أمن الخليج من نافذة مكتب نايف بن عبد العزيز

عربي و دولي

4564 مشاهدات 0

الأمير نايف بن عبدالعزيز مع سمو أمير البلاد

بين كلمة الأمن وكلمة الخوف وضع السعوديون كلمة نايف،ففيها كل المسافة التي تفصل بين الشعورين. ولأول مرة حظي تعيين مسؤول خليجي بالتعليق في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق. وقدأحتفت بتعيينه اقلام عدة،إلا أن وسائل إعلام اخرى لم تكن ودودة معه. ويأتي أهتمامنا بالرجل لكونه نقطة إحداثية مهمة على خارطة المملكة،التي لها وزنها الإقليمي الفاعل في الإستراتيجية السياسية والامنية ضمن دول الخليج .كما إن ميراث سيرته الأمنية كان ولا يزال له ثقله بحكم توليه وزير الداخلية خلال منعطفات عدم الاستقرار الامني الذي مرت به المنطقة.ونجاحه بــ'صقور نايف' في الضرب بيد من حديد أدت لقلب 'قاعدة الجهاد في جزيرة العرب'رأس على عقب،وهو نجاح يغيض حتى مكتب التحقيقات الفيدرالية.ومسيرة نايف تظهره،صارم،حازم،محافظ، لكنه براغماتي، اضطره موقعه لتبني هذا النمط من السلوك. فرفع  شعار 'الأمن الفكري' لتطهير توجهات  من يستطيع من الفئة الضالة  قبل الفتك بمن عصى منهم ،فنجح وبدد زمن الخوف،وأعاد الازدهار السياسي والاقتصادي لبلده.

 لقد عزفت منذ أيام سمفونية كان لحنها إن تعيين الأمير نايف هو بداية مرحلة إحتقان في منطقة الخليج، وتوزعت جمله اللحنية بين دول الخليج واليمن والعراق وإيران. وتضمنت الخوف من صياغة أمن الخليج بعقلية الأمير نايف الأمنية في أسقاط تلفيقي على الحل الامني الذي تقوم به دمشق حاليا ويرفضه حتى نايف خليجيا.  

  يتمتع الأمير نايف بعلاقات قوية مع  صناع القرار في دول الجوار الاقليمي،مع تميز مع دول الخليج،عبر تجديد وقوف بلاده إلى جانبهم حكومة وشعبًا ضد كل ما يمسّ أمنهم واستقرارهم ووحدتهم الوطنية. حيث دعا الشعب البحريني إلى الحفاظ على مكتسباته وبرنامج التحديث والإصلاح الذي قاده الملك حمد،والامتثال لصوت الحكمة والحوار.وعندما لاحت في الافق عمائم التدخل الخارجي ساهم نايف في صنع قرار إرسال درع الجزيرة. كما وصل الى الكويت للمشاركة في الاحتفالات الوطنية و تولي امير البلاد مقاليد الحكم، والوقوف بقوة مع الكويت إبان قضية التجسس الايرانية. و يشكل مجلس التنسيق السعودي القطريالمشترك قناة تواصل مباشرة وقوية بين الدوحة والرياض على طرفيها الأمير نايف والشيخ تميم بن حمد .كما إن قضية احتلال إيران للجزر الاماراتية الثلاث بقي حاضرا في تصريحات نايف استنادا إلى مبدأ الأمن الجماعي الخليجي الذي يؤمن به في بعده الداخلي والخارجي. كما يؤمن  بتعزيز التكامل والترابط بين دول المجلس لذا وقع مع نظيرة العماني إنشاء أول منفذ حدودي مباشر بين السعودية وسلطنة عمان.

لقد سبق أن صرح الأمير نايف أن الشرور تحيط بالمملكة من كل مكان, فهي محاطة بمشكلات العراق من الشمال, واليمن من الجنوب, ومشكلات إيران من الشرق.وبالاضافة الى الأمن الداخلي  يراقب نايف ملف  ثغرتان أمنيتان :

1-فحين يبلغ عدد الحجاج مليونين وثمانمائة ألف حاج ستجد نفسك امام أكبر ثغرة أمنية تتطلب الحذر الشديد لحساسية المناسبة، حيث تراها طهران فرصة لإحياء مراسم مظاهرات البراءة من المشرکين. مما يجعل نايف يرد  بحزم على تسييس الحج كل عام،محذرا من كل اضطراب طائفي لا علاقة له بمقاصد الحج الشرعية. ومن ذلك يمكننا استشراف نهج المملكة المستقبلي في التعامل مع حراك ايراني متحدِ لايتوقف. حيث ستقابلها سياسة خارجية سعودية فيها صرامة نايف، و الكثير من عدم التسامح بعد مؤامرة إغتيال السفير الجبير .

2- كمايحمل نايف ملف الحدود.ويساوره قلق من التسلل عبر 1500 كلم مع اليمن ، مستذكرا الحوثيين 2009م،وإن من حاول اغتياله  جاء من هناك . وكان تعامله مع الخطر تقديم كل ما يحتاجه اليمن،حيث يتساوى الوضع الامني في اليمن في الاهمية بالنسبة لوزارته مع أهمية الامن في المملكة. كما تبدو بصماته في المبادرة الخليجية التي أتسمت بالحذر وعدم الاندفاع في تفكيك مؤسسات الامن اليمينة القائمة ورمي صنع القرار في أيد مجهولة لاتستطيع الحد من نشاط الحركات الارهابية على الحدود. وذلك مشابه للحدود السعودية مع العراق، فحين صرح المالكي إن جهود العراق لبناء روابط دبلوماسية مع السعودية لم تلقَ استجابة، كان رد نايف الحازم إن المملكة لا تريد إلا كل الخير للعراق،لكنه أصبح كأفغانستان ارضا خصبة لصناعة الارهابيين،دون جهد من المالكي لضبط حدوده .

 لقد مارس الأمير نايف دور الملك بالوكالة حين غاب الاخير للعلاج في أمريكا، بينما كان الأمير سلطان مريض أيضا؛وحكمت على أدائة أوساط دبلوماسية بأنه ينظر للعلاقات الدولية من منظور أن الأمن في خدمة الدبلوماسية، وليس العكس. وفي ظروف تفقد الكثيرين توازنهم أكد نايف أن أمن الخليج ليس مخترقا كما تردد بعض التقاريربل في أيد أمينة،وقال ردا على سؤال حول فوبيا الخلايا النائمة الايرانية 'اذا كانت هناك خلايا لاتزال نائمة في الخليج فسنوقظها.' مما يطمئن الخليجيين  إلى أن المرحلة المقبلة لا تتطلب من الامير نايف إعادة بناء شخصيته كاريزمياً وتطويرها،فهو يملك مايحتاجه الخليج.فالامير نايف بن عبد العزيز رجل لايقبل الحديث بصيغة الماضي،أوتمنيات المستقبل،بل ظروف اللحظة الراهنة.يتكلم ببطء وأنأة ولغته عربية أقرب الى المكتوبة منها الى المحكية. وإذا كنتم مثلي من المأخوذين بسحر الهيبة فستجدونها تجلل هذا الرجل الذي عين وليا للعهد في المملكة العربية السعودية الشقيقة.

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك