د.المسباح: الراشي والمرتشي ملعونان وإلقاء التهم إثم كبير

زاوية الكتاب

كتب 1154 مشاهدات 0

د. ناظم المسباح

' الراشي والمرتشي ملعونان وإلقاء التهم جزافاً إثم كبير والرشوة إذا ثبتت فهي خطأ كبير وطامة كبرى ' بهذه الكلمات أكد الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور ناظم المسباح أن الرشوة من الأمور التي حرمها الإسلام وغلظ في تحريمها وتوعد مرتكبيها بأشد ألوان العذاب ، مضيفاً أنه إذا ثبت ما يثار حالياً مما يطلق عليه فضائح الإيداعات المليونية لبعض نواب الأمة فهو ناقوس خطر يدق في جسد الوطن وينخر فيه وهو بلا شك سلوك مشين ذمته الشريعة لما فيه من إفساد للذمم وهلاك للمجتمع ، مؤكداً أن مال الرشوة مالٌ سحت لا خير فيه ولا بركة بل يجر على صاحبه الخراب والوبال في الدنيا والآخرة ، مشدداً على خطورة إلقاء التهم وتوزيعها جزافاً على البعض بلا دليل واضح وصريح لا سيما بعد ما ظهر من براءة أحد النواب الذين اتُهموا ظلماً وبهتاناً في القضية المذكورة ، مشيراً إلى أن العلاج لابد وأن يكون بحكمة وبالقنوات القانونية الصحيحة عبر السلطة القضائية ، لافتاً إلى أن هذه الظاهرة ليست بجديدة ويعرف ذلك جيداً العديد من النواب المخضرمين.
 
وأضاف أن طرح هذه القضية بهذا الشكل عبر وسائل الإعلام المختلفة بلا قيود أو ضوابط أساء للمؤسسة التشريعية وأعضائها بشكل عام ، مبيناً أننا لسنا مع أسلوب بعض النواب في التصعيد غير المبرر فالحكمة في معالجة الأمور الحساسة أمر مطلوب ، مؤكداً على ضرورة أن تكون القضية برمتها بيد السلطة القضائية تستقصي الحقائق عبر وسائلها الدستورية والقانونية وتثبت الحقائق لتبرئ البريء وتدين المذنب وتحاكمه مهما علا منصبه أو اسمه لأنه أساء لوطنه وفئته قبل أن يسيء لنفسه ، مبيناً ضرورة إنزال الأمور منازلها بعقلانية فكل مشكلة لها طريقتها المناسبة في الحل ولهذا لا ينبغي لنا أن نقيم الدنيا ولا نقعدها على أي مشكلة كبيرة كانت أو صغيرة ، مؤكداً في الوقت نفسه إلى أن الشعب لن يرضى بغير محاسبة كافة المتورطين في هذه الفضيحة وإقصائهم نهائيا عن العمل السياسي العام الذي أفسدوه بأفعالهم المشينة مهما كانوا كباراً أو نافذين.
 
وأوضح أن الله عز وجل نهى عن أكل أموال الناس بالباطل، فقال سبحانه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ) والرشوة من أشد أنواع أكل الأموال بالباطل؛ لأنها دفع المال إلى الغير لقصد إحالته عن الحق ، موضحاً أن التحريم قد شمل أركان الرشوة الثلاثة ، وهم: الراشي والمرتشي والرائش: وهو الوسيط بينهما، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه:((لعن الراشي والمرتشي والرائش)) رواه أحمد والطبراني من حديث ثوبان رضي الله عنه.
 
وختم د. المسباح ناصحاً الجميع بتقوى الله عز وجل والحذر من سخطه وتجنب أسباب غضبه ، فإنه جل وعلا غيور إذا انتهكت محارمه، وقد ورد في الحديث الصحيح: ((لا أحد أغير من الله))، داعياً كل من سولت لهم أنفسهم وأغراهم الشيطان بأكل المال الحرام أن يتوبوا إلى الله تعالى وأن يجنبوا أنفسهم وأهليهم المال الحرام والأكل الحرام، نجاةً بأنفسهم وأهليهم من النار التي جعلها الله أولى بكل لحمٍ نبت من الحرام، داعياً المولى جل وعلا أن يحفظ الكويت من كل مكروه وسوء وأن يتم عليها نعمتي الأمن والسلام.

الآن: رأي وشكوى

تعليقات

اكتب تعليقك