عقلية السعدون في فضيحة 'الديزل'- يكتب عنها الزيد
زاوية الكتاب'مثلما هناك نواب فاسدين، أيضا يوجد تجار، ومسئولون فاسدين'
كتب أكتوبر 16, 2011, 12:27 ص 5008 مشاهدات 0
السعدون والديزل ؟!
زايد الزيد
قلنا في المقال السابق ، أنه على الرغم من تشكيل لجنة تحقيق ، في فضيحة تهريب الديزل للعراق ، عبر منفذي العبدلي وخباري العوازم ، فإن أحدا لايعرف حتى اللحظة مآل هذا التحقيق على الرغم من مرور سنتين كاملتين على تشكيل اللجنة !
لماذا نقول أن أحدا لايعرف ماهو مصيرر لجنة التحقيق تلك ؟ نقول ذلك لأن النائب الفاضل أحمد السعدون ، صرح قبل عدة أيام بشأن هذه القضية الخطيرة ، وكشف بالأرقام ما يدلل على استمرار سرقة الديزل على حساب المال العام ، والنائب السعدون معروف بدقته المتناهية حينما يتناول قضايا المال العام ، يقول السعدون أن البلد كانت تسرق يوميا بمعدل 2,5 مليون دولار في العام 2009 ، أي أن السرقة بلغت في عام واحد 912 مليون دولار ، وهذه الأرقام وردت في رسالة موجهة من وزارة الداخلية إلى وزارة النفط ! ثم لاحظ السعدون من خلال فحصه الدقيق للميزانية ، أن دعم المشتقات النفطية كان يبلغ نحو 6 مليون دينار في العام 2003 ، وقفز إلى 132 مليون دينار في ميزانية العام 2008/2009 ، وقفز في العام 2010/2011 إلى نحو 800 مليون دينار ، وينتهي السعدون بالتساؤل التالي : هل يريدوننا أن نوافق على تمرير دعم المشتقات النفطية في ميزانية 2011/2012 بمبلغ مليار و 28 مليون دينار ؟!
مايريد أن يقوله السعدون - أو هو قاله بالفعل – أننا أمام سرقة مقننة لثروات البلد ! فالزيادة الخيالية في دعم المشتقات ، تدلل على أن تلك المشتقات ليست للسوق المحلي ، فمعدل استهلاك السوق المحلي ، لايمكن أن يقفز إلى 200 ضعف ( وليس 200 بالمئة ) ، ولاهي تباع لحساب الدولة ، كي يستفيد منها المال العام ، وإنما يتم تهريبها لحساب أشخاص أرادوا أن يراكموا ثروات من خلال سرقة البلد !
إذا نحن أمام فضيحة من العيار الثقيل ، لايجب أن يصرف عنها النظر ، وهذه الفضيحة بالاضافة إلى فضائح مالية أخرى تتعلق بمناقصات مشبوهة ، تبين لنا أن الفساد مثلما شمل نواب الايداعات المليونية ، فإنه يشمل تجار الفساد الذين لايستطيعون العمل إلا من خلال المناقصات الفاسدة ، كما تبين لنا هذه الفضيحة أيضا فساد المسؤولين الحكوميين سواء في القطاع النفطي أو في القطاعات الحكومية الأخرى ، الذين يسهلون السرقات لتجار الفساد ، لأنهم يشاركون هؤلاء التجار في المال الحرام الذي يغتصبونه من المال العام !
فتحية كبيرة للنائب الكبير أحمد السعدون ، على العقلية الفذة ، وعلى هذه الهمة ، وقبل هذه وتلك ، على الشجاعة التي اعتدنا عليها من الكبير ' بوعبدالعزيز '.
للمزيد من التفاصيل، أنظر للرابط أدناه:
http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=85276&cid=47
تعليقات