تشكيل مجلس أمناء إتحاد 'كونفدرالية الخليج'
عربي و دولي6 من الكويت، والنفيسي: وحدة تشعر بضغط الواقع و تستشرف تحديات المستقبل، والصانع يطالب بمناقشة مصروفات دواوين الحكم في دول الخليج
أكتوبر 15, 2011, 3:25 م 3806 مشاهدات 0
قال الدكتور عبدالله النفيسي ' ان السؤال الذي يراودنا هو لماذا الوحدة الخليجية و الاجابة تكمن في المكونات الاجتماعية للمجتمعات الخليجية فلدينا من الروابط ما يوحدنا و منها الدين و اللغة و العادات و التاريخ و الجغرافيا كما اننا نواجه تحديات خطيرة تحتاج منا القوة للتصدي لها و منها التحديات الاقليمية مثل ايران و الهند و باكستان و افغانستان و العراق المضطرب و اليمن الثائر ' .
و اضاف ' هذا بالاضافة الى الحروب المتكررة منذ الاستقلال عن الاستعمار و منها الحرب العراقية الايرانية و احتلال الكويت و غزو العراق فرضت علينا مواجهة تحديات داخليه منها الامن و الارهاب و التحديات الاجتماعية التي نواجهها تتمثل في زيادة عدد الشباب و التحولات الاجتماعية السريعة و تاثير الاعلام عليها بالاضافة الى التحول من المجتمع الاستهلاكي الى المجتمع الانتاجي كما يجب ان يتم تفعيل دور المراة في الخليج ' .
و ذكر النفيسي ' ان التحديات السياسية التي تواجهنا هي المطالبة بالاصلاحات و قمع الفساد و تفعيل المشاركة السياسية و تفعيل دور حقوق الانسان و التفاعل مع التاثيرات الناتجة عنها ولا بد من استغلال الفرصة المتاحة لدول المنطقه لتحول الى صيغه من الوحدة لمواجهه هذه التحديات ' .
و لفت ' ان اهم ملامح الوحدة الخليجية هي الدعوه لتقارب دول المنطقه في صيغة الاتحاد الكونفدرالي و تفعيل وحدة تضم الشعب و الانظمة و تجمع كل فئات المجتمع وتتجاوز الاختلافات المذهبية والاجتماعيه والفكرية و التاكيد على انها ليست موجهه ضد احد في الداخل أو الخارج و انها وحدة تشعر بضغط الواقع و تستشرف تحديات المستقبل ' .
وأختار المشاركون في المؤتمر التأسيسي لمنتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية أعضاء مجلس أمناء المنتدى، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر التأسيسي لمنتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية والذي تستضيفه المملكة تحت رعاية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة يومي الـ13 و 14 من شهر أكتوبر الجاري، حيث جاء اختيار المشاركون عن طريق الاتفاق الداخلي المشاركين من الدول الخليج الست المشاركة، حيث سيمثل 6 أعضاء عن كل دولة.
إذ تم اختيار كل من حمد المهندي وسميرة رجب والدكتور عادل عبدالله وعبدالله الكبيسي والدكتور علي أحمد عبدالله، ومحمد الجابري لتمثيل مملكة البحرين، وفيما يمثل دولة الإمارات العربية المتحدة كل من حسن أحمد الدقي وخليفة هلال النعيمي وعبدالحميد علي الكميتي وعبدالله عبدالقادر الهاجري والدكتور عبدالله محمد الشامسي، بالإضافة إلى الدكتور يوسف خليفة اليوسف.
أما عن المملكة العربية السعودية فيمثلها كل من الدكتور محسن العواجي والدكتور محمد الحضيف والدكتور مالك الاحمد والدكتور خالد الدخيل ونواف الجديمي بالإضافة إلى الدكتور أحمد العمير، أما من سلطنة عمان فيمثلها أحمد بن محمد الراسبي وأحمد بن محمد الشيرازي وحبيبه الهنائي والدكتور عبدالله بن محمد الغيلاني والدكتور محمد سعيد العمري، بالإضافة إلى الدكتور سعيد نعوم الكثيري.
ومن دولة قطر فيمثلها الدكتور عبدالرحمن بن عمير النعيمي والدكتور علي بن خليفة الكواري، والدكتور إبراهيم بن عبدالله الانصاري، وخالد بن أحمد السويدي، وسعد بن سعد الكعبي، بالإضافة إلى عبدالله بن حمد العذبة، ومن دولة الكويت فيمثلها فهد البذال، ومحمد سالم الراشد والدكتور ظافر العجمي والدكتور أحمد السعد ووليد الغانم وبالإضافة إلى بثينة الدهيشي.
يشار أن الأمانة العامة للمنتدى والتي تتكون من 36 عضو بحيث يكون من كل دولة 6 أعضاء، ويتكون المنتدى من مجموعة مختلفة من القطاعات سواءً التمثيل المدني أو الوطني سواءً من النخب أو القانونيين أو أعضاء مجلس النواب في مجالس الأمة والتيارات السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى ممثل عن الشباب وممثلة عن المرأة وممثل لرجال الأعمال كما لا يسمح بالترشيح لمن يمثل منصبا رسميا أو حكومياً.
وتتمحور اختصاصات الأمانة العامة في إعداد النظام الأساسي واختيار المكتب التنفيذي ورئيسه، واعتماد خطة المكتب التنفيذي، واعتماد الميزانية السنوية للمكتب التنفيذي ومناقشة تقريره الختامي، على أن تجتمع الأمانة مرة كل عام و لها الحق في البت في استقالة المكتب التنفيذي ورئيسه كما سيكون اجتماعها صحيحاً بحضور 19 عضوا على أن يكون منهم الرئيس أو نائبة، وتتركز اختصاصات المكتب التنفيذي في اقتراح خطة المكتب السنوية وتنفيذها بعد اعتمادها من الأمانة العامة ويعد الميزانية العامة ويراقبها ويلتزم بإعداد التقرير الختامي السنوي وعرضه على الأمانة العامة، بالإضافة إلى أن يقوم المجلس باقتراح التعديلات اللازمة على النظام الأساسي، وعليه أيضاً إقرار وإعداد اللوائح اللازمة لسير عمله، كما سيتم تحديد المناصب الرئيسية في المكتب في أول اجتماع له ويشكل اللجان اللازمة للعمل و يجتمع أربع مرات في السنة على الأقل كما يحق له الاجتماع في حال الضرورة.
وشدد متحدثون على ضرورة اضطلاع حكومات دول الخليج بكافة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والدينية ، إلى جانب التأكيد على دور القوى الشبابية ورجال الأعمال والمرأة في الحراك الشعبي الخليجي كشرط أساسي لتحقيق كونفدرالية الوحدة الخليجية.
وقالوا خلال ختام فعاليات المؤتمر التأسيسي لمنتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية بفندق الدبلومات أمس برعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إن الإصلاح السياسي والاقتصادي يسيران في خط متوازي وأمر تحقيقهما متوقف على الوقوف بحزم إزاء جميع المشاكل التي تحدق بهما وتتلخص في فتح الأسواق على مصراعيها ونبذ الاحتكار من اجل تحقيق المنفعة ونبذ الفساد الإداري سواء الحكومي والخاص.
وعلى صعيد القوى الشبابية في الحراك الشعبي أكدوا أن هنالك مبادرات عديدة تؤمن بفكرة ميثاق شرف يجمع بين الحراك الشبابي والشعبي بغرض تفعيل الإصلاح السياسي والدعوة للمزيد من الحريات وصيانتها لتنمية المجتمعات الخليجية
وأشاروا إلى أن المرأة في المجتمع الخليجي مطالبة بتقديم المزيد من الانجازات نظير تقارب نسبة تعداد السكان مقارنة بالرجل وأولى تلك المطالب تتمركز حول مشاركتها في الشأن السياسي كون نسبة مشاركة المرأة في البرلمانات العالمية بلغت 15.2%.
وتساءل عبدالعزيز الدخيل في كملته عن دور رجال الأعمال من السعودية هل إصلاحات المجتمع في الدول الخليجية جزء من الأمور الحياتية ،إلى جانب هل الدكتاتورية التي تجمع رجال الأعمال بالساسة،مجيباً ان الربيع العربي الذي شمل دول مصر الى تونس وليبيا وحتى سوريا اقتلعت جذور الكبت الذي طال الإنسان العربي عموماً فالطريق الى الحرية والديموقراطية بلغت إلى بر الأمان من خلال استنباط النضال الشعبي من النماذج الأوربية .
وأضاف أن تحقيق أكبر منفعة للمجتمع والفرد سوية من خلال استغلال ابرز الحلول للموارد المتاحة لا تتحقق إلا من خلال فتح الأسواق على مصراعيها ونبذ الاحتكار من اجل تحقيق المنفعة ونبذ الفساد الإداري سواء الحكومي والخاص، إلى جانب فالحرية السياسية مستنبطة من نظيرتها الاقتصادية.
وأكمل أن ابرز الحلول للقطاع الاقتصادي قائم على تكوين المجتمع الذي يفرض نفسه على المصالح العليا إلى جانب حفظ كرامة الشعب فالإصلاح السياسي شرط أساسي لتحقيق التحديات التي تحدق بمصير شعوب المنطقة لان الوحدة تسير بتوازي مع الإصلاح السياسي.
من جهته قال الأستاذ يحيى الدخيل عن كلمة القوى الشبابية في الحراك الشعبي من دولة الكويت حول دور القوى الشبابية في الحراك الشعبي أن أغلب الحركات السياسية الحديثة لم يتجاوز عمرها السنتين نظراً لفقدان الشباب ثقتهم في التيارات السياسية لأن التيارات السياسية المعارضة الحقيقية لم تستطع أن تجاري التكتيك الحكومي بالإضافة إلى أن التيارات السياسية المعارضة لم تطور أدواتها ولم ترتب بيتها الداخلي و لم تقدم إلا حلولاً جذرية وظلت تدور في حركة مفرغة.
وأشار الدخيل إلى أن ظهور حركات لا تحمل رؤى واضحة وزيادة تأخر الحلول أفرزت الكثير من الحركات والتي سميت بمسميات مختلفة، فالمعارضة لا تفيد نفسها ولا تفيد الحراك وحتى الشرفاء والمعارضين الخلص لم يطورا أدواتهم الدستورية، وأضاف أن الحراك السياسي ليس لديه ما يفاوض عليه أو يخسره في ظل وجود الرغبة الشديدة لدى الشباب في التطوير.
وأكد الدخيل إلى أن تأخر التنمية وإهدار المال العام وتفاقم الأزمات المتكررة بين السلطات بصورة كبيرة تسبب بفقدان ثقة المواطن الكويتي حتى في البرلمان، داعياً إلى ضرورة تصحيح المسار، وأضاف نحن نجد تأييد من النخب السياسية والتأييد لهذا لحراك في دولة الكويت في الآونة الأخيرة.
وأشار الدخيل إلى أن اللقاءات الأخيرة مع الحكومة أسفرت عن رسم خارطة طريق في تعديل الدوائر والانتخابات والتعديلات الدستورية ولكن لا يوجد تحرك فعلي على هذه المطالب من قبل البرلمانيين، إلا أننا على يقين بأن الحركات الرشيدة ستكون طوق النجاة لدولة الكويت على كل الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية ولابد أن يبادروا بوضع خطة عامة للإصلاح السياسي ونأمل أن يكون هناك تعاون فعلي، فنحن نحتاج فقط لمبادرة.
وعلى صعيد الحلول التي قدمها الدخيل أكد على وجود مبادرات عديدة والتي تكمن بفكرة ميثاق شرف بين الحراك الشبابي والشعبي توقيع وثيقة شرف بين الشعوب الخليجية لتفعيل الإصلاح السياسي والدعوة للمزيد من الحريات وصيانتها لتنمية المجتمعات الخليجية، إضافة لإنشاء مشروع مجلس الشعوب العربية والإسلامية المتمثل في الجسد الواحد مع وجود الرؤى والآليات لذلك.
وعلى صعيد دور المرأة قالت الأستاذة آلاء الصديق من دولة الإمارات العربية المتحدة أن المرأة لها الحق في المشاركة السياسية وان المرأة لابد وان تدرك واجب المشاركة في النواحي السياسية مشيرة إلى أن نسبة مشاركة المرأة في البرلمانات العالمية بلغت 15.2% وأن لها الحق في التصويت منذ سنين طويلة وقالت الصديق أن التجارب في الإمارات والكويت والسعودية التي تدير الحراك السياسي تقف وراءها نساء غير معروفات بأسمائهن وطالبت الصديق في نهاية كلمتها بضرورة إيجاد تعليماً يتساوى به الرجل والمرأة وإعلاماً يكمل صورة المرأة ودعماً لإنهاء فصل قضية المجتمع عن المرأة وأدارك المرأة لذاتها وختمت بقولها أن لا تغيير ولا ديمومة إلا بنا جميعاً..
وضمن أعمال اليوم الثاني من المؤتمر التأسيسي لمنتدى وحدة الخليج والجزيرة العربية والمقام على أرض البحرين في اليومين الثالث عشر والرابع عشر من شهر أكتوبر الجاري، حيث بدأت الندوة الثانية والتي حملت عنوان 'دول مجلس التعاون الخليجي والإصلاحات المنشودة' برئاسة الدكتور عبدالله الغيلاني من سلطنة عمان بكلمة الدكتور، والتي أوضح فيها أن التحدي الأكبر أمام هذا المشروع الاتحادي الكبير هو الإتحاد السياسي، وما يتفرع عنه من تحديات إستراتيجية. وأضاف أن هذا المنتدى يسعى إلى أن يوصل أصحاب القرار لنقطة الإقناع بتطبيق فكرة الوحدة الخليجية.
وفي محور الإصلاحات السياسية والاقتصادية تحدث الدكتور يوسف خليفة اليوسف من دولة الإمارات العربية المتحدة عن علاقة الشعوب الخليجية بحكامها، فهو لم يعد يوجه كلامه للحكومات الخليجية بل للشعوب الخليجية جازماً بأن الشعوب والحكومات الخليجية إن لم تستجب إلى نداء الإتحاد فمستقبل المنطقة سيكون مظلماً، وأنه يجب أن تكون الشعوب رقم صعب في الضغط على الحكومات.
وكما تطرق د.اليوسف لشروط التنمية والمتمثلة في توحيد الرؤيةـ إذ يجب أن تتحد رؤية الحاكم مع رؤية الشعب، وأنه يجب تفعيل دور الشعوب في صنع القرار، مؤكداً على أهمية تعزيز المواطنة من خلال مجتمع مدني حقيقي، وختم كلمته بأهمية وجود الأمن الفعلي من خلال تقوية الجبهة الداخلية.
وفي محور الإصلاحات الثقافية والفكرية والدينية بدأ الدكتور حاكم المطيري من دولة الكويت محاضرته بالحديث عن دور الهوية في تعزيز الاستقرار في المنطقة إذا أن سبب الحروب العالمية كان في سبيل البحث عن الهويات، مؤكداً على أن الهوية هي مجموعة الخصائص التي تميز بها مجتمع ما عن غيره سواء كانت ذاتية أو قومية أو عرضية.
و يرى الدكتور المطيري بأن الهوية ضرورية من أجل الانتماء و التضحية، و أن دول الخليج تملك قومية واحدة، ولغة واحدة وعادات واحدة ودين واحد يؤهلها للإتحاد السياسي وتوحيد الهوية الخليجية.
و ختم الدكتور المطيري كلمته بالتأكيد على أهمية تعزيز الهوية الإسلامية بمفهومها لأشمل و هي الهوية الأكبر التي يجب الالتفاف حولها، وما توحيد الخليج على الهوية الإسلامية والعربية إلا حجر الزاوية للعالم العربي و الإسلامي.
أما في المداخلة الأخيرة للندوة الثانية فقد تحدث الدكتور ناصر الصانع من دولة الكويت عن الأموال العامة و مصروفات دول الخليج و كيف للإتحاد الكونفدرالية أن يقنن من تلك المصروفات و يوجهها في الاتجاه الصحيح لها، وذكر بأن الميزانيات في الدول الخليجية يجب أن تناقش بشفافية أكبر خصوصاً مصروفات دواوين الحكم في تلك الدول.
وكانت فعاليات المؤتمر انطلقت تحت رعاية كريمة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، والذي افتتح المؤتمر التأسيسي لمنتدى وحدة الخليج و الجزيرة العربية فعالياته اول من امس في فندق الدبلومات في المنامة بحضور سمو الشيخ خالد بن علي وزير العدل و الشؤون الإسلامية نائباً عن جلالة الملك و بمشاركة اكثر من ٤٠٠ شخصية شعبية خليجية .
و افتتح المؤتمر فعالياته بكلمة للشيخ عبداللطيف آل محمود قال فيها ' للسير نحو تحقيق هذه الغاية العظيمة والهدف الأسمى ( وحدة دول الخليج والجزيرة العربية) كان لا بد أن نستيقظ من رقادنا ونغسل عن أعيننا النوم والوسن ونخرج من الدوران حول الذات القطرية الصغيرة المكونة لدولنا ، إلى الذات الإقليمية الجامعة لمقوماتها المبعثرة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وأمنياً لنكون صخرة عاتية ، لا أحجاراً متبعثرة ' .
و أضاف ' إذا كان حكامنا قد رأوا الحاجة داعية في مايو من عام 1981 لإنشاء مجلس التعاون الخليجي فأقاموه سعياً لتوحيد الصف على مستوى الأنظمة ولتيسير التقارب بين مواطني دولهم ، فإن الشعور بواجب الاتحاد على مستوى أكبر قد دعا عدداً من الأخوة المثقفين والمفكرين والسياسيين في دول مجلس التعاون الخليجي إلى التفكير في مستقبل دول الخليج عندما وقعت علينا أزمة احتلال العراق لدولة الكويت عام 1990 ، وتمت مناقشة هذه الأمنية في جلسات مصغرة في البحرين ، وفي مؤتمر عقد في الشارقة إبّان الأزمة ، ثم كان المؤتمر الأخير في الكويت بعد التحرير في ( ديسمبر 1991 ) ، لكن فترت الهمم فيما بعد ولم تصبح الفكرة من الأوليات ' .
و لفت آل محمود ' وها هي الأزمة السياسية المحركة طائفياً لا دينياً في البحرين هذا العام - التي نجانا الله تعالى جميعا من شرها - تجمع الغالبية العظمى على اختلاف أديانهم مسلمين ؛ (سنة وشيعة وبهرة) ، و مسيحين ، ويهودا وعلى اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية للوقوف صفاً واحداً يحفظها لجميع المواطنين والمقيمين والزائرين ، وفي ذات الوقت من خير هذه الأزمة أنها تعيد الروح إلى التفكير الاتحادي من جديد ، لا للتفكير في مستقبل دول الخليج بل للدعوة لوحدة الخليج والجزيرة العربية ' .
و تابع ' حيث حولت الأحداث الفكرة من حاجة إلى ضرورة ، وليكن تجمعكم في منتدانا هذا تجمعا لشعوب دول مجلس التعاون الخليجي ، يحمي به الله دولنا من التمزيق الطائفي والإثنى ومن تقسيمها إلى دويلات أكثر حسب ما يخطط لها من الفوضى الخلاقة للشرق الأوسط الجديد حسب السياسة الاستعمارية القديمة ( فرق تسد ) ' .
و أردف آل محمود ' إنكم إذ تجتمعون في مملكة البحرين التي ذاق أهلها الأمرّين من أصحاب الأجندات في الخارج والداخل إنما تنقلون قضية الوحدة في هذا الوقت من رؤية قادة أنظمتنا عام 1981 وتفكير المثقفين والمفكرين و السياسين عام 1990 وما بعده إلى أحضان أفراد شعبنا المترابط والمتواجد في دول مجلس التعاون الخليجي ليعلي صوته : ( إننا نريد العودة إلى الاتحاد أو الوحدة كما كنا قبل أن يمزقنا الاستعمار إلى دويلات وسلطنات وممالك) '.
و أكد ' إني على يقين أن شعبنا المترابط والمتواجد في دولنا يبارك دعوتكم هذه وينادي معكم قادتنا إلى متى لا تعلنون الاتحاد الكونفدرالي بين دولنا ، تذكروا جميعاً قوله تعالى : }واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا{ وقوله تعالى : }ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم{ ، وقوله سبحانه: }إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء{ ' .
و أشار آل محمود ' ولعلكم ترون الجدية في دعوة هذا المنتدى من خلال ما ستبرزه ندوته الأولى من تحديات إستراتيجية وسياسية ودستورية وقانونية واقتصادية ومالية ، وما تظهره من تصور للإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والدينية ، ومن التأكيد على دور القوى الشبابية ورجال الأعمال والمرأة في الحراك الشعبي الخليجي ' .
وواصل آل محمود ' و أقدم شكري لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين على رعايته لمنتدانا هذا وترحيبه بانعقاده في مملكتنا من أول ما وصلته فكرة المنتدى وشكرا لصاحب السمو الأمير الملكي الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وشكراً لصاحب السمو الملكي الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ونائب القائد العام لقوة دفاع البحرين على ترحيبهما بهذا المؤتمر ' .
و بدوره قال المنسق العام للمؤتمر فهد حسن البذال ' نجتمع اليوم في البحرين في هذا الوقت وهذه الظروف لنبعث برسائل عدت، فالرسالة الأولى هي لكل قوى الخارجية الإقليمية منها والعالمية بأن شعوب الخليج والجزيرة العربية هم يد واحدة ضد أي تدخل في شؤوننا الداخلية وضد أي تدخل في شؤوننا الخارجية وضد أي محاولة للهيمنة الأجنبية على أوطاننا وثرواتنا، وأن ذالك التدخل أو الهيمنة الأجنبية قد حان أوان انتهائها' .
و اضاف ' أما الرسالة الثانية فهي موجهة لأنظمة الحكم في إقليم جزيرة العرب، ونقول أننا كما أننا نطالب بالوحدة بين أوطاننا فأننا نطالب بنفس الوقت بالإصلاحات السياسية في كل بلد ' .
و من جانبه تحدث نيابة عن شباب الخليج احمد بن محمد الشيزاوي ' يقف الشباب الخليجي اليوم أمام مفترق طرق تاريخي سيحدد مستقبل المنطقة بأسرها فربيع العرب الذي ألهم الإنسان العربي من محيطه إلى خليجه لم يستثني الإنسان في هذا الجزء من وطننا العربي الكبير؛ الذي يشاع عنه الرفاهة والبذخ ويتجنى عليه البعض بأنه لا يكترث لهموم أشقائه و لا يقدر تطلعاتهم وآمالهم وأشواقهم ' .
و اضاف ' إن شباب الخليج في هذه اللحظة التاريخية هم من يتصدر الدعوات من أجل الإصلاح الدستوري في كل أقطار الخليج الضامن للحريات وفصل السلطات ووضوح طرائق انتقال الحكم، وهم الذين يطالبون بإلحاح بالتوزيع العادل للثروات الوطنية ومكافحة الفساد الإداري والمالي الذي نخر في أغلب مؤسسات الإدارة عندنا ، وهم الماضون بحرص لحماية ممارسة الحريات العامة كحرية الرأي والتعبير والتفكير والإبداع والبحث العلمي والتجمع وحرية الاعلام والمشاركة في الشؤون العامة وغيرها من المطالبات الرامية لبناء غد مشرق مليء بالأمل والخير العام ' .
و ذكر الشيزاوي ' ان هذه المطالب المحورية وضعت شباب الخليج أمام مسؤولياتهم التاريخية كما أوضحت بأن الزمن هو زمن إرادة الشعوب بامتياز، وأن الشباب هم أساس هذه الإرادة ومحورها الأصيل ' مبينا ' لا توجد أسرار مخفية على شعوب الخليج ' .
و اشار ' فالشاب الخليجي اليوم لديه من الوعي والتيقظ ما يؤهله لتجاوز مجمل التحديات التي يواجهها والتي كانت نتيجة طبيعية لسياسات التخبط والعشوائية والإهمال والتهميش والتعطيل المباشر للموارد الطبيعية والطاقات البشرية التي تزخر بها المنطقة والتي بمقدورها إن أحسن استثمارها أن نتجاوز بأمان مخاوف مرحلة ما بعد النفط ' .
و اوضح الشيزاوي ' ففي الشق السياسي تبرز تحديات غياب المشاركة السياسية الفاعلة من قبل المواطنين في أغلب دول المنطقة ، وتغول أجهزة الأمن في صناعة القرار في أدق تفاصيل الحياة العامة ، والشباب هنا بمقدورهم أن يبعثوا الحيوية والنشاط في أوصال المؤسسات السياسية بالمنطقة إذا ما منحوا الثقة ومكنوا تمكيناً حقيقيا من الفعل السياسي واستحقاقاته '.
و اردف ' وفي الجانب الاقتصادي يظل الاعتماد على النفط كمصدر أوحد للدخل - أكبر مكامن ضعفنا- مثلما يشاع أنه أي النفط أكبر نقاط قوتنا. كما أن شيوع اقتصاد الخدمات الهش وغياب الاقتصاد القائم على الإنتاج والانغماس في النسق الاستهلاكي المسعور و نمو سوق المضاربات والتفاوت الحاد في الأجور وتآكل الطبقة المتوسطة أو عدم السماح بنموها طبيعيا وانتشار العاطلين عن العمل والاعتماد المتزايد على القوى العاملة الوافدة وتناقص أعداد المواطنين وخاصة الشباب ذوي المهارات والقدرات العلمية والعملية المؤهلة والتي تشكل القيمة المضافة الحقيقية لأي اقتصاد راسخ ' .
و تابع ' كلها عوامل تأخر بإمكان شباب الخليج أن يوجدوا حلولا عملية لها ولعواقبها؛ متى ما أتيحت لهم فرص تعليم ذات جودة عالية وفرص عمل متساوية وآمنة غير مبنية على توازنات الولاء والطاعة لذوي النفوذ بل مبنية على أسس الكفاءة والمساواة والجدارة ' .
و لفت الشيزاوي ' أما في الجانب المدني فانسداد الأفق السياسي و غياب التربية على الديمقراطية و حقوق الانسان ها هو يثمر اليوم شوكا وفراغا تملؤه نزعات ودعوات طائفية وقبلية تعطل من مسار التنمية الإنسانية المستدامة هؤلاء الشباب الذين يريدون غدا يكون فيه الأساس كرامة الإنسان والعدالة الاجتماعية والمشاركة الفاعلة في الحكم والإدارة عن طريق إجراءات ديمقراطية سليمة وشفافة يتشارك الجميع في وضعها بعد مناقشات وحوارات وطنية صادقة و في إطار عقد دستوري وإجتماعي يتفق عليه بعد كل ذلك الحاكم والمحكوم و يرجع له عند الاختلاف ويكون أساس البناء وأساس التنمية ' .
و نوه ' لذا كانت وما زالت الوحدة الخليجية مسيرا ومصيرا أهم الحلول المطروحة من قبل حكماء المنطقة منذ زمن ليس بالقصير لمواجهة هذه التحديات وللتكامل الذي طالما حلمنا به لسد عجزنا وتأخرنا في جوانب عدة. انه لمن حسن الطالع ان يشاركنا كثير من هؤلاء الحكماء منتدانا هذا وهم يحتفظون بذات الفكرة وبذات الامل والزخم والحلم والطموح فلهم منا جزيل الشكر على مواصلتهم للنضال من أجل هذه الفكرة النبيلة والتي ستنبت نباتاً طيباً بإذن الله.
و اكد على انه ' ليس عيبا أن نكون عاجزين عن بلوغ غاية وطنية في زمن ما تعزز من رفاه وكرامة الإنسان في أوطاننا إنما العجز كل العجز هو في عدم الاعتراف بهذا السلبية والاستمرار في ارتكاب ذات الأخطاء وتجاهل دعوات التكامل مع أشقائنا في الدم والتاريخ والجغرافيا والمصلحة كذلك مشيرا الى إن الشباب الخليجي هو أهم طاقة معطلة ومهدرة في مكاننا وزمننا هذا لا لسبب إلا لمخاوف وهمية وضعها البعض خوفا على مصالح آنية أو خوفاً من أخطار مفتعلة على الكراسي والعروش لا أكثر.
تعليقات