ذلك الموروث الإنساني الآتي من كافة الزوايا حضارة وثقافة وتواصلا إنسانيا يحدد معالم غد أزهى لأهل الكويت الذين بادلوا الآتي من الموروث بأسفار طالت مناحي المعمورة نهلا لصنوف المعارف حتى أضحت الكويت شعبا وأرضا شغوفة بالعلم وسبل العناية بأهله وناهليه'.
وأثنى سمو امير البلاد على منظمي المنتدى مشيدا بالتجارب الفكرية والثقافية التي راكمها منتدى أصيلة الدولي طوال ثلاثة عقود ونيف من الجهود لمد جسور الحوار الحضاري بين الشعوب والأمم عبر لقاءات ضمت نخبة المثقفين وصفوة المفكرين.
من جهته أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن الهجرة باعتبارها مغامرة إنسانية راقية نبيلة المقاصد تعكس نزوعا متأصلا في الكائن البشري نحو ارتياد آفاق رحبة جديدة واستكشاف باقي ثقافات وحضارات العالم كانت وما تزال عنصرا فاعلا في التفاعل الحضاري والإنساني والتعايش والتقارب بين الشعوب.
جاء ذلك في كلمة إلى الجلسة الافتتاحية للدورة ال26 لجامعة (المعتمد بن عباد) الصيفية المقامة ضمن برنامج منتدى أصيلة الثقافي الدولي حول موضوع (الهجرة بين الهوية الوطنية والهوية الكونية) تلاها الأمين العام لمؤسسة منتدى اصيلة محمد بن عيسى.
وأكد أن المقاربات الأمنية والسياسات الاحترازية ساهمت في حجب الوجه الإنساني والحضاري لهذه الظاهرة وفي طمس معالمها الإيجابية ما شجع على انتشار فكر اختزالي بشأنها وشيوع أحكام جاهزة ومغلوطة عن المهاجرين لاسيما في هذه الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة التي تشهد ركودا اقتصاديا وتقلصا في مظاهر الرفاهية والازدهار.
وقال العاهل المغربي إن بلاده كمستقبل ومصدر ونقطة عبور للهجرة لا يساورها الخوف من هذه الظاهرة بل تعتبرها علامة غنى وتنوع ومصدر ثراء ثقافي وحضاري.
وأشار إلى أن نظرة المغرب للهجرة تقوم على أساس أنها استجابة لمطلب حيوي وضرورة معرفية واقتصادية وحضارية يستوجبها طموح الكائن البشري للارتقاء بمستواه وتغيير أحواله.
وشدد على أن المغرب الذي بادر إلى احتضان أول مؤتمر (أورو -إفريقي للهجرة والتنمية) في عام 2006 ما فتئ يحث الدول المستقبلة في إطار سياسة التعاون والحوار والتشاور على مراعاة خصوصيات المهاجرين ومساعدتهم على اجتياز صعوبات الاندماج والانخراط في المجتمعات المحتضنة وكذلك للتصدي لنزعات الإقصاء والعنصرية والكراهية للأجنبي.
وأكد على ضرورة التزام دول المصدر بتفعيل السياسات المتفق عليها بين مختلف الأطراف.
ودعا الملك محمد السادس الحكومات والهيئات والمنظمات غير الحكومية والمحافل الفكرية والأكاديمية لاسيما وسائل الإعلام التي اخترقت الحدود وأقامت جسورا قوية بين الثقافات والحضارات إلى أن تقوم كل هذه الأطراف بدورها المسؤول في التأثير على صانعي القرار وكذا على شرائح الرأي العام من أجل ترسيخ قيم التسامح والتعايش والتفاعل الإيجابي بين الحضارات وهي المداخل الأساسية لاستتباب الأمن والسلم والاستقرار في العالم.

-- من جهته أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية المغربي ياسر الزناكي أن احتفاء منتدى أصيلة الثقافي الدولي في موسمه ال33 في دولة الكويت كضيف شرف يعتبر تكريما لبلد شقيق كان له الدور الريادي في الوطن العربي في تشجيع المثقفين العرب ونشر الثقافة العربية والعالمية.
وقال إن استضافة المنتدى لدولة الكويت ليعكس بحق التعاون المثمر والبناء بين الشعبين الكويتي والمغربي الشقيقين في شتى المجالات لاسيما في المجالات الثقافية التي تشق طريقها بإصرار وثباث لترقى إلى مستوى العلاقات المتميزة والممتازة التي تربط البلدين على المستوى السياسي تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأخيه العاهل المغربي الملك محمد السادس.
واعرب الزناكي عن تقديره لحضارة الكويت وشعبها متمنيا للشعب الكويتي اطراد التقدم والازدهار تحت قيادته الرشيدة لأسرة آل الصباح.
وفي كلمة مماثلة أكد الوزير المغربي المنتدب لدى رئيس مجلس الوزراء المكلف بالجالية المغربية المقيمة في الخارج محمد عامر متانة العلاقات الأخوية الصادقة بين البلدين الشقيقين.
وشدد على أن هذه العلاقات ما تفتأ تتطور يوما بعد يوم نتيجة للتواصل الشعبي والرسمي المستمر بين دولة الكويت والمملكة المغربية والذي يفضي دون شك إلى تحقيق ما يصبوان إليه من تقدم وازدهار لشعبيهما الشقيقين.
وقال إن مشاركة الكويت في فعاليات الدورة ال33 لمنتدى أصيلة الثقافي الدولي ستتيح التعرف أكثر على ما تتميز به الكويت الشقيقة من غنى ثقافي وأدبي وفني متميز من خلال معرض الكتاب والأزياء والمعرض الكويتي التراثي التاريخي ومعرض اللوحات الفنية وعروض الموسيقى الشعبية الكويتية والندوات والديوانيات المنظمة.
ورأى ان هذا الغنى الثقافي والأدبي والفني من شأنه ليس فقط تقوية العلاقات الثناية المغربية - الكويتية بل يتعداها الى تعزيز هذه العلاقات مع دول أخرى لقدرة الفن والأدب على تحقيق ما تعجز عنه أحيانا السياسة والدبلوماسية من مد جسور التعاون والتواصل بين الأمم والشعوب.
وقال الأمين العام لمؤسسة منتدى اصيلة محمد بن عيسى ان الأنشطة المقامة في إطار برنامج الاحتفاء بدولة الكويت كضيف شرف تبرز كلها الحراك النهضوي والحيوية التنموية في المؤسسات السياسية والبنيات الاجتماعية ومنظومة الحكم في الكويت القائم على الاختيار الديمقراطي الضامن للحرية والأمن والاستقرار بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
واستعرض برنامج الدورة ال33 لمنتدى أصيلة الثقافي الدولي متوقفا عند الفقرات التي تهم الاحتفاء بدولة الكويت كضيف شرف.
وأشار الى الدور الريادي للكويت في إحداث الصناديق السيادية الخليجية التي ساهمت في النهوض بالتنمية المستدامة في دول الجنوب وكذا السبق الكويتي في المنطقة العربية إلى اقرار دستور ديمقراطي منذ 11 نوفمبر 1961.
وأشار بن عيسى إلى أن الكويت والمغرب تقاسما في مطلع ستينيات القرن الماضي نفس الاهتمام بإقامة حياة دستورية لنظاميهما السياسيين اللذين بنياه على أسس ديمقراطية تسودها أجواء الانفتاح والتحرر.
وتميز افتتاح فعاليات الدورة ال33 للموسم الثقافي الدولي لأصيلة بحضور أكثر من 150 شخصية كويتية من عالم السياسة والفكر والأدب والصحافة يتقدمهم وزير الإعلام وزير المواصلات سامي عبداللطيف النصف إضافة إلى لفيف من الشخصيات الدولية من بينهم الرئيس السابق لجمهورية غانا جون أجيكيم كوفور ووزير الإعلام اللبناني السابق طارق متري ووزير الخارجية الأرجنتيني السابق خورخي تايانا.
كما تميز حفل افتتاح هذه الفعاليات بتدشين معرض الإصدارات الكويتية خلال نصف قرن ومعرض فني تراثي.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك