(تحديث3) سوريا ترفض مهلة 'العرب' !

عربي و دولي

الجامعة العربية منحتها 15 يوما لوقف القمع، وبدء الإصلاحات

2962 مشاهدات 0


أعلنت الحكومة السورية في وقت متأخر مساء الأحد تحفُّظها على كل من القرار الذي اتخذته الجامعة العربية، بإجراء حوار بين السلطة والمعارضة في مقر الجامعة العربية خلال 15 يوماً، وعلى تكليف قطر برئاسة لجنة عربية وزارية مكلفة بالاتصال مع الحكومة السورية.

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن السفير يوسف أحمد مندوب سوريا الدائم لدى جامعة الدول العربية ورئيس وفدها لاجتماع الجامعة الطارئ، أعلن تحفُّظ بلاده على القرار الصادر عن مجلس الجامعة جملة وتفصيلا، رافضاً أي دعوة للحوار الوطني تجرى خارج الأرض السورية، باعتبارها دولة مستقلة وذات سيادة تقودها سلطة شرعية قادرة على إدارة جميع شؤون البلاد حسب قوله.

كما أعلنت سوريا تحفظها على إسناد رئاسة اللجنة العربية الوزارية لرئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها.

وأوضح السفير أحمد في كلمة أمام الاجتماع الوزاري العربي، أن هناك أسباباً واعتبارات جوهرية تتعلق بالدور المنحاز والسلبي الذي تلعبه دولة قطر سياسياً وإعلاميا تجاه الأحداث التي تشهدها سوريا، معتبراً أنه ينصب في اتجاه التصعيد والتحريض ضد سوريا وتشويه حقيقة ما يجري فيها على الأرض على حد قوله.

بدوره أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله هنا اليوم حرص دولة الكويت على ضرورة استقرار الاوضاع في سوريا وايقاف نزيف الدم بين ابناء الشعب السوري فضلا عن تحقيق مطالبه وتطلعاته واماله المشروعة.

جاء ذلك في تصريح ادلى به الجارالله لوكالة الانباء الكويتية (كونا) وتلفزيون دولة الكويت عقب ترؤسه وفد دولة الكويت خلال الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب لبحث اخر المستجدات في سوريا.

وقال الجارالله الذي غادر القاهرة الليلة ان الاجتماع كان 'ناجحا بكل المقاييس' حيث اتفق المجتمعون من رؤساء الوفود على اهمية حفظ امن واستقرار سوريا وضرورة ايقاف نزيف الدم بين ابناء الشعب السوري.

واوضح ان الاجتماع الوزاري بحث سبل ايجاد الطرق الكفيلة ل'انقاذ الوضع في سوريا من خلال الحرص على عودة الامن والاستقرار فيها وحفظ دماء الشعب السوري اضافة الى تحقيق تطلعاته واماله'.

وبين ان الاجتماع نتج عنه الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية برئاسة دولة قطر وعضوية عدد من الدول العربية للقيام بالاتصال بالحكومة السورية والمعارضة للبدء بحوار وطني بناء برعاية الجامعة.

واكد في هذا السياق ان هذا الحوار سيبنى على اساس ان يتم الاتفاق على جملة من الاصلاحات التي يجب ان يقوم بها النظام السوري على ان تلبي هذه الاصلاحات مطالب الشعب السوري وتطلعاته واماله وتضع حدا لمعاناته التي يعيشها حاليا.

واعرب الجارالله عن تفاؤله حيال الدور الذي ستقوم به اللجنة الوزارية لانهاء الاوضاع التي تشهدها سوريا حاليا مؤكدا ان هذه اللجنة سيكون من شأنها تفعيل الدور العربي الذي تحرص عليه جامعة الدول العربية لمعالجة الوضع في سوريا 'بعيدا عن المعالجات الامنية الحاصلة هناك'.

واضاف ان المجلس الوزاري قرر ان يبقي اجتماعاته مفتوحة للاستماع الى ما ستتوصل اليه اللجنة الوزارية من خلال زيارتها ولقاءاتها مع المسؤولين في سوريا والمعارضة السورية.

وبسؤاله عما اذا تطرق الاجتماع الى موضوع تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية على غرار ليبيا قال الجارالله ان الاجتماع لم يتطرق الى مثل هذا الموضوع اطلاقا.

وشاركت دولة الكويت بهذا الاجتماع بوفد ترأسه الجارالله وضم كلا من مندوب دولة الكويت لدى جامعة الدول العربية السفير جمال الغنيم ومدير ادارة الوطن العربي بوزارة الخارجية السفير جمال الغانم وسفير دولة الكويت لدى سوريا عزيز الديحاني اضافة الى الوزير المفوض في مكتب وكيل وزارة الخارجية ايهم العمر.

دعا بيان وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الطارئ في مقر الجامعة العربية في القاهرة الحكومة السورية إلى إجراء حوار مع المعارضة تحت إشراف عربي خلال 15 يوما.

وجاء في البيان الختامي أن الوزراء العرب يدعون إلى 'اجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة السورية واطراف المعارضة بجميع أطيافها للبدء في عقد مؤتمر لحوار وطني شامل في مقر جامعة الدول العربية وتحت رعايتها خلال 15 يوما اعتبار من تاريخ صدور هذا القرار من اجل تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري والتغيير المنشود'.
كما قرر الوزراء تشكيل لجنة عربية وزارية برئاسة وزير خارجية قطر وعضوية وزراء خارجية كل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان ومصر والأمين العام للجامعة العربية مهمتها 'الاتصال بالقيادة السورية لوقف كافة أعمال العنف والاقتتال ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار بين الحكومة السورية واطراف المعارضة لتنفيذ الاصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري'.

ودعا البيان أيضا إلى 'الوقف الفوري والشامل لأعمال العنف والقتل ووضع حد للمظاهر المسلحة والتخلي عن المعالجة الأمنية تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا'.

وكان مجلس التعاون الخليجي قد دعا الى عقد هذا الاجتماع الطارىء حول سورية، وهو الثاني من نوعه خلال شهرين.

من جانبه قال الأمين العام للجامعة نبيل العربي في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع' بحثنا كافة الخيارات بما فيها تجميد عضوية سورية واتفقنا أن ذلك ليس في صالحنا'.

وكانت تقارير قد تحدثت عن معارضة بعض الدول العربية قرار عضوية سورية.

وكان مندوب سورية لدى الجامعة يوسف أحمد قد شكك في الجلسة الافتتاحية في توقيت الدعوة الى عقد مثل هذا الاجتماع واصفا اياه بالمريب.

وقال المندوب السوري ' جاء توقيت هذا الاجتماع غريبا ومريبا ونرجو ألا يكون مرتبطا بفشل تحرك الولايات المتحدة واوروبا ضد سورية' في اشارة إلى التحرك الامريكي والأوروبي لاستصدار قرار في مجلس الأمن يدين قمع حركة الاحتجاج في سورية.

الزبداني
ويأتي الاجتماع في الوقت الذي قال ناشطون سوريون معارضون إن آلافا من الجنود السوريين المدعومين بقوة دروع فتحوا نيران اسلحتهم على بلدة الزبداني، المنتجع السياحي القريب من الحدود مع لبنان.

ويأتي هذا التطور بعد يوم فقط من قتال عنيف في المنطقة بين جنود منشقين وقوات حكومية.

واطلقت المدرعات السورية نيران رشاشاتها الثقيلة المضادة للطائرات على البلدة الواقعة على سهول منطقة جبلية محاذية للحدود مع لبنان، وتبعد نحو 35 كيلومترا الى الغرب من دمشق.

وقال ناشطون ان تلك القوة مشطت منطقة مزارع قرب الزبداني، ونهبت البيوت، وصادرت اراض، واعتقلت ما لا يقل عن مئة شخص، منهم ثلاث طالبات جامعيات يشتبه الجيش بانهن من الناشطات في الاحتجاجات المطالبة بالاصلاحات السياسية والديمقراطية.

وفي جانب متصل قال المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، الاحد ان قوات الامن السورية فتحت نيران اسلحتها على موكب جنازة لناشط قتل في منطقة دير الزور الواقعة في الجنوب الشرقي الغني بالنفط.

واوضح المرصد ان قوات الامن فتحت نيرانها على موكب جنازة زيد العبيدي 'التي تحولت الى تظاهرة اشترك فيها نحو سبعة آلاف مشارك هتفوا بسقوط النظام'.

وكان الزبيدي (42 عاما) قد قتل على يد قوات الامن السورية، التي لاحقته في دير الزور، بعد ان توارى عن الانظار في اغسطس/ آب خلال العمليات العسكرية في المنطقة.

وسبق للمرصد ان قال ان عدد قتلى الاحتجاجات يوم السبت بنيران قوات الامن بلغ 12 قتيلا.

وتقول منظمة الامم المتحدة لحقوق الانسان ان قتلى الاحتجاجات في سورية تجاوز ثلاثة آلاف قتيل، منهم 187 طفلا.

ويقول مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان ما لا يقل عن 50 معارضا سوريا بارزا قتلوا على يد القوات السورية منذ اندلاع التظاهرات في سورية قبل سبعة أشهر.

يذكر أن دبابات الجيش اقتحمت دير الزور في اغسطس/ آب الماضي في إطار عملية عسكرية موسعة لقمع التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ منتصف مارس/ آذار الماضي.

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك