لستُ أري رجال دولة، ولست أري دولة أيضا!! يقولها عبدالهادي الجميل بعد نشر وثائق ويكليكس الجديدة

زاوية الكتاب

كتب 2828 مشاهدات 0

عبدالهادي الجميل

عبدالهادي الجميل
 
ليس “جوليان أسانج” من شوّه صورتنا، وليست وثائق “ويكليكس” من أساء لنا، ولا علاقة للسفارة الأميركية بالدمامة التي أصبحت تستوطن وجه الكويت مؤخرا. نحن وحدنا من فعل ذلك، فلا تلوموا أحدا على ما أصبحنا عليه. ولا تبحثوا-كعادتكم- عن شمّاعة، لأن لا شمّاعة تستطيع تحمّل ثقل فضائحنا الأخيرة.

قال جلال الدين الرومي مؤسس الطريقة المولوية الصوفية قبل 800 سنة” نحن كالدّواب، فزعنا من أنفسنا أثناء شربنا لأننا رأينا صورنا القبيحة على صفحة الماء”.

 لم تفاجئني معظم محتويات الوثائق المُسرّبة رغم استفزازيتها وصفاقتها، ومن يجيد فن تركيب أجزاء الصورة المبعثرة، سيكتمل لديه المشهد البشع الذي حرص البعض على إنكاره وإخفائه لسنوات طويلة.

ذكرت هذه الوثائق، أن بعض كبار أعضاء مجلس الأمة متورطون بالرشاوى، وكشفت أن بعض رجال الدولة- كما يُطلق عليهم إعلامنا الرسمي الساذج- ليسوا في حقيقة الأمر سوى موظّفين لا يمكنهم إدارة “سوبر ماركت” من الحجم المتوسط.

لهذا نجد أنفسنا نخرج من فشل لندخل إلى فشل جديد، حتى أصبح وجود الدولة بعد 2020 أمرا مطروحا للنقاش وقابلا لتبادل الآراء حوله!!

ليس لدينا رجال دولة بالمعنى الحقيقي، وما لدينا- حاليا- بضع “ضرائر” انتهازيات وقحات يتسابقن للتقرّب من السفير الأميركي ونيل الحظوة عنده عبر إفشاء أسرار البيت. هكذا تسير الأمور في الكويت، وهكذا تسير الأمور أيضا في جمهوريات الموز التي تتشكّل حكوماتها وتُحل في مكتب السفير الأميركي.

لستُ أرى رجال دولة، ولست أرى دولة أيضا، فعندما لا يستطيع رجل الدولة حفظ سر الدولة، فهذا يعني أن ليس هناك دولة.

لن تتم محاسبة أحد، ولن يتم التحقيق فيما أثارته هذه الوثائق المسرّبة التي تحظى بقدر جيّد من الصدقيّة لأن مصدرها السفارة الأميركية التي لا يمكن أن تزوّد واشنطن بأي معلومات مشكوك بها، فالسفراء الأميركيون يعلمون بأن الكونغرس الأميركي يعقد جلسات استماع دوريّة يتم فيها استدعاء السفراء لمناقشتهم فيما يبعثونه من تقارير عن البلدان التي يعملون فيها.

الأمر المريح في القضية هو أن معظم من أُثيرت حولهم الشبهات الجديدة، هم ذاتهم الذين تُثار حولهم الشبهات منذ فترة بعيدة، ولهذا نجدهم يتصرفون-الآن- بهستيريا للتشكيك بمحتوى الوثائق التي ما أن قرؤوها حتى نفروا كالدواب لأنهم شاهدوا انعكاس صورهم البشعة على صفحة الماء.


[email protected]

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك