في ذكرى الغزو: حذار من غزو الداخل!

محليات وبرلمان

1440 مشاهدات 0


رأينا

  تمر اليوم الذكرى الحادية والعشرين للغزو العراقي للكويت، ذلك الغزو الذي احتل البلاد، واستباح العباد، ونشر الفساد، وجثم على صدر هذه الأرض الطيبة طيلة أشهر سبعة عجاف. وبمرور هذه الذكرى الأليمة، نستذكر بالفخر والعزة والعرفان التضحيات التي قدمها شعبنا، والشهداء الذي جادوا بدمائهم دفاعا عن الأرض والعرض، والوحدة والتلاحم بين أبناء شعبنا التي كانت مثار إعجاب كافة الشعوب والأمم. مستذكرين في الوقت نفسه، القيادة التاريخية للشيخين الراحلين جابر الأحمد وسعد العبدالله-رحمهما الله- ودورهما في رص الصفوف وحشد الإمكانات لمعركة التحرير التي تحققت ولله الحمد في ظل عهد دستور 1962.
 كما نستذكر بالثناء والشكر الدور الذين قام به الأشقاء في دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، والموقف الذي وقفته شعوب ودول مصر وسوريا والمغرب نصرة للحق وانتصارا للمظلوم، ولا ننسى الدور الفعال الذي لعبه المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وكافة دول التحالف لتحرير البلاد من براثن القهر والاحتلال.
 تمر علينا الذكرى لهذا الجلل، ونحن نفرط بأثمن ما نملك كشعب، ويتعمد بعضنا عيانا بيانا، أن يسلبنا أقوى سلاح، و يجردنا من أمضى سيوفنا الذي امتشقناه به في مواجهة العدوان: ألا وهو وحدتنا الوطنية.
إن الساحة اليوم تشهد تمزيقا متعمدا لنسيجنا الوطني، وتخريبا مقصودا لوحدتنا الوطنية، وسط صمت حكومي يفهمه الغيارى على انه تواطوء مدروس لسيادة فكر بائس يرى السلطة واستمرارها في تمزيق الشعب وتفتيته إلى فئات لتسهل السيطرة عليه.
 إن الغالبية الساحقة من شعبنا الكريم، ترقب بكل حرص ورفض ما يتم إشاعته عبر إعلام مرتبط بالحكومة- بشكل أو بآخر- وهو ينخر بلغته الفئوية والعنصرية والطائفية في حائط وحدتنا الوطنية، ونشاهد أقزاما تخرج بين الفينة والأخرى، وهي تنفث سموم الفرقة والتشتيت لصفنا الوطني ولوحدتنا الثمينة.
 إن استمرار هذا النفث المتعمد للغة الكراهية والفرقة، هو الغزو الحقيقي من الداخل، وهو الذي يجب أن يتصدى له الشرفاء من شعبنا الكريم، والحريصون على استمرار وبقاء وكرامة هذا الوطن.
 إن الكويت دولة صغيرة بحجمها وبشعبها، ولكنها أثبتت قبل واحد وعشرين عاما أنها كبيرة بصمودها وتلاحم شعبها، ضاربة مثلا نادرا في التاريخ بالوحدة والتراص من أجل أهدافها الوطنية.
فحذار حذار، من سموم العقارب، ومن لدغات الأفاعي، ومن جهل الجهلاء الذين لا يرون أبعد من أنوفهم، ولا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية الآنية المؤقتة، فكلنا زائلون، وتبقى الكويت عالية...
عاشت الكويت حرة ديمقراطية في ظل دستور 1962 بقيادة سمو الأمير وولي عهده الأمين.

رأينا

رأينا الآن

تعليقات

اكتب تعليقك