خالدا لعبيدي يكتب عن استخدام بعض النواب تقنية البلوتوث لبث مشاهد يهاجم فيها الوزراء، وهدفه خداع ناخبيه البسطاء، لكن يسارع بالاعتذار طمعا فى كرم الحكومة

زاوية الكتاب

كتب 467 مشاهدات 0



نواب البلوتوث     
خالد صالح العبيدي

عندما كنا في‮ ‬المجلس الوطني‮ ‬بعد التحرير مباشرة،‮ ‬حصل حادث مخزٍ‮ ‬أمامي،‮ ‬فقد تحدث احد نواب المجلس الوطني‮ ‬مهاجما احد الوزراء بشراسة لدرجة أنه ابهر الجميع بسلاطة لسانه،‮ ‬وقلة ادبه وبعد تدخل رئيس المجلس ان آنذاك المرحوم عبدالعزيز المساعيد،‮ ‬والذي‮ ‬بدوره استطاع ان‮ ‬يسيطر على الموضوع،‮ ‬وبعد رفع الجلسة لتناول وجبة الغداء،‮ ‬ذهب هذا النائب للوزير وقال له حرفيا‮: ‬يا طويل العمر‮: ‬لا تأخذ على خاطرك ترى حبيت أرضي‮ ‬الجمهور اللي‮ ‬فوق،‮ ‬فرد الوزير عليه قائلا‮: (‬بس مصختها‮ ‬يا بو‮...) ‬فرد عليه النائب‮: ‬انا امون‮ ‬يا طويل العمر وبعدين أنا قايل لك شنو بقول فرد عليه الوزير باسما‮: ‬لا‮ ‬يابو‮... ‬انت قلت بتقول كذا وكذا وما‮ ‬يبت طاري‮ ‬الموضوع الفلاني،‮ ‬فرد النائب عليه‮: ‬ياطويل العمر انفعلت وزل لساني‮ ‬واذا تبيني‮ ‬اقصه آنا حاضر هذا لساني‮ ‬قصه‮... ‬فأخرج النائب لسانه وفمه ممتلىء بالطعام،‮ ‬فرد الوزير وقال له‮: ‬خلاص لوعت جبدي،‮ ‬الله‮ ‬يا خذك دخل لسانك الله‮ ‬يلعنك ويلعن لسانك‮.‬
وما‮ ‬يحدث اليوم في‮ ‬الجلسات البرلمانية هو تمثيل وضحك على الذقون،‮ ‬فإذا اراد نائب ان‮ ‬يبرز ويتحدث عنه الجميع،‮ ‬ويصبح شمشون المجلس الجبار،‮ ‬ويصبح حديث الشارع فهو‮ ‬يهاجم شيخا او مسؤولا ذا نفوذ ويخدع العامة من المواطنين بأنه تصدى لفلان من الشيوخ او من المسؤولين واصبح بطلا وفعل ما لا‮ ‬يستطيع احد فعله ولكي‮ ‬يكمل هذا الفيلم الهزيل ويحقق له الانتشار المطلوب ولكي‮ ‬يضمن اكبر قدر من المتفرجين،‮ ‬فهو‮ ‬يستخدم احدى التقنيات الموجودة في‮ ‬عالمنا الحاضر ولان التقنيات صعبة على مثل هؤلاء فتجده‮ ‬يتجه الى ارخص واسهل تقنية موجودة في‮ ‬محيطه وايضا تكون في‮ ‬متناول الجميع،‮ ‬الا وهي‮ ‬تقنية البلوتوث،‮ ‬فيقع اختياره على مقطع سخيف حدث بقاعة المجلس او هجوم شنه لهذا الغرض،‮ ‬فيبث هذا الكليب القصير لجهلاء الكويت الذين بنظرهم ان هذا النائب فعل المعجزات،‮ ‬وحقق الهدف المطلوب منه،‮ ‬ولكنه هل من آثار للمصلحة العامة من هذا الكليب الهزيل؟ طبعا لا‮.. ‬فالقافلة تسير‮..‬
هل‮ ‬يعلم الجميع لماذا هذا النائب‮ ‬يعلو صوته ويهاجم الشيوخ والمسؤولين بالدولة،‮ ‬او بمعنى اخر هل‮ ‬يعلم الناخب المحترم تجرأ وهاجم وشتم وتوعد وهدد؟ فالجواب قد‮ ‬يغيب على البعض فنائب البلوتوث ضامن سلامته فالدولة قوية بما‮ ‬يكفي‮ ‬لحماية جميع من عليها،‮ ‬ولانه‮ ‬يتحصن بالحصانة بالبرلمانية،‮ ‬ولانه احيانا‮ ‬يستأذن الشخص الذي‮ ‬تهجم عليه ويبلغه مسبقا بما سيقول معللا ذلك له‮ »‬لزوم الانتخابات‮ ‬يا طويل العمر‮« ‬فكم من نائب كان‮ ‬يزعجنا بصوته النشاز وانطفي‮ ‬والسبب انه اصبح مكشوفا لا حصانة لديه تحميه‮.‬
لو كنت بطلا ايها النائب فعليك ان تستقيل من عضوية المجلس،‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يساعدك على فرض العدل والمساواة بالدولة،‮ ‬التي‮ ‬تطالب بهما،‮ ‬لو كنت بطلا‮ ‬يا صاحب البلوتوث قل ما قلته داخل اللجان البرلمانية،‮ ‬لو كنت بطلا ايها النائب لا تذهب للوزراء بمكاتبهم ولو اجبرك على ذلك الناخب،‮ ‬لو كنت بطلا لا تتخفى خلف الحصانة وقل ما قلته وانت‮ ‬غير محصن،‮ ‬فالرجل من‮ ‬يستطيع ان‮ ‬يتحكم بانفعالاته وفلتات لسانه،‮ ‬لا من‮ ‬يترك للسانه العنان،‮ ‬والرجل ايضا من لا‮ ‬يجرح الناس بلسانه ويطعنهم باماناتهم بدون دليل‮.‬

 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك