لمواجهة تضارب التصريحات الحكومية ، خالد العبيدي يري البلد بحاجة إلى حكومة ديجيتال مبرمجة مسبقا من البنك الدولي

زاوية الكتاب

كتب 488 مشاهدات 0


 

 
 
 
 
حكومة ديجيتال     
خالد صالح العبيدي

لا أحد‮ ‬يعرف الى أين تتجه الحكومة ولا أحد‮ ‬يعرف هدفها ولا أحد مقتنع ببرنامجها؟ تصريحات متضاربة بين الوزراء وآراء مختلفة وانقسامات وشخصانية،‮ ‬وليس لديها ناطق رسمي،‮ ‬الكل‮ ‬يرسم سياسته على ما‮ ‬يرى،‮ ‬والكل ناطق رسمي‮ ‬والكل نائب لرئيس مجلس الوزراء،‮ ‬فوزير المالية‮ ‬يصرح بأن زيادة رواتب الموظفين‮ (‬50‮) ‬ديناراً‮ ‬تعتبر‮ »‬بعزأة‮« ‬وبعدها‮ ‬يصرح ان الزيادة على الرواتب ستكون مجزية،‮ ‬وزير الدولة‮ ‬يصرح بأن الموضوع قيد الدراسة،‮ ‬ومحافظ البنك المركزي‮ ‬يقول انه لا توجد أزمة لدى المقترضين ولا‮ ‬يوجد معسرون،‮ ‬وفي‮ ‬المقابل‮ ‬يتم انشاء صندوق للمعسرين،‮ ‬وزير الداخلية‮ ‬يقول‮: ‬لا تجاوزات في‮ ‬موضوع التجنيس ويذهب الى تعليق اصدار شهادات الجنسية،‮ ‬وزير المواصلات‮ ‬يقول ان انشاء شركة نقل لا‮ ‬يشترط ان تكون مساهمة وقانون الشركات‮ ‬يوضح انها‮ ‬يجب ان تكون مساهمة،‮ ‬وزير الكهرباء‮ ‬يصرح بأن موضوع الكهرباء منته،‮ ‬وكل‮ ‬يوم نكتشف مصيبة جديدة بوزارته،‮ ‬والهيئة العامة تخصص قسائم صناعية بـ‮ »‬الهيكتارات‮« ‬لمجموعة متنفذة والاسكان تقول‮: ‬لا‮ ‬يوجد لدينا أراض،‮ ‬فالقسائم‮  ‬الصناعية تعرف الحكومة كيف توفرها،‮ ‬اما مساكن المواطنين وهي‮ ‬ملزمة بها لا تستطيع ان توفرها،‮ ‬والكثير الكثير من التناقضات والتجاوزات‮.‬
موضوع البنك الدولي‮ ‬ودراسته المرتقبة التي‮ ‬طال انتظارها تؤكد حقيقة لا مناص عنها وهي‮ ‬ان المستشارين في‮ ‬الحكومة موظفون من‮ ‬غير ذي‮ ‬نفع،‮ ‬وان ما‮ ‬يتقاضونه من رواتب ومكافآت مرتفعة،‮ ‬ومميزات ما هي‮ ‬الا تنفيع وبرستيج ومرضاة لبعض المتنفذين والنواب الذين‮ ‬يتوسطون لبعضهم،‮ ‬والا بماذا نفسر الطلب من البنك الدولي‮ ‬لدراسة زيادة رواتب‮ »‬الغلابا‮« ‬من الموظفين؟
فأين المستشارون والاكتواريون،‮ ‬ولماذا لم‮ ‬يطلب البنك المركزي‮ ‬استشارة من البنك الدولي‮ ‬عندما تم ربط الدينار بالدولار الاميركي،‮ ‬وعندما تم الطلاق بين العملتين؟ ولماذا لم‮ ‬يتم استشارة البنك الدولي‮ ‬عندما تم تخصيص الكويتية وتكبد الدولة مبالغ‮ ‬طائلة؟ ولماذا لم‮ ‬يتم استشارة البنك الدولي‮ ‬عندما تم اقرار قانون التأمينات الذي‮ ‬يعتبر من اسوأ قوانين التأمينات بالعالم؟ والكثير‮  ‬الكثير من علامات الاستفهام على سلوك الحكومة ومسلكها‮.‬
نحن نحتاج حكومة ديجيتال مبرمجة مسبقا من البنك الدولي‮ ‬وتبث اشارات ديجيتال لأجهزة استقبال‮ »‬رسيفير‮« ‬يتم عبرها توجيه‮ »‬الروبورترات‮« ‬التي‮ ‬ستحل مكان الوزراء والمستشارين الذين‮ ‬يكلفون الدولة ميزانية لا تعتبر اكتوارية ولا فلكية،‮ ‬وبهذا ستجري‮ ‬الأمور على ما‮ ‬يرام‮.‬
 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك