ضمن البرنامج الثقافي

منوعات

ورشة القراءة الفعالة ..الكتاب يواجه تحديات الإنترنت

2847 مشاهدات 0


ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الكويت الـ 36، أقيمت مساء أمس في صالة رقم 8 «ورشة القراءة الفعالة»، تحدث فيها د.ساجد العبدلي ود.شيخة يوسف بن جاسم ود.أيمن بكر، وكانت أغلبية الحضور من طلبة كلية الآداب بجامعة الكويت.
بدأ د.ساجد العبدلي محاور الورشة بعنوان: «كيف نقرأ؟ وأدوات القراءة المركزة والفعالة والسريعة والذكية».
وفي كلمتها الافتتاحية حول محاور الورشة، قالت هدى الدخيل: إن الغرض من هذه الورشة هو أننا كلنا نريد أن نقرأ، وليس الهدف مجرد القراءة، لكن المهم استثمار هذه القراءة إلى أقصاها، وأن نأخذ منها الفائدة القصوى الممكنة، وكل هذا من خلال الأدوات التي نتعلمها اليوم من خلال خبرات وتجارب د.ساجد العبدلي ود.شيخة يوسف بن جاسم ود.أيمن بكر، وأقدم لكم المتحدث في المحور الأول: كيف نقرأ؟ عن أدوات القراءة الذكية والسريعة وسيتحدث فيه د.ساجد العبدلي.
وقال د.ساجد العبدلي في بداية حديثه: سأتناول نقطتين أساسيتين، الأول عن نظرية مستويات القراءة، وهذه الفكرة أو النظرية هي المدخل وهي السر لإدخال الناس إلى عالم القراءة، وذلك عبر تجاربي من خلال مجموعات القراءة ونوادي الكتاب التي عايشتها خلال مدة 8 سنوات، إلى جانب احتكاكي مع كثير من الناس الذين كانوا يريدون الدخول إلى عالم القراءة، والنقطة الثانية التي سأتحدث عنها أسميتها «سداسية فن القراءة»، ومن خلال هاتين النقطتين بالإضافة إلى نقاط أخرى هي نتيجة الكتابين الذين أنتجتهما في موضوع القراءة، الكتاب الأول هو «القراءة الذكية» ونشر قبل أربع سنوات، وكان له صدى طيب وقت صدوره، وتناولت من خلاله هذه الأفكار بشكل متعمق جدا، وفي هذه السنة أصدرت كتابا بعنوان «اقرأ» وكيف تجعل القراءة جزءا من حياتك، وهو تكملة لتلك الأفكار وإضافة عليها، إلى جانب التركيز على موضوع نوادي الكتاب ومجموعات القراءة. ودائما يتردد السؤال: لماذا لا يقرأ الناس؟ ولماذا لا يقبلون على الكتاب؟ والقراءة الجميلة؟ ولماذا الناس غائبون عن عالم القراءة؟
وأضاف العبدلي: بكل بساطة، يمكن القول إن الكتاب هو أداة باردة جدا بالمقارنة مع الأدوات الأخرى المتاحة اليوم والتي يزعم أنها تقدم الثقافة، وحينما تضع الكتاب وتضع مقابلة التلفزيون من ناحية الإثارة والجذب والتشويق وكل هذه العناصر، فإن التلفزيون ينجح، التلفزيون ينتصر من دون أدنى شك، وأيضا حينما تضع الكتاب وتضع مقابله الإنترنت وكل أدوات الميديا الحديثة والصور والألوان والأصوات وكل أدوات الإبهار فسوف ينجح الإنترنت وكل ألوان الميديا الحديثة بطبيعة الحال، وكل هذا ينسحب على كل الأجيال الحالية التي تتعامل مع الميديا الحديثة وخصوصا الأطفال الذين يتفاعلون مع هذه الأدوات الحديثة وتتفاعل معهم أيضا أكثر من الكتاب البارد البطيء في إيصال ما عنده، وهؤلاء الشباب تجدهم في عوالم الإنترنت والآيفون والهواتف النقالة.
وتابع: من هنا، يمكن القول إن المعركة صعبة، ولا يمكن أن تقنع إنسان اليوم وتقول له إن القراءة مفيدة في هذا الزمان، لأنه لا يحتاج ولا يريد أن يقرأ وأمامه مغريات حديثة وجميلة، ومعظم الذين نلتقيهم من الشباب اليوم وحين ندعوهم للقراءة يقولون إنهم يتحصلون على القراءة من الإنترنت وبشكل سريع، ومن خلال الهواتف النقالة، ومن مواقع «الفيسبوك» و«تويتر» و«غوغل» ومن التلفزيون، ويحاول أن يوجد لك بدائل أخرى بدل أن يقرأ الكتاب، وهذا عائد لأن نظامنا التعليمي المدرسي وطوال 12 عاما من الدراسة لم يحببنا في الكتاب، بل جعل من الكتاب صورة مزعجة مرتبطة بالامتحانات ومرتبطة بالمدرسة والدوام اليومي المزعج، ومن هنا كانت التجربة وأثناء سنوات الدراسة سلبية تجاه الكتاب ولم يكن هذا الكتاب محبوبا لدى الجميع، لذلك نجد الأجيال الجديدة تبحث عن الثقافة والمعرفة من خلال طرق أخرى، لكن تظل القراءة هي أفضل أدوات الفهم والإدراك والاستيعاب من خلال الكتاب الورقي، وإن الإنسان الذي يقرأ أفضل بكثير من الذي لا يقرأ، وإن البحث عن بدائل للقراءة والفهم من خلال بدائل أخرى لن يجدي ولن يحقق نتائج، وهذا ينسحب على كل الأعمال والأجيال الحالية الذين تتوافر لهم بدائل حديثة، لكن يمكن جذبهم نحو قراءة الكتاب بعدة وسائل وأساليب تربوية. إن القراءة الصحيحة والجادة لها تأثيراتها على كل إنسان يدرك ويفهم معاني القراءة وتأثيراتها.
في المحور الثاني، تحدثت د.شيخة يوسف بن جاسم من خلال محور «كيف نفهم ما نقرأ - أدوات التحليل والحجاج»، وقدمت لهذا المحور من خلال:
أولا: أسئلة للطرح والمناقشة
 
1 - ما الذي يهدف إليه الكاتب أو المؤلف؟
2 - كيف نقتنع؟ ما العوامل التي تجعل المقال المقروء مقنعا؟
3 - هل كل أنواع الكتابة تهدف إلى إقناعنا؟ هل تستطيع أن تفكر في أمثلة؟
4 - لماذا تختلف ردود أفعال الناس حول ما يقرأون؟
 
ثانيا: الحجة
1 - ما المقصود بالحجة؟ وما أهميتها؟
2 - ما مكونات الحجة؟
3 - كيف نفحص الحجة؟
4 - إذا كان الشخص الذي يخالفنا الرأي لا يقدم أسبابا لموقفه، فهو إذن لا يقدم حجة.
5 - الفرق بين الكتابات المتنوعة (وصف، تلخيص، تفسير) والحجاج هو أنها لا تسعى إلى إقناع القارئ بفكرة معينة، هي فقط توضح أو ترشح أو تقدم عرضا للحقائق.
 
ثالثا: استراتيجية مقترحة لفهم ما نقرأ
1 - هل تمارس استراتيجية معينة لفهم النص المقروء؟
2 - ما الذي يعوقنا عن الفهم؟
 
رابعا: محاولة تحليل نص لاستخراج الآتي:
 موقف الكاتب - الأسباب التي يوفرها لنا - الكلمات المساعدة في تحليل النص... إلخ.
خامسا: تقييم الحجة ويعتمد على الآتي:
تحديد الهدف منها - تقييم الأدلة - منطقية ترتيبها - القراءة بين السطور.
 
سادسا: المغالطات (الأخطاء الشائعة في الحجاج)
- مغالطات بسبب الأخطاء المتعلقة باللغة مثل التعريفات الدائرية أو الغامضة.
- مغالطات سببها اللجوء إلى استعطاف الناس أو ترهيبهم (اللجوء إلى العاطفة).
- مغالطات ناشئة من مهاجمة الشخص وليس الحجة، أو استخدام موضوع هامشي لتشتيت الانتباه.
- مغالطات تنشأ بسبب الاعتماد على مصادر غير موثوق فيها.
- مغالطة المقارنة الضعيفة، هذه بعض المغالطات، وهناك الكثير غيرها نستطيع كشفها عندما نطبق مهارات التفكير النقدي ونمارسه باستمرار.
وقالت د.شيخة ردا على كل هذه الأسئلة والتوضيحات لكي نفهم جواب السؤال: كيف نفهم ما نقرأ؟ لابد من السؤال: ما الهدف من الكتابة؟ ولماذا يكتب الإنسان؟ وحينما نقرأ كتابا أو مقالا في جريدة، ما الذي نريده؟ ويأتينا الجواب بأن الهدف من الكتابة هو توفير وإعطاء المعلومات والتواصل مع الآخرين وتبادل المعلومات والمشاركة بالمشاعر أو إقناع القارئ وتوجيه قناعاته ونشر توجه معين، وهذا ما يهمنا وهو ما أريد تناوله اليوم معكم، وهو إقناع القارئ وتوجيه قناعاته ونشر توجه معين، لأن هذا يقودنا إلى السؤال: كيف نقتنع؟ وما الذي نقرأة في هذا المقال ويجعلنا نغير رأينا؟ هل لأن الكاتب استعان بأرقام وإحصائيات ومعلومات يجعلنا من خلال هذه الأدلة نقتنع بمنطقية هذا المقال؟ وكذلك هل لأن المقال يلامس الواقع ويقدم حالة من التطابق بين ما هو مكتوب وما هو موجود في الواقع، وأن يكون المقال موضوعيا وحياديا، ولا يتبنى وجهة نظر معينة فقط تدل على انتماء الكاتب لهذا المذهب أو تلك الفئة، لأن المقال لو خاطب العقل فإنه يكون قد خاطب شريحة كبيرة من الناس، أما إذا كان يخاطب شريحة معينة ويؤججها فإن هذا يخاطب طبقة معينة.
وقد تحاورت د.شيخة يوسف بن جاسم مع تلاميذها الحاضرين والمشاركين حول محور «كيف نفهم ما نقرأ؟».
وفي المحور الثالث، تحدث د.أيمن بكر حول محور «كيف نتفاعل مع ما نقرأ - أدوات النقد الموضوعي»، وقال: ستكون النقاط الأساسية التي أتحدث فيها كالآتي:
1 - مفهوم النقد (الأصل اللغوي والتصورات الحديثة).
2 - نقد السرد ونقد الشعر، أيهما أسبق: الإبداع أم النقد؟
3 - العملية النقدية بين التطبيق الحرفي للمناهج والتفاعل الخلاف، الغرض من الفعل النقدي.
4 - نماذج تطبيقية.
وأعطى نماذج تطبيقية لنقد الشعر والسرد.
من خلال قراءة في ديوان «رقيات» للشاعر اليمني علي بافقيه، ونموذج للتحليل السردي وتكسير الفواصل بين مستويات الوجود من خلال قراءة في مجموعة «كاسك يا مطر» للقاص التونسي إبراهيم الدرغوثي، ولقيت الورشة بعض التعقيبات والاستفسارات من جمهور الحاضرين وأغلبهم من طلبة وطالبات كلية الآداب بجامعة الكويت.
 

الآن - المحرر الثقافي

تعليقات

اكتب تعليقك