لماذا الشعوب العربية تافهة باردة تمجد الحاكم الضرورة والفرد القائد؟..د.الذورة يسأل

زاوية الكتاب

كتب 1011 مشاهدات 0




الراى
      
د. مبارك الذروه / من صنعهم... غيرهم!
ماذا صنعت ملكة مصر، كليوبترا العظيمة، بعد حروبها، وهي شاغلة الدنيا في زمانها، والتي ملكت سورية وفلسطين ووادي النيل، ماذا فعلت بعد هزائمها الأخيرة؟ لقد تجرعت سم الأفعى ومفضلة أن تموت منتحرة، على ان تعيش ذليلة بيد أعدائها.
عندما ضاقت الدنيا ذرعا بالتونسي البوعزيزي الذي حرق نفسه ليموت عزيزا بدلا من الحياة الذليلة تحت وطأة الظالمين!
كما قال عنترة:
لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
لكن رغم رفضنا لفكرة الانتحار شرعا وعقلا، إلا أن جبابرة القرن الذين يختبئون خلف حواشيهم وإعلامهم وقوانينهم الباطلة، التي صمموها ليبقوا أطول فترة ممكنة على كراسي العار، نراهم اليوم يهربون ويندسون كالجرذان العفنة ليقاتل عنهم رجالهم وحماتهم.
لقد أضحت الحفر والأنفاق والأنابيب المكان الآمن للطغاة، وتحولت المستشفيات وادعاء المرض وسيلة المجرمين للفرار من العدالة.
هرب الطغاة من دولهم وأخذوا معهم ما خف حمله وغلا ثمنه خارج البلاد... وتركوا من تبقى من أتباعهم يقاتلو نيابة عنهم لتندلع الحروب الأهلية بين أبناء الشعب الواحد.
من صنع الطغاة؟
هل هو الشعب أم الجبروت والظلم، أم القوانين، أم الاستعمار؟
حتى لا تتكرر المأساة لابد من الاجابة عن هذا السؤال... لماذا الشعوب العربية في كثير من زواياها تافهة باردة تمجد الحاكم الضرورة والفرد القائد، لماذا نسمح لإعلام الكذب والدجل أن يلوث تربية أبنائنا ويشوه تفكيرهم ليجعلهم خشباً مسندة تسير خلف الهوى، وما يريده المنافقون؟
انها الحرية التي يفصلها مستشارو البلاط ومشايخ التأويل، وهي الديموقراطية التي عمل خلطتها فلول العصر الاستعماري قبل رحيله مفصلة المقاس للمستعمرين الجدد، والتي لابد أن تصطدم في بعض طرقاتها مع مقولة عمر الفاروق متى استعبدتم الناس...!
هنا يرتع الطغاة ويستغل المجرمون شعارات الحرية لضرب القيم، ولهم في ذلك حاجات أخرى نحن عنها مغيبون!

د. مبارك عبدالله الذروة

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك