الأردن تعيد سوريا إلى محيطها العربي !

عربي و دولي

طهران غاضبة من التقارب بين دمشق وعمان

481 مشاهدات 0

دور اردني اقليمي كبير في المنطقة.. بالتوافق مع السياسة الامريكية

 بتسارع دبلوماسي كبير وملحوظ عملت عمان جاهدة خلال الأيام الماضية على إعادة سوريا إلى محيطها العربي وخطفها من الارتهان لإيران الأمر الذي فسر الغضب الإيراني المتنام من الدور الإردني وهو ما ترجم عمليا على ارض الواقع قبل أسابيع بالاعتداء على السفارة الأردنية في طهران .

سوريا التي بدأت تشعر بعبء العلاقة مع طهران فتحت اذرعها للجار الأردني الأقرب جغرافيا وسياسيا من الحليف الإيراني . فزيارة المعلم الاخيرة لعمان ومن قبلها لقاء القمة بين الاسد وعبد الله الثاني ومن بعدهما قرارات واتفاقيات ارتقى بعضها الى مستوى الوحدة السياسية والمصيرية.مؤشر على دور اردني كبير لتفريغ حلف الممانعة الذي ضم سوريا وايران وحماس وحزب الله  من محتواه .

 لكن لتبعات المصالحة الأردنية السورية ان صح التعبير استحقاقات أولها سؤال العلاقة بين حركة حماس ودمشق وثانيها شكل ومصير علاقة عمان المتوترة أصلا مع طهران.

  الأردن نجحت  في اقناع دمشق بان تكون على الأقل مراقبا لانا بوليس ومارست باقتدار دبلوماسية هادئة ورفيعة دفعت سوريا لتليين مواقفها وعقلنتها.. باختصار عمان اختطفت دمشق من أحضان المشروع الإيراني وأعادتها الى المحيط العربي بقليل من الإقناع وكثير من المحفزات الأمريكية من قبيل تخفيف الضغط الدولي في ملف لبنان..

 الا ان التقارب الأردني السوري يعني بالضرورة تقاربا سوريا أمريكياً وهو ما زاد من مخاوف طهران من اشتداد الخناق حولها وازدياد عزلتها .

 في اللعب سياسيا سجلت واشنطن نقطة في مرمى طهران وعرتها في معركتها الدولية من أي حليف ، والنتيجة خلافات سورية إيرانية بدأت تأخذ طريقها نحو انفراط عقد التحالف.

  النزق الإيراني في المقابل كان واضحا عبر إلغاء زيارة نائب الرئيس الإيراني برويز داوودي إلى دمشق، وبعيدا عن مسرحية تدشين المشروعات الصناعية المشتركة بين الطرفين كان برود التقارب أسرع تسللا لدفء العلاقة السابقة بين دمشق وطهران .

  طهران مارست على الدوام في تحالفها مع دمشق دور الوصي والاخ الاكبر لدرجة التدخل في الشؤون الداخلية السورية من قبيل الاحتجاج على مشاريع اقتصادية ضخمة مع الأردن وسواها من الدول العربية . ومحاولة تخريب أي تقارب لدمشق مع طرف عربي .

 والرئيس السوري بشار الاسد أحس لوهلة انه بات أسيرا نظام الملالي فظهر عبء العلاقة مع طهران وتجلى عبر انقاذ ما يمكن انقاذه من حصة دمشق المتبقية في قلوب العرب.

 وتقول مصادر أردنية ان عمان ستعمل جاهدة على استغلال زيارة بوش للمنطقة وجمعه بمسؤولين سوريين في عمان لتقريب وجهات النظر في محاولة أخرى لسحب دمشق إلى الصف الآخر المناهض لطهران .

   الأمر ذاته بحسب المصادر سينطبق على التحالف الوظيفي بين حماس وطهران فثمة حراك سياسي أردني وعربي لعزل حماس عن التدخل الإيراني الفج في الساحة الفلسطينية.

أولى بوادر هذا الأمر تجلى بوضوح عبر عودة قنوات الحوار غير المعلنة بين الحركة والرئيس محمود عباس لإعادة الامور الى نصابها .. والبادرة الأوضح للدور الاردني المرتقب في لقاء حاسم وفاصل للمصالحة بين حماس وعباس قريبا في عمان تقول مصادر انه سيتبع جولة بوش في المنطقة التي ستؤسس لسياسة جديدة في المنطقة تعتمد خيار عزل طهران عن حلفائها .

 


 

طارق ديلواني- عمان- خاص

تعليقات

اكتب تعليقك