'دور المكتبة في تحفيز الحراك الثقافي' في معرض الكتاب

افتتح مساء أمس الأربعاء في صالة 8 بأرض المعارض الدولية بمنطقة مشرف النشاط الثقافي المصاحب لمعرض الكويت للكتاب السادس والثلاثون، وكانت أولى الفعاليات ندوة بعنوان' المكتبة وتحفيز الحراك الثقافي في المجتمع' ، شارك فيها د/خالد عزب من مكتبة الإسكندرية، الأستاذة فاطمة حسين من المملكة العربية السعودية، ود/ إقبال العثيمين ود/نهلاء الحمود من الكويت، وأدارت الندوة فريال الفريح.

في بداية الندوة التي شهدت حضورا مميزا، أكدت مديرة الندوة فريال الفريح أن الثقافة هي أداة لرقي المجتمعات، وأن إقبال الناس على القراءة من الصور الحضارية في أي مجتمع، مشيرة إلى ضرورة تكاتف الجهود لإعادة الوهج والدور الثقافي الرائد لدولة الكويت من خلال إعادة تأهيل المكتبات العامة والخاصة واعتباراها ضمن المشروعات التنموية للدولة، ولفتت إلى أن المكتبة تعد أحد روافد الثقافة والمعرفة المهمة، وهي أساس لا يمكن الاستغناء عنه ومعين للمعرفة، مشددة على ضرورة خلق جيل يقبل على المكتبات للإطلاع والقراءة وتنمية قدراته.

مكتبة الإسكندرية

وحول دور مكتبة الإسكندرية في تحفيز الحراك الثقافي في المجتمع المصري تحدث الدكتور خالد عزب مدير الإعلام والمشروعات الخاصة بالمكتبة، مشيرا إلى أن مكتبة الإسكندرية تستقبل سنويا  حوالي مليون ونصف زائر، وأن مكتبة الإسكندرية واجهت في فترة السبعينات العديد من الأسئلة الصعبة حول هوية الثقافة المصرية، ومن هنا بدأت مكتبة الإسكندرية كمشروع شعبي تبنته الدولة فيما بعد، لمواجه موجة العزوف عن القراءة في المجتمع المصري.

 وتابع العزب: هناك عدة رهانات لأي دولة تنعكس على مشروعها الحضاري والثقافي، ومن التحديات التي واجهتها مكتبة الإسكندرية مستقبل الكتاب والقراءة، لاسيما مع غزو ثقافة الصورة وبدايات التليفزيون وبدايات الأفلام الوثائقية التي تغني عن القراءة والتي شكلت الإرهاصات الأولى لظهور الانترنت، وظهر التحدي الحقيقي في تحويل التليفزيون من أداة تعليمية تثقيفية إلى ترفيهية وحسب وبالتالي تراجع التكوين الثقافي للمواطن العربي بشكل عام.

وحول دور المكتبات الرقمية قال العزب: إن السيطرة غلى الثقافة في العالم اليوم باتت لأصحاب المعلومات الرقمية ، وخلال العشرين سنة القادمة سيتم تحول جوهري إلى ثقافة المعلومات والمكتبات الرقمية، الأمر الذي يستوجب الاستعداد من الآن للحفاظ على الهوية الثقافية لكل دولة، ومن هذا المنطلق كان الرهان الحقيقي في مكتبة الإسكندرية فهرست ما يزيد على مليون ونصف المليون كتاب رقمي.

وطالب العزب بكسر حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين لإتاحة الفرصة لتقديم المعلومة للجميع، مشيرا إلى أن الاتحاد الدولي للمكتبات الرقمية يضع قواعد صارمة لتحويل الكتب المطبوعة إلى رقمية، مما يتيح للباحثين سهولة البحث داخل نص الكتاب وليس بالعنوان أو باسم المؤلف، مشيرا إلى أن  مكتبة الاسكندرية أنشأت تحالف مناوئ لمحرك البحث الأميركي ' غوغل ' ويضم هذا التحالف الجديد حوالي 2 مليون كتاب رقمي منها 400 ألف كتاب رقمي عربي ويخض مكتبة الاسكندرية وحدها 21 ألف كتاب رقمي متوفر على الموقع الألكتروني للمكتبة ، وهناك تحد للوصول إلى 100 ألف عنوان عربي تكون متاحة للقارئ العربي بالمجان.

 واستعرض العزب أهم المشروعات في مكتبة الاسكندرية ومنها مشروع ' ذاكرة مصر المعاصرة' والذي يتيح فرصة للأجيال الحالية أن تتعرف على تاريخ مصر من مصادرنا نحن وليس من مصادر أخرى ، وأيضا هناك مشاريع لخدمة المجتمع وتحديدا مدينة الإسكندرية ، وهناك مشاريع لتبني مواهب الشباب والأطفال والدخول بهم في مسابقات عالمية ، مع توفير الدعم المادي للباحثين والدارسين ورعايتهم في مراكز الدراسات والبحوث والبحث العلمي داخل المكتبة

مكتبة الملك عبد العزيز

وتحدثت الأستاذة فاطمة حسين حول دور مكتبة الملك عبد العزيز العامة والتي تأسست عام 1987 ، والتي تعنى بشئون الكتاب ونشر المعرفة والثقافة في المجتمع السعودي ، وتضم ما يزيد عن 2 مليون كتاب وأوعية معلوماتية وصور ووثائق نادرة.

 واستعرضت حسين مشروعات المكتبة، ومنها جائزة خادم الحرمين للترجمة من وإلى العربية، والفهرس العربي الموحد، المشروع الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، ومشروع القراءة في المطارات، ومشروع المكتبة المتنقلة، ونادي كتاب الطفل، وموسوعة المملكة العربية السعودية،ومركز دراسات الفروسية، ومركز الصور التاريخية والوثائق النادرة.

المكتبات الكويتية

وحول دور المكتبات الوطنية في تحفيز الحراك الثقافي في المجتمع، تحدثت د/ إقبال العثيمين، وطرحت في مقدمة حديثها بعض الأسئلة، مثل ماهي المكتبة وما هو دورها في الحراك الثقافي؟، وهل ستختفي المكتبة الورقية في العصر الرقمي للمعلومات؟وما هو واقع المكتبات اليوم في العالم مقارنة بواقع دولة الكويت.

 واستطردت العثيمين في شرح بعض المصطلحات مثل ما هو المثقف وما هي الثقافة وماذا يعني الحراك الثقافي، وهل هناك فرق بينه الحراك والإنتاج الثقافي؟، وخلصت إلى أن عناصر الثقافة في المجتمع لها روافد ثلاثة هي : التربية والتعليم ، والثقافة والإعلام، والتراث الثقافي.

وشددت العثيمين على أنه لا غني عن المكتبة الورقية والكتاب المطبوع واستعرضت بعض الأسباب التي تجعل التحول إلى عالم الرقمنة المعلومات بالغ الصعوبة، لتؤكد في ختام حديثها على أن المكتبة الرقمية ستكون مكملة وليست بديلة للمكتبة الورقية.

ومن جانبها استعرضت د/نهلاء الحمود العديد من الخطوات والخطط التي ينبغي الأخذ بها لتطوير مكتبة الكويت الوطنية وجعلها رافدا رئيسيا للمعلومات وتنمية قدرات الفرد والمجتمع، ومن هذه التوصيات، أن يكون لمكتبة الكويت الوطنية هيكلا إداريا وماليا مستقلا وأن يتبع  السلطة العليا في البلاد، وتفعيل التشريعات والقوانين للإيداع القانوني، تطوير النظام الالكتروني وبناء قاعدة معلومات ودعم البوابة الالكترونية، وتبني المبدعين وتلبية احتياجات الباحثين والدارسين، والعمل على تغيير نظرة بعض فئات المجتمع للمكتبة العامة، وتقديم مشروعات ثقافية والمساهمة في تحفيز الحراك الثقافي في المجتمع الكويتي، وإقامة معرض دائم للكتاب وتوسيع فرص الحصول على المعلومات من خلال البرامج والمشروعات التي يجب أن تتبناها وتعمل عليها المكتبة.