نساء عصر الانحطاط
عربي و دوليسبتمبر 19, 2011, 12:23 ص 4610 مشاهدات 0
سقط الطغاة لنكتشف أنهم رجال صغارأستبدوا بالسلطة لأن أحد لم يسلط عليهم الضوء،وحين فعلنا تبين لنا مقدار مايملك التاريخ من ذرائع لتسفيهنا امام الاجيال القادمة. فكيف تسللت هؤلاء النسوة وصادرن قرارالدكتاتور العربي! وكم من مرة أنحنى الجميع احتراماً وإجلالاً لسيدة رقيقة الهيئة،أنيقة الملبس،سمحة المحيا،أستطاعت بطانة الطاغية حجب ما أرتكبته من جرائم تقشعر له الأبدان!
ولاننا لانملك الادوات الاكاديمية للعلوم الاجتماعية، سنكتفي في هذ البحث بالرصد دون التحليل العميق لبيئة الدكتاتورية،وتسلق الانتهازيات لسلم السلطة في عصر الانحطاط الجديد،ونكتفي بتأكيد ان الفساد ينتمي لنفس التاريخ والجغرافيا .
الحلاقة:ليلى الطرابلسي 1957م و الحلاقة هو ما كان ينادونها به أهل تونس تهكما . وسميت حاكمة قرطاجة التي قادت العائلة، والمافيا، والسلطة. و عينت عائلتها في مناصب رئيسية في السياسة والقطاع الخاصو ومنحتهم نفوذا لم يقف عند التحكم في الاقتصاد، بل وصل للسرقة. كماعملت لتصبح وريثة للحكم.وكانت خطتها الإعلان عن إستقالة بن علي لأسباب صحية والدعوة لانتخابات عامة تتوج بفوز ليلى،التي سيكون الحزب الحاكم قد رشحها بعد أن نظم مسيرة مليونية بتونس العاصمة ، لكن خطتها فشلت فأخذت معها طنا ونصف طن من الذهب قبل هروبها.
الابلة : سوزان مبارك 1941م ،استفزت الجماهير الفقيرة باحتفالاتها الباذخة وكانت رئيسة للمئات من الجمعيات الخيرية الوهمية لتلقي تبرعات من دول العالم بمتوسط 5 ملايين دولار فى العام لكل من الــ 50 جمعية التي ترأسها و تذهب الى حسابها ببنوك سويسرا. كما حظرت على جمعيات غيرها تلقى أى تبرعات من الخارج حتى تنفرد هى بكل التبرعات، ومنها تبرعات مكتبة الاسكندرية البالغة 145 مليون دولار. كما كانت تحلم بجائزه نوبل فكونت جمعية «محبي السلام» من ميزانية الدولة للتعارف بين الطلاب المصريين واليهود .و كانت تعين الوزراء والمحافظين، فعينت حسين كامل بهاء الدين وزيراً لأنه عالج ابنها و فاروق حسني لأنه أختار ستائر قصورها،و أنس الفقي لأنه بارع في تسويق الموسوعات ،كما أقالت غيرهم. وحاولت توريث ولدها جمال. وتواجه حاليا الحبس لاتهامهما بتحقيق ثراء غير مشروع مستغلة وظيفية زوجها،حيث كان راتبها بضعة جنيهات كمدرسة في حين تجاوزت ثروتها عند السقوط 30 مليار جنيه .
الدكتورة:بثينة شعبان 1953م ولدت لأسرة فقيرة ،و حصلت على الدكتوراه في اللغة الإنكليزية، لكنها نجحت في فتح كراسات لم يسمع بها الاسد من قبل في شتم الامبريالية والاستعمار والرجعية والصهيونية،فعينها مستشارة سياسية وإعلامية،رغم جهلها في كلاهما .حيث إن ظهورها عودة لزمن التضليل،فهي أحمد سعيد الذي أدخل آبائنا من بوابات الوهم الى تل أبيب ،وهي الصحاف الذي كذب حتى على شعره ناصع البياض فأحاله لأسود فاقع السواد. وبثينة من مخلفات الحقبة السوفيتي في سوريا تصف كل مايقال عن نظام دمشق بكلمات لاتمل تكراراها 'أن هذه الأخبار محض افتراء وكذب'. مستخدمة خليط من الكذب والشتم والمفردات القاسية لتسويق افكارها،حيث هددت المسؤولين في الخليج بنشر فضائحهم عبر أشرطة الفيديو التي على الانترنت . وكان من نتيجة تجاوز الزمن لها،الوقوع في خطأ قاتل حين أعلنت عن عزم الرئيس إجراء إصلاحات,فصفعها ماهر الاسد على وجهها لأنها رفعت سقف التنازلات من قبل النظام ما أدى إلى تصاعد الحركات الاحتجاجية. فهل تختفي بثينة دون عقاب كما اختفى سعيد والصحاف ؟
رئيسة البرلمان العربي:هدى بن عامر1945م، توجت ملكة للتنكيل يوم إعدام الشويهدي، الذي شكل 'جبهة إنقاذ ليبيا'، فقد ركضت لمكان الاعدام مرددة 'ما نبوش كلام خواني، نبو شنقاً في الميداني' فأصبح النداءماركة مسجلة باسمها بين الليبيين. فقد أعدموه بالرصاص لكنه بقي حياً، فسحبته هدى بقدميه للمشنقة، وركلت الكرسي،فهوى، إلا أنه لم يمت. فأسرعت وأمسكت بقدميه وراحت تشدهما كما المجنونة المسعورة ليلفظ أنفاسه، و توقف عن الحركة.وكانت مفاجأة أنه مازال حياً.وفي مستشفى قريب،أجرى له الأطباء عملية تنفس فعادت أنفاسه .فأمر القذافي بقتله،فرفض الأطباء،فوضعت هدى جورباً في فمه مثقوباً وبه رمال، وكلما كان يتنفس كانت حفنة رمل تسد منافسه حتى مات. وهي أخطر امرأة في ليبيا، و الشرق الأوسط ،ولـ 27 سنة كانت يدا لبطش القذافي بالليبيين. كانت معروفة بالقبح وسوء الاخلاق والتهور والخروج عن الدين والتقاليد.قادت حملات الاعتقال والتحقيق والتعذيب، وخاصة النساء.كما شاركت في المحاكمات العلنية.و قادت حملات تصفية البرجوازية،فمصادرت المجوهرات والمقتنيات الثمينة. تم اختيارها نائباً لرئيس البرلمان العربي في 2008،ثم رئيسة للبرلمان خلفاً لمحمد جاسم الصقر،وتم القبض عليها في 3/9/2011.
في عصر الانحطاط الاول من سقوط بغداد حتى مطلع القرن 19 كانت الإنقلابات ومكائد القصور النسائية جزء من تاريخ الحكم. و بسبب التسويق المضلل لحديث سيد البرية ( خَيْر صُفُوف الرِّجَال أَوَّلهَا وَشَرّهَا آخِرهَا وَخَيْر صُفُوف النِّسَاء آخِرهَا وَشَرّهَا أَوَّلهَا) كرهت المرأة العربية الصالحة العمل السياسي ،رغم ان المراد بالحديث صفوف النساء اللواتي يصلين مع الرجال،ربما لأننا في عصر الانحطاط الثاني !
تعليقات