في حال انعقدت جلسة الاستجواب، كتلة العمل الوطني ستتجه لإعلان عدم التعاون، برأى عبدالهادي الجميل

زاوية الكتاب

كتب 1560 مشاهدات 0


 

 

عالم اليوم

 

 

ضحك كالبكا

الوطني على السفّود مرة أخرى

كتب عبدالهادي الجميل

 

لا أنكر ميلي لنهج كتلة العمل الوطني لأنها ترفع شعار الدفاع عن الدستور ومؤسسات المجتمع المدني، إلاّ أن هذا الميل لم يقف حائلا أمام عدة مقالات قاسية وجّهتها للكتلة في أعقاب جلسة 31 مايو التي كشفت عمّا بدا أنها صفقة سياسية بين الكتلة وبين الحكومة، تم خلالها امتناع الكتلة عن تأييد عدم التعاون مع رئيس الوزراء مقابل ابعاد الشيخ أحمد الفهد عن الحكومة.

الكتلة من وجهة نظري تتكون فعليا من النوّاب مرزوق الغانم وأسيل العوضي وصالح الملا فقط، هؤلاء النوّاب يحظون بالقبول الشعبي لدى شريحة لا بأس بها من المواطنين في الدوائر كافة، ومردّ ذلك لبعض المواقف السابقة المشرّفة التي اتخذوها في بعض القضايا الشعبية.

الأنظار الآن مصوّبة نحو كتلة العمل الوطني من جديد، وهذه الأنظار ليست ودودة في معظمها، فمنها المعادي ومنها الخصم ومنها المُغرض ومنها المحب. ما يجمع هذه الأنظار جميعا هو تشكّكها بكل ما تقوم به الكتلة، وهذا التشكّك له ما يبرره من وجهة نظري، إذ إن ما تلا جلسة 31 مايو مازال يستفز الذاكرة الشعبيّة، وهذا الأمر دفع شريحة من الناس العاديين للانقياد وراء ما يروّج له بعض خصوم الكتلة وأعدائها من أن كتلة العمل الوطني لن تؤيّد استجواب الإيداعات المليونية، وأنها ماضية في عقد الصفقات السياسية مع الحكومة، ويرى هؤلاء أن المواقف التي صدرت عن ندوة التحالف الديمقراطي التي عُقدت قبل عدة أيام، لم تلبِ المطالب الشعبية المتمثّلة في اعلان عدم التعاون مع رئيس الوزراء قبل كتابة محاور الاستجواب!! وهذا موقف متطرّف لا يتواءم مع أدبيات العمل السياسي. كتلة العمل الوطني أعلنت في الندوة، وبشكل قاطع، أنها مع الاستجواب ومع التحقيق القضائي، وربطت بين إعلان موقفها من كتاب عدم التعاون بالاطلاع على محاور الاستجواب والاستماع الى المناقشة خلال جلسة الاستجواب التي ستكون مغايرة تماما لاستجواب تغلغل النفوذ الايراني، والذي كان استجوابا ملتبسا وضعيفا، الأمر الذي جعل كتلة العمل الوطني تنتهز الفرصة وتحجم عن تأييد عدم التعاون.

استجواب الودائع المليونيّة سيكون محرجا لكتلة العمل الوطني  لأنه سيضعها على السفّود، لكونه يتمحور حول محاربة الفساد وحماية الأموال العامة والدفاع عن الدستور، وهي الشعارات الدائمة للكتلة، ولها في هذا الاتجاه إرث ثقيل لن يمنحها مساحة كافية للمناورة، بل سيدفعها في نهاية الأمر لإعلان عدم التعاون، في حال انعقدت جلسة الاستجواب.

* * *

كنت قد عزمت على كتابة مقال منفرد موجّه للنائب مرزوق الغانم، ولكني عدلت عن ذلك، وقررت تذييل مقالي بهذه العبارة القصيرة:

بعد عدة سنوات”يا بوعلي” لن يذكر التاريخ مَن أبيك ومَن خالك، لأنه ليس كتاب أنساب، ولكنه بلا شك سيذكر مواقفك، فاختر لنفسك؛ صفحة العز أو صفحة «...».

وأهديك بيت محمود سامي البارودي. الذي يقول فيه: إذا أنا لم أُعطِ المكارم حقّها..... فلا عزّني خالٌ ولا ضمّني أبُ.

 

 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك