اسم المدرسة خطأ تاريخي

حفظ التاريخ عملية تربوية لأن الدرس التاريخي جسر لعبور الجيل الحاضر للتواصل مع أجيال الوطن السابقة . وعندما يتم إيصال المعلومة التاريخية لأجيالنا بشكل مغلوط فإننا نجد الكثير من المبررات لخطأ الموصل من حقد أو جهل . أما أن يبنى الهيكل الذي تتزود فيه الأجيال القادمة على خطأ تاريخي فذلك يدل على قلة احترام و تدمير لما أنجزته أيدي بناة الوطن.
من بين مناطق الكويت تضم منطقة الجابرية الأنيقة الكم الأكبر من السفارات العربية والأجنبية والمنظمات الإقليمية والدولية، وفي شارع الجابرية الرئيس قرب السفارة اليابانية تم في العام 2006م افتتاح مدرسة جديدة للبنات ، وكان أن زينت باللون الزهري الحالم ثم سميت بأسم أقدم شخصية نسائية في كتب تاريخ الكويت وهي الشيخة( مريم ).

يقول شيخ مؤرخي الكويت عبد العزيز الرشيد في صفحة 110 من كتابة تاريخ الكويت الصادر في بيروت من دار الحياة 'وتضليلا تظاهروا بخطبة (مريم) ابنة عبدالله ' كما يقول المؤرخ سيف مرزوق الشملان في كتابه من تاريخ الكويت صفحة 119 من منشورات ذات السلاسل 1986م 'في سنة ما طمع بنو كعب في احتلال الكويت وتذرعوا لذلك بحيلة وهي ان يخطبوا (مريم) ابنة الشيخ عبدالله لأحد أبناءهم '،ثم نقرأ للدكتورة ميمونة الصباح أستاذة التاريخ وعميدة كلية الآداب ورئيسة الجمعية التاريخية الكويتية في الجزء الأول من سفرها التاريخي الطويل عن تاريخ الكويت الفقرة التالية'وفي محاولة بني كعب احتلال الكويت تذرعوا بحيلة لتغطية مطامعهم وغايتهم فتقدموا يخطبون (مريم) ابنة الشيخ عبدالله '
هذا ماقالته إحدى حفيدات (مريم) بنت عبدالله بن صباح حاكم الكويت الذي جهز حملة بحرية لتوقف أسطول بني كعب قرب جزيرة فيلكا في معركة الرقة البحرية التي هي أول معركة في تاريخ الكويت في شهر مايو من عام 1783م.
إن مستقبل بناتنا في مدرسة مريم المتوسطة في أيدي أمينة إن شاء الله لكن تاريخ الكويت للأسف كان عرضة للإهمال من قبل من يقع على عاتقهم حفظة كعملية تربوية على الأقل .
لقد كتب اسم المدرسة (مريم بنت صباح الأول) بينما تتفق المصادر التاريخية جميعها أن مريم كانت حفيدة صباح الأول وكان أبوها رحمهم الله جميعا هو حاكم الكويت الثاني عبدا لله بن صباح الأول ،فمن نحمل المسئولية عندما يسألنا أحد افراد البعثات الدبلوماسية الخليجية عن ذلك ؟
هل تحتمل نورية الصبيح هذا الهم أيضا ؟