في جلسة ناقشت دور الملتقيات في المجتمع

منوعات

المكان والدعم المالي..عوائق أمام الملتقيات الثقافية الأهلية

1308 مشاهدات 0


في جلسة لاقت استحسان جمهور معرض الكتاب، يمضي النشاط الثقافي المصاحب ليضم تحت جناحية العديد من الملتقيات والتجمعات الثقافية الأهلية التي تنتشر انتشارا واسعا في المجتمع، بهدف التعريف بهذه الملتقيات الثقافية وأهدافها، وتتبع مسيرتها للتعرف على مدى تمكنها من تحقيق أهدافها، وأيضا التعرف على المعوقات التي واجهت هذه المسيرة ومدى تأثيرها في المجتمع بشكل عام.

 

بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م علي اليوحة، وحشد كبير من المثقفين والأدباء والشعراء، أقيمت الجلسة الثالثة من فعاليات النشاط المصاحب مساء الجمعة في صالة 8 بأرض المعارض الدولية بمنطقة مشرف، تحت عنوان ' الملتقيات الثقافية الأهلية : موضة عابرة أو حاجة أصيلة؟ وأدارها الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس، وشارك فيها كل من: د/ساجد العبدلي عن مجموعة رواق للقراءة، والشاعر محمد النبهان عن ملتقى الثلاثاء، والكاتب علاء الجابر عن ملتقى فضاء المسرح، وعن مجموعة صوت الكويت شاركت دلال الشايجي، وعبد الوهاب الحمادي عن منتدى المبدعين، ويوسف خليفة عن نادي ديوان للقراءة.

 

استعرض مدير الجلسة ماضي الخميس تقديمه باطلالة عن بدايات الملتقيات الثقافية والأدبية في الكويت، مشيرا إلى أن اقامة منتدى أو ملتقي ثقافي، ليست جديدة إذ شهد عام 1921 تأسيس النادي الادبي الكويت وكان له طقوسه ويستقطب شخصيات مهمة في مجالات مختلفة، وكانت الممارسة الثقافية في النادي الادبي تشمل الحديث عن الاقتصاد والإعلام والمجتمع ولم تكن الثقافة كما يريد البعض أن يصورها بعيدة عن المجتمع، لافتا إلى أن الملتقيات الثقافية الأهلية الحالية هي امتداد لهذا التاريخ من العمل الثقافي الأهلي في الكويت.

 

مجموعة رواق للقراءة

أول المتحدثين كان الدكتور ساجد العبدلي الذي استعرض بدايات وظروف تأسيس 'مجموعة رواق للقراءة' ، موضحا أن الفكرة ولدت قبل ثمان سنوات من الآن، من خلال نشاط للاتحاد الوطني لطلبة الكويت، حيث كان يقوم بتوزيع كتاب على الطلبة ثم يدعوهم لمناقشة هذا الكتاب، لينطلق بعدها في تأسيس مجموعة رواق التي استمرت تحت مظلة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت لمدة عامين، ليواصل بعدها الدكتور العبدلي وبجهد شخصي  تطوير الفكرة وترسيخها.

 

وحول الهدف الذي كان يحرص على تحقيقه يقول العبدلي: كان هدفنا أن نبسط ونحبب الناس في القراءة وأن يتعاملوا مع الكتاب مثلما يتعاملون مع الجريدة اليومية، لافتا إلى أبرز المعوقات التي واجهوها في البداية والتي تمثلت في عدم توفر نسخ بعدد كاف من نفس الكتاب لتوزيعها على أعضاء المجموعة، وأيضا مشكلة المكان كان ولا تزال من الإشكاليات الكبري التي تواجهنا، وأيضا من المعوقات مسألة إنسحاب الأعضاء من المجموعة، كان هذا الاخير من العوامل المحبطة لكن الإيمان بالفكرة وأهمية أن نوصل رسالة لتحبيب الناس في القراءة التي أصبحت عادة مهجورة كانت تضمن لنا عشرة أعضاء في الغالب.

تجمع صوت الكويت

وعن تجمع صوت الكويت وأسباب تأسيسه وأهدافه والمعوقات التي تواجههم، تحدثت دلال الشايجي، موضحة أن التجمع أنشئ في عام 2008 عندما استشعر عدد من أوليات الأمور أن هناك تدخل من بعض أعضاء مجلس الأمة في أسلوب تعليم الأبناء وكان هذا بعد صدور قانون منع التعليم المشترك في الجامعات، وتضيف: من هنا انطلقنا في تأسيس هذا التجمع بهدف الدفاع عن الحريات والمكتسبات الدستورية ونشر الديموقراطية ودعم التعليم

واستعرضت الشايجي الأنشطة والفعاليات التي أقامها تجمع صوت الكويت منذ إنشائه حتى اليوم، والتي من خلاله يتواصلون مع طلاب المدارس ويقدمون لهم ورش وندوات وجلسة حول ترسيخ قيم الحريات والديموقراطية والوحدة الوطنية وتفعيل قيم ومبادئ دستور دولة الكويت، مشيرة إلى أبرز المعوقات التي واجهة تجمع صوت الكويت والتي من بينها الدعم المادي ، وأيضا الصورة السلبية لفكرة التجمع النمطية التي طاردتهم في البداية وكون ان تجمعهم سياسي لدرجة أن بعض الجهات رفضت تقديم الدعم المادي لهم تجنبا لتوطهم في طرح سياسي ما، واختتمت بالامتنان للمجلس الوطني على الدعوة للمشاركة في هذا الموضوع المهم.

ملتقى الثلاثاء

وعن إشكاليات ملتقى الثلائاء وما يثيره من جدل في الساحة الثقافية الكويتية تحدث الشاعر محمد النبهان، موضحا أن ملتقى الثلاثاء تأسس في عام 1996 ويعد من أول الملتقيات الثقافية الأهلية في الكويت، بهدف البحث عن مظلة تضم جميع الكتاب والمبدعين ولا تقتصر فقط على الكويتيين بل تشمل المقيمين والبدون، واستعرض محطات ملتقى الثلاثاء وإشكالية في البحث عن مكان للالتقاء من مكتب إسماعيل فهد إسماعيل في شرق إلى مجمع جاليريا في منطقة الضجيج إلى المقر الأخير في دار مسعى للنشر، كاشفا أن الملتقى وخلال سنواته الماضية كان يستثمر ضيوف المجلس الوطني ويدعوهم للمشاركة في الملتقى لتبقى إشكالية المكان هم يؤرق الجميع؟

 

ملتقى فضاء المسرح

وتحدث عبد الله الحمادي عن ملتقى المبدعين الذي تأسس في عام 2001 بدعم من الشيخة باسمة الصباح لتحل إحدى الاشكاليات المهمة في دعم وتمويل الملتقيات الثقافية الأهلية، لتخلق معوقات أخرى في عدم القدرة على التطوير وإقامة الورش والندوات ودعم المؤلفين والكتاب من أعضاء الملتقى، ليستلم الميكروفون بعده الكاتب علاء الجابر ليتحدث عن ملتقى فضاء المسرح الذي شارك في تأسيسه مع الكاتبة سعداء الدعاس ود سكينة مراد بهدف ضبط المشهد المسرحي بعدما ظهرت سلبيات عديدة على خشبة المسرح الكويتي، زيادة على ذلك أنه لا توجد ملتقيات مسرحية في الكويت تهتم بأبي الفنون، وتابع الجابر: اتفقنا على انتقاء أعضاء الملتقى في البداية من خلال كوكبة من المسرحيين والأكاديميين الذين نثق في قدراتهم وإمكاناتهم الفكرية على تطوير العمل المسرحي والارتقاء بالمشهد الثقافي الكويتي.

 واتفق الجابر مع زملائه من أعضاء الملتقيات الأخرى في أن المعوقات الأساسية تتمثل في محورين هما الدعم المالي والمكان، وأضاف إليهما عدم تفاعل أعضاء الملتقى بالشكل المطلوب مع الوقت وإصابتهم بالكسل والبرود، معربا عن إمتنانه لدعم المؤسسات الخاصة لملتقى فضاء المسرح، مطالبا من المؤسسة الرسمية الثقافية أن تدعم هذه الملتقيات وتوفر لهم الأماكن لإقامته ملتقياتهم، مشددا على أن هذه الملتقيات ليست بديلا عن المؤسسة الرسمية بل تتقاطع مع أهدافها وتتكامل معها في سبيل تطوير المشهد الثقافي في الكويت.

نادي ديوان للقراءة

 آخر المتحدثين الكاتب يوسف خليفة،  واستعرض تجربة نادي ديوان للقراءة، وكيف أنه تأسس في عام 2009 بشراكة مع شركة محلات ستاربكس المنتشرة في الكويت والشرق الأوسط، للتغلب على إحدى المعضلات التي تواجه الملتقيات الثقافية الأهلية وهي المكان، فيصبح بإمكان أعضاء ديوان للقراءة الالتقاء في أي محلات ستاربكس وممارسة أنشطتهم في القراءة والنقاش حول الكتب وأن يتم هذا في جو من الاحترام المتبادل والإلتزام غير الرسمي لكل الأعمار من سن 18 سنة.

 وكشف خليفة عن طموحات النادي المستقبلية في توسيع قاعدة الانتشار  خارج دولة الكويت ، وأيضا تأسيس نادي قراءة للأطفال، مشددا على ضرورة بداية  تعليم القراءة منذ الطفولة.

المداخلات

شهدت الجلسة نقاشا جادا وبناء من قبل الحضور الذين استحسنوا فكرة استضافة أعضاء من هذه الملتقيات للتعريف بهم وطرح قضاياهم للبحث عن آفاق لإزالة المعوقات أمامهم وتعبيد السبيل لفعلهم الثقافي من أجل إثراء المشهد الثقافي في الكويت.

من جانبها أثنت الكاتبة الكويتية هدى الشوا على فكرة الجلسة وتبني المجلس الوطني للثقافة والفنون والىداب هذه الملتقيات واستضافتهم، وشددت على ضرورة الاهتمام بثقافة الطفل في الكويت، من خلال دعم المنهج العربي والقراءة الابداعية، ليتفق معها الدكتور ساجد العبدلي ويؤكد ان أدب الطفل يجب ان يعاد النظر فيه لأن قصص الأطفال قديمة جدا وساذجة ولا تواكب عقول أبناء الجيل الحالي ، وأيضا المنهج التعليمي لا يواكب تطور عقلية الطفل، إذن لا مفر من التركيز على أدب الطفل في هذه الملتقيات الثقافية الأهلية والارتقاء بذائقته في الأدب ولكي نحببه في القراءة دون إملاءات وشروط.

رابطة الأدباء

وفي مداخلة للشاعر الدكتور خليفة الوقيان دافع فيها عن دور رابطة الأدباء، موضحا أنه لا يمثلها وليس عضوا في مجلس الإدارة لكن للإنصاف التاريخي كان للرابطة الدور الاهم في تبني غالبية هذه الملتقيات الأهلية ومنها ملتقى المبدعين وملتقى الثلاثاء، مؤكدا أن هذا الحراك يسر ويدعو للتفاؤل، نافيا أن تكون رابطة الأدباء استبعدت أحد من المبدعين والكتاب والمثقفين غير الكويتيين لكن هناك أصول في العضوية يجب أن تتبع، ليأتي تعليق محمد النبهان موضحا أن ملتقى الثلاثاء بعيد كل البعد عن الملتقى الذي تبنته رابطة الأدباء أواخر الثمانينات والذي شارك في جلساته أيضا، ليعيد ويؤكد ان الهدف من ملتقى الثلاثاء لم يتوقف عن ضم المبدعين غير الكويتين ولكن يمتد لأهداف أخرى كثيرة، ويكد النبهان أن جمعية الصحافيين كمؤسسة أهلية تضم في عضويتها غير الكويتين أيضا من الصحافيين متسائلا عن السبب في ازدواجية الانتساب او العضوية بين الحاليتين.

وطالب الشاعر دخيل الخليفة بالبحث عن آفاق للحلول والخروج بهذه الملتقيات من أزمتي المكان والدعم المادي، فيما طالب الاديب فهد الهندال بتوفير أجنحة  في معرض الكتاب لهذه الملتقيات لعرض مشاريعها وإنتاجها الثقافي ، وتساءلت  الكاتبة استبرق احمد عن سر انهيار الملتقيات الثقافية الاهلية بعد خروج مؤسسيها.

 ومن جانبها تحدثت هدى الدخيل من المجلس الوطني، معربة عن شكرها لرابطة الأدباء على دورها واسهاماتها الثقافية عبر سنوات طويلة، مؤضحة أن المجلس الوطني كمؤسسة رسمية لا يتبنى أي فكر مؤدلج والدليل دعوة هؤلاء المثقفين على اختلاف انتماءاتهم الفكرة ، وأن هدف المجلس الوطني اتاحة الفرصة لكل هذه المجاميع والملتقيات وتوفير الدعم لهم قدر الإمكان .

 

 

مداخلة الأمين العام علي اليوحة...

 

اليوحة: كل الدعم لثقافة الطفل وسنوفر مكانا للملتقيات الأهلية  خلال عام

 

في ختام الجلسة التي شهدت نقاشا بناء، ومشاركة جادة من الضيوف والمتحدثين، عقب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مهندس علي اليوحة، مؤكدا اتفاقه مع المتحدثين حول أهمية توفير مكان لإقامة أنشطة هذه الملتقيات الثقافية، معلنا سعي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على توفير مكان يتناسب وأنشطة هذه الملتقيات خلال عام، على تكون إمكانات مراقبة ثقافة الطفل التابعة للمجلس الوطني والكائنة في مركز عبد العزيز حسين الثقافي، من أماكن وقاعات متوفرة لكل المشاركات والأفكار التي تنهض بثقافة الطفل في الكويت من الآن.

وحول إشكالية الدعم المادي، أشار اليوحة إلى أن العمل التطوعي عندما يبدأ ربما لا يحتاج إلى المال بقدر ما يحتاج إلى المكان، لتبقى مشكلة المكان هي الأهم، لافتا إلى صعوبة توفير الدعم المادي حاليا نظرا لأن وزارة الشئون الاجتماعية والعمل تدعم المؤسسات الأهلية سنويا، والمتمثلة في رابطة الأدباء واتحاد المسارح الأهلية، ورابطة الاجتماعيين، مؤكدا أن هذه المؤسسات تتكامل بدورها مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ويجب ضم الحراك الثقافي في الملتقيات الأهلية أيضا لمنظومة الارتقاء بالمشهد الثقافي الكويتي وتطويره ليواكب طموحاتنا جميعا.

الآن: فن وثقافة

تعليقات

اكتب تعليقك