تتطلب صبرا وسعة بال وذكاء
رياضةالمطيري: القنص بواسطة الصقر الحر الابيض فن ورياضة
أكتوبر 16, 2011, 10:43 ص 9050 مشاهدات 0
الصقور من الطيور الجارحة والحرة والتي تتمتع بخصال تميزها عن بقية الطيور وان كانت تربيتها وتدريبها على الصيد فن ومتعة وهواية ورياضة قديمة تعود الى آلاف السنين وتتطلب صبرا وسعة بال وذكاء.
وفي هذا الصدد اكد مدير مستشفى الكويت للصقور الصقار نواف المطيري في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان القنص بواسطة الصقر الحر الابيض عادة لها اصول وقواعد 'توارثناها عن ابائنا واجدادنا'.
وقال المطيري ان هذه الهواية شغلت العالم بأسره خصوصا في الجزيرة العربية اذ حرص اهلها على ممارستها في المناطق النائية والمنعزلة على امتداد شمال الكويت والسعودية والعراق وسورية وشمال افريفيا ومصر وموريتانيا وايران وباكستان وروسيا اوزبكستان وكازاخستان.
واضاف ان موسم الصيد ينشط آخر أيام موسم سهيل ويعني ذلك بداية اكتوبر حيث تمر الطيور في مجال هجرتها في سماء الكويت قادمة من دول غرب اسيا وايران وسيبيريا والهند وباكستان وتركيا حتى نهاية شهر مارس ويختلف أكثر الصقارين في تقييم سلالات الصقر الحر وشكله ولكن الصقور الحر الأبيض والأشقر والأدهم والأسود هي المتفق عليها بين جميع الصقارين لندرتها وقدرتها وفعلها المعروف في الصيد وتتابعها في القتل ومطاردة الفريسة.
وذكر ان أجمل الصقور وأغلاها ثمنا هي التي لونها ابيض على ان يكون رأس الصقر وصدره شديد البياض ويفضل ما استدارت عينه واسودت وكبير الهامة والرأس ويتمتع بسعة المنخر وطول العاتق (العنق) وأن يكون صدره عريضا ويكون قصير الساقين ومغطى بريش طويل (المسرول).
وقال المطيري ان من صفاته ايضا أن يكون طويل الجناحين قصير الذيل أصابعه متينة وخشنة طويل المخالب وأن يكون وجهه صافيا أي خاليا من المدامع وهو ريش أسود يبدأ من مقدمة العين وإذا حمله الصقار على كفه شعر بثقله وفرق وزنه عن غيره من الطيور الأخرى اما الأسود الفاتح المائل الى البني الغامق فيميل الى السواد ويسمى (السنجاري) وذلك نسبة الى جبل سنجار وهو جبل كبير يقع على الحدود بين العراق وسورية ويقال ان هذا الجبل هو مصدر الصقور الثمينة ومنشأ الصقور النادرة. واوضح ان انواع الصقور كثيرة منها الحر والشاهين والجير والوكري الباز واشهرها الحر وهو الافضل وهو طائر قنوع ومزاجه أهدأ من سائر الجوارح وهو احسن ألفة وأشد اقداما على مهاجمة الطير ويمتاز بكبر هامته وتمام المنسر وهذا النوع يعشقه الكثير من الصقارين وخصوصا في الخليج وأفضلها ما يسمى بالفارسي والشامي والصافي.
واضاف ان للصقر الحر سلالات والوانا متعددة تختلف باختلاف مناطق معيشتها وتواجدها ويعتبر الصقارون الحر الابيض اكثر السلالات تفضيلا من قبلهم لجمال وحسن منظره ويتميز الحر بأنه يتحمل الجوع والجلد وشدة المعاملة وتناول الغليظ من الغذاء وتتعدد الوانه فمنه الابيض والاسود والادهم والاحمر والاشقر والاشعل والاخضر والذهبي ويتواجد اغلب انواعه من ايران الى الصين مرورا بافغانستان وباكستان وانثى الحر هي القرموشة وتتميز بطول منقارها وصغر رأسها وأصابعها دقيقة اما الشاهين (الشيهانة) فرأسه شبه مستطيل وعينه أصغر من عيني الحر وريشه يميل الى السواد وحجمه وسط بالنسبة للصقور الأخرى.
وذكر ان صقر الشاهين قسم الى عدة سلالات المعترف بها 19 سلالة الا ان الموجود في الدول العربية يقسم عند الصقارين الى شياهين ساحلية واخرى جبلية والساحلية هي المهاجرة ويعتبر الشاهين من اقوى واشجع الصقور ويشتهر بسرعته وقدرته الفائقة على المناورة جوا وهو اصغر حجما من الحر وتتعدد الوانه بين السواد والحمرة والزرقة والبني ويعتبر البحري افضلها واجملها شكلا ويمتاز ببياض الصدر وكبر الحجم وهو ما يفضله الصقارون وعموما فالشاهين احد مزاجا واصعب مراسا من الحر ولا يصبر على الطعام ليلتين متتاليتين خصوصا في الايام الباردة.
ولفت الى ان الجير يعيش في المناطق الباردة الجليدية ويمتاز بالسرعة ويعتبر أكثر شجاعة وشراسة في صيد الفرائس واحيانا يصعب السيطرة عليه وترجع ندرة هذا النوع لصعوبة الوصول الى المناطق التي يقطنها وتم تهجين صقور الجير مع الشاهين ومع الحر والجير الحر نتاج تهجين الجير مع الحر ويتحمل الحرارة المعتدلة وحجمه كبير اما الجير الشاهين فهو نتاج تهجين الجير مع الشاهين ويتسم بالسرعة الفائقة والوكري هو الصقر المتوسط الحجم ويمتاز بالسرعة والقدرة على المناورة وهو نوع ينفع للمبتدئين في هواية التصقير.
وقال المطيري ان الباز هو صقر كبير الحجم وقوي وله عدة سلالات في اوروبا واسيا والامريكتين وافريقيا واشهرها الباز الشمالي الذي يتواجد في شمال اوروبا وشمال امريكا الشمالية ولا يستخدم للصيد في الخليج الا نادرا وصقور الباز تعتبر من أسرع الطيور في العالم واناث الباز أكبر حجما من الذكور.
واضاف ان طرق صيد الصقور عن طريق الكوخ وهو عبارة عن حفرة مغطاة بسعف النخيل او اي اغصان قديمة ويدخل الصياد ويسمى الطاروح ويستخدم طائر الشرياصة ويضع في كفه قليلا من الريش على هيئة فريسة شريطة أن يكون الشرياص مربوطا بخيط طويل ليتمكن من الطيران وذلك حتى يراه الصقر ويندفع فيقوم الصياد بسحب خيط فينقض عليها عندما ينشغل بأكلها.
واشار الى ان هناك طريقة اخرى هي النقل وهي عبارة عن مجموعة ريش يوضع بداخلها نوع من الشباك الخفيفة وتوضع في كف طير جارح ويفضل بأن يكون صغير الحجم مثل الوكري أو ما شابهه وتكون عيناه شبه مغطاة ليتمكن من الارتفاع فتراه الطيور الأخرى وتعتقد أن بحوزته فريسة فتنقض عليه لتمسك بالريش الذي بداخله الشباك فتصطاده.وحول عملية الترويض التي تلي صيد الصقر قال المطيري انه لا بد ان يعرف عمر الصقر من خلال الريش في حالة صيده او من خلال المعلومات الموجودة على الحلقة المعدنية في حالة شرائه من مزرعة لتفريخ الصقور وهناك نوع من النشادر يوضع على قطعة صغيرة من القطن وتطعم للصقر وفائدتها أنها تخلص الصقر من الشحوم المخزنة بجسده ليجوع ويبدأ بالتعود على الطعام الذي يمنحه له صاحبه.
ومن اجل تدريب الصقر ذكر المطيري انه لا بد في البداية من ان يجوع ويدرب من يد الى يد ثم من الوكر الى اليد ثم يبعد قليلا أي حوالي مسافة ثلاثة امتار ويكون الصقر مربوطا بخيط حتى لا يفر وبعد ذلك تبعد المسافة لغاية 100 متر ويظل مربوطا بالخيط حتى يدرب على مسافة 200 متر وعندما يأمن الصقار الى صقره ويعرفه جيدا أي يصبح الصقر (وليفا) أي اليفا يستطيع الصقار ان يطلقه بدون خيط وعلى مدى سماع الصوت مع رجل ثان (ويدعوه) أي يناديه باسمه حيث ان كل الصقور المدربة يجب اطلاق اسم عليها.
واضاف ان الصقور تظل على هذه الحال لمدة يومين واذا امن عليها وتأكد من اخلاصها لصاحبها ينتقل الى طريقة (التنكيس) أي يذهب شخص الى حد سماع الصوت أي حوالي كيلومتر (ويدعو) الغير أي يناديه وعندما يأتيه الغير ويقبل عليه يختبىء ويدعوه الرجل الذي اطلقه اول مرة وعندما تتم هذه العملية يكون الصقر جاهزا للمقناص.
من جهته يقول الصقار مشاري العماوي العتيبي انه يجب على الصقار ان يضع فى اعتباره ان تدريب الصقر فيه شيء من الحيلة والتجويع حتى يستطيع ان يروضه والغرض من تجويع الصقر هو ان يكون لديه الحافز القوي الى الصيد ومن عادة الصقر الحر أنه لا يشرب الماء انما يبخ الصقار الماء على وجهه من أفواههم.
وذكر العتيبي انه يتم تثبيت شريحة صغيرة (جهاز ارسال) ترسل ذبذبات الى الصقار الذي يستطيع ان يحدد مكان تواجده كما يتم تثبيت حلقة (طوق) مرقمة في ساق الصقر حيث يحمل الطوق اسم وعنوان الذي يملكه.
اما الادوات المستخدمة في تدريب الصقر فقال العتيبي انها البرقع (غطاء صغير يوضع فوق الرأس له فتحه للمنسر وله سير من الخلف اشهرها البرقع العربي والهندي) وهو اول اجراء تلافيا لردة فعل الصقر 'فيكفح' اي يضرب بجناحيه بشدة ويصرخ وهو يهدىء من طباعه.
ولفت الى ان (السبوق) هي قيود جلدية تسمح للصقر أن يتحرك في أي اتجاه وينزل من وكره أو يد حامله دون أن يصاب بأذى في أرجله وتتكون من قطعة قصيرة من الجلد تلتف حول قدم الصقر ويعتمد طولها على نوع قدم الصقر وفي نهايتها حلقه تربط ب(المرسل) وهو الجزء الثاني المكمل لاحكام القبض على الطير من الهرب.
واضاف العتيبي ان هناك ايضا (الدس) وهو قفاز من الجلد يوضع في يد الصقار حماية له من مخالب الصقر و(الوكر) وهو يصنع من الخشب وفي اعلاه اسفنج او جلد ويبلغ ارتفاعه حوالي نصف متر عن سطح الارض وذلك حتى يحط عليه الصقر ومن المعروف ان الطيور الجارحة لا تحط الا على مكان مرتفع مثل الوكر او الرجم و(التلواح) يستخدم لتعويد الصقر على المناورة والهجوم واعادة تأهيله بعد فترة وعادة يكون من ريش الحبارى.
وعن التدريب قال انه ينقسم الى عدة مراحل منها التدهيل وهى مرحلة معرفة الصقر لصاحبه والتعود عليه وعلى الصقار الا ياتي بأي حركات مفاجئة وان يلمس الصقر برفق على صدره ويؤدب (ينهر) عن العض وذلك بوضع شيء صلب له كي يعضه وينهى عن لمسه على ظهره وخلال هذه الفتره يتعود الصقر على سماع الاصوات الغريبة من حوله ولا يجفل منها بعد ذلك وعند اطعامه في هذه المرحلة تتم مناداته باسم ثم تنزع البرقع وتقدم له الطعام ليرتبط في ذهن الصقر الاسم بالطعام.
واشار الى ان الصقر صياد بطبعه اما الصقور التي لم يتم اصطيادها من البرية فيتم تدريبها بالتلواح ثم يقذف الطعم في الهواء بالبداية وينادى على الصقر حتى يلاحظ الطعام وينقض عليه وعندما يفعل ذلك يكافأ وعندما ينقض الصقر على التلواح ويحاول نزع قطعة اللحم منه يجب الاقتراب منه بهدوء وحذر.
وعن التغيرات التي تمر بحياة الطائر قال العتيبي انها مرحلة القرنصة وهى مرحلة تغيير ريش الجناحين وغالبا تكون في فصل الصيف والصقر يكون في هذه المرحلة ضعيفا وصعب المزاج وبعد انتهاء فترة المقناص والصيد ويبدأ فصل الصيف وتوضع الصقور في غرف وأماكن مجهزة تجهيزا صحيا وفي هذه الفترة فإن الصقر يبدأ بتبديل ريشه وتسمى فترة المقيض.
تعليقات