خطوة غير مدروسة من قبل معارضة 2011 من طراز (اهزم نفسك)!، يراها محمد جوهر حيات

زاوية الكتاب

كتب 904 مشاهدات 0


محمد جوهر حيات
سوالف ثلاثاء وخميس / معارضة (اهزم نفسك)!

الكل يؤكد على عدم مقدرة الحكومة الحالية في التعامل والتعاطي مع الأزمات والقضايا المستحقة، حتى موالاتها من النواب والسياسيين والمستفيدين يقرون في قرارة نفسهم بأن حكومة سموه ليست على قدر المسؤولية بأي حال من الأحوال ولكن... للسكوت ثمن! ومن البدهي في حقل العمل السياسي والمؤسسي عند وجود حكومة متخبطة ومتورطة ومقصرة لابد من بروز جهة مضادة لها (وهي المعارضة)، ولكن على المعارضة أن تفعل ما تقول، وأن تصحح المسار للجهة المنحرفة، (وهي الحكومة) كذلك لابد على المعارضة أن تتمسك بحقوقها وواجباتها الدستورية الرقابية والتشريعية، وتعمل دون كلل وملل في رقابة تجاوزات وأعمال هذه الحكومة العاجزة والمتجاوزة، وتسعى هذه المعارضة لإقرار العديد من التشريعات التي تحصن السلطات الثلاث، وتكافح وتحارب الفساد بكل أشكاله وأنماطه، وإن فشلت المعارضة في تحقيق أهدافها، أو لم توفق باتمام واجباتها على أكمل وجه، عليها بعدم الاستسلام والتوقف ومن ثم التراجع، بل عليها الانطلاق من جديد في رحلة العناء الطويلة لمحاربة سلبيات وظلام وضياع الحكومة ومواليها وأطرافها دون توقف أبداً مادامت هذه الرحلة تحت ظل القانون والدستور ودولة المؤسسات.

ولكن ما حدث في افتتاح دور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثالث عشر من مقاطعة نواب المعارضة انتخابات وتشكيل اللجان البرلمانية كشف لنا كم هي المعارضة الحالية غير منظمة وليست بيقظة، وفرطت بحقوقها، وقصرت بواجباتها ومهامها من نقطة البداية، وسلمت الجمل بما حمل للحكومة دون تكلفة، وسلمت لهم كل مقاعد اللجان وكل أركان وأرفف (مطابخ القوانين)!

نعلم بأن المجلس مختطف ولكن لابد من حمايته وصيانته والعمل على عودته وليس تركه وهجره وبيعه للعابثين! فرغم وجودكم وتمثيلكم في اللجان البرلمانية السابقة في دور الانعقاد الثالث الماضي والحكومة تفعل ما تفعل بواسطة (عرايسها)، فأما الآن بعد اختفاء تمثيلكم باللجان ماذا سيفعل الفاعلون؟!

وما يزيد الاستغراب بأن عدد المعارضة المقاطعين 19 بالإضافة لكتلة العمل الوطني 5، وهنا كان باستطاعة الـ 24 نائبا أن يسيطروا على 40 في المئة من التمثيل في كل لجنة على الأقل من لجان المجلس ولكن فضل نواب المعارضة خطوتهم الغريبة يوم الثلاثاء الماضي وقاطعوا انتخابات اللجان، وسلبوا حقهم بنفسهم، وزكوا معظم النواب (القبيضة) في لجان السلطة التشريعية، كأنهم سمحوا للحرامي واللص بسرقة منزلهم دون مقاومة ودون قطرة دم منهم!

خطوة غير مدروسة من قبل معارضة 2011 من طراز (اهزم نفسك)!

رجاء يا معارضة!

بعد تشكيل كتلة المعارضة: نرجو من المعارضة بتصحيح مسارها لتصحيح مسار المجلس والحكومة، وأن تتحمل مسؤولياتها الدستورية كاملة مكملة دون ذرة نقصان ولابد من الحيطة والحذر من أي إجراء غير مدروس قد يقلب موازين العمل السياسي المنظم. ولابد من حصد الضغط الشعبي لإقرار قوانين حماية الوطن وسلطاته من طاعون الفساد، والوصول لأبعد مدى بالمحاسبة القانونية والسياسية في قضية الإيداعات والإحالات المليونية!

محمد جوهر حيات

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك