'ثيوديسا' جمع بين المتعة البصرية والفكر الفلسفي
منوعاتأيام المسرح للشباب يستذكر بهمن وفاروق
أكتوبر 16, 2011, 12:44 ص 1665 مشاهدات 0
تتواصل انشطة مهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الثامنة حيث قدم المعهد العالي للفنون المسرحية عرض 'ثيوديسا' تأليف مالك القلاف وإخراج مبارك المانع في أولى تجاربة الإخراجية والتي تبشر بقدوم مخرج واع يمتلك أدواته يطرح العمل السؤال الأزلي الأبدي صراع الخير والشر داخل النفس البشرية وأيهما يتغلب على الآخر وما مدى مسؤولية المجتمع الذي نعيش فيه عن هذه الثنائية يشارك في العمل أربع شخصيات رئيسة، هي اللص الذي دفعه الجوع والفقر والبؤس والحرمان ومرض والده إلي الاتجاه للشر دون إرادة منه فهل هو ظالم أم مظلوم، وقد أدى دوره عبد الله
الحمود باقتدار ونجح في إيصال معاناته إلينا، أما الضابط وقد أداه خالد السجاري والذي حبس أنفاسنا عندما هبط من أعلى المسرح ورفع مرة ثانية لثقل وزنه خشية أن يسقط فقد كان متدفقاً متعايشاً مع الشخصية، فهو لا يعرف الرحمة عاشق للسلطة وحب السيطرة مما يحرك في داخله نوازع الشر.
وكان المهرج: عبد الله البلوشي هو الأخف ظلاً وبدا مسيطراً ومحركا للأحداث من حوله يبدو في ظاهره الخير أو النصح لكنه يمتلك نوازع شريرة ويسعى للانتقام، ولعبت سارة أحمد دور الفتاة التي تأرجحت بين الخير والشر لنكتشف أنها الطفلة التي قتل والدها أمام عينها فقررت الانتقام لعب المخرج على فكر وفلسفة الفيلسوف هيغل بأن الأنسان يولد على الفطرة أو نقياً خاليا من الشر لكن المجتمع هو الذي يزرع بداخله تلك النزعات الشريرة.
العرض قدم لنا فرجة بصرية ونجح المخرج مبارك المانع في أن يعلن عن وجوده بقوة من خلال تحريك ممثلية والتدقيق والحيوية وسرعة الإيقاع واستغل كل مفردات الخشبة المسرحية بذكاء ولم تكن هناك أشياء مجانية أو ديكورية حتى أنه استغل التعبير بالجسد فحٌول الجسد إلى كراسي عندما عقد الضابط والفتاة الصفقة، استغل الإضاءة في عمل الفلاش باك على الماضي، وكان موفقاً إلي حد كبير، الموسيقى كانت موحية ومعمقة للأحداث وداعمة لها فكل التحية والشكر لمعهد المسرح الذي امتعنا بعمل جديد ويليق بتاريخه.
من جهة أخرى أقام المركز الإعلامي لمهرجان أيام المسرح للشباب في دورته الثامنة جلسة تأبين في مسرح الدسمة للفنانين الراحلين هاشم بهمن ورشا فاروق وأدارها الزميل فالح العنزي الذي شدد علي دور المهرجان في إقامة جلسات التأبين عرفانا بدور كل فنان وضع لبنة واضحة في المسرح ، وتحدث في البداية مدير المهرجان عبدالله عبدالرسول الذي استذكر عطاء الفنانين الفقيدين اللذين كان أثرهما واضحا في مهرجان أيام المسرح للشباب وعنصرين أساسيين ، مبينا أن الاستذكار يأتي من باب العرفان والوفاء لدورهما ، مؤكدا أن علاقته في الفنان الراحل هاشم بهمن تعود الي مرحلة الثمانينيات التي تعاون معه في عدة أعمال مسرحية ، مشيدا بأخلاقه الرفيعة الي جانب أنه كان أحد مسؤولي الحركة المسرحية في الكويت عندما تقلد عدة مناصب .
ارتقاء مسرحي
وأشار عبدالرسول الي أن بهمن كان يدافع باستماتة عن المسرح الكويتي وكان يعمل بصمت للارتقاء في المسرح من كافة النواحي المختلفة ، مستذكرا أيضا مناقب الفنانة الراحلة رشا فاروق التي تعتبر من أعضاء فرقة الجيل الواعي المسرحية التي كانت حريصة ومتألقة في المهرجان المسرحي الشبابي وحصدت فيه عدة جوائز ، مبينا أن فاروق كانت تقدم الفن المسرحي الراقي الملتزم .
جوانب مضيئة
فيما تناول عضو فرقة المسرح الكويتي الفنان عبدالله غلوم مسيرة الفنان الراحل د. هاشم بهمن الذي أشاد في البداية في اللفتة الإنسانية في إقامة هذه الجلسة التأبينية من قبل مهرجان أيام المسرح للشباب الثامن ، مؤكدا أن رحيل بهمن كان خسارة لفرقة المسرح الكويتي وللفن في الكويت ، ملقيا الضوء علي جوانب مضيئة من مشوار بهمن في إثراء الحركة المسرحية الكويتية ، ولقد تقلد عدة مناصب كان خلالها فاعلا ومساهما ، واصفا إياه بأنه شمعة إدارية مشرقة في تاريخ فرقة المسرح الكويتي .
زهرة يانعة
أما د. حسين المسلم رئيس فرقة الجيل الواعي فوصف الفنانة الراحلة رشا فاروق بالزهرة اليانعة التي أعطت للفرقة وللمسرح ، مشيدا بمناقبها كفنانة وإنسانة ومكمن الإبداع والوهج ، مؤكدا أنه صدم بفقدانها أبان وجوده في دولة الإمارات ، وقال أن فاروق لا تزال روحها موجودة وكانت تغلب مصلحة الفرقة علي مصلحتها ، وأن الفرقة تضم خمسة ممثلات وبعد رحيل فاروق شعر أنه فقد أحد فلذات كبده .
إشادات فنية
فيما تحدث علي وحيدي نائب رئيس المهرجان مستذكرا البصمات المضيئة للفنانين الراحلين هاشم بهمن ورشا فاروق والأول كانت هناك عدة مواقف جمعت بينهما ، فيما تطرق سالم فاروق شقيق الفنانة الراحلة رشا فاروق الذي قال أن 'رشا' كانت الابتسامة لا تفارقها وثقتها بقدرات الآخرين حاضرة بكل الأوقات ، أما المخرج عبدالعزيز صفر فقال أن هاشم بهمن كان زميل معه في إدارة مسرح الشامية في فترة من الفترات وكان مثال الصديق الإنسان ، مشيدا في موهبة وقدرات رشا فاروق التي كانت مجتهدة وتحب المسرح كثيرا ، ولقد قام بعدم إعادة عرض مسرحية 'دراما الشحاذين' بعد وفاتها كونها كانت أحد أبطال العمل .
بصمة واضحة
كما تحدث الفنان عبدالله العابر عن الأعمال التي جمعته خلال المعهد العالي للفنون المسرحية عندما كانت رشا فاروق طالبة مجتهدة ومرحة ومتميزة ، فيما قال الفنان إبراهيم الشيخلي أن رحيل فاروق ترك أثر بمن حولها وأشعره بحجم العلاقة التي كانت تربطه معها ، أما عصام الكاظمي عضو فرقة الجيل الواعي فقد قال أن شخصية فاروق كانت تتسم بالمرح والابتسامة دوما وأحد أعضاء الفرقة الفاعلين ، وقالت الممثلة حنين أن فاروق كانت ذات بصمة واضحة في المسرح ، وقال الفنان يوسف البغلي أن فاروق كانت زميلة للجميع ، كما تحدث الزميل محمد دشتي عن الصداقة التي جمعته في الفنان الراحل هاشم بهمن .
تعليقات