التحول من الموالاة إلى المعارضة أو العكس إذا ما جاء بسبب واضح ومنطقي فلا جدال، ولكنه في الكويت يأتي فجأة.. ذعار الرشيدي يبحث عن الأسباب

زاوية الكتاب

كتب 642 مشاهدات 0



بالأمس وزير.. واليوم معارض

ذعار الرشيدي

إن محاولة قراءة الواقع السياسي في الكويت أشبه بمحاولة قراءة مكونات نودل «أندومي» باللغة الصينية، في النهاية ستضطر للتعامل مع ما بداخل العلبة بغض النظر عن معرفتك بالمكونات من عدمها، تماما كما نضطر دائما للتعامل مع واقعنا السياسي دون أن نعرف حقيقة الخلطة السرية سواء تلك التي تقوم عليها الحكومة أو تلك التي تقدمها كتلة المعارضة، ولعل أكبر دليل على أن المشهد السياسي مقلوب هو أن وزيرا بالأمس القريب تحول إلى معارض بل ومعارض شرس أيضا، ونائب وطني معارض تحول إلى وزير درجة أولى، التحول من الموالاة إلى المعارضة أو العكس إذا ما جاء بسبب واضح ومنطقي فلا جدال، ولكنه في الكويت يأتي فجأة دون مقدمات بل ودون أسباب منطقية ولا غير منطقية، ولو قمنا بإجراء مسح على التحولات التي طالت عددا من المواقف النيابية فسنجد أنها جاءت بلا أسباب واضحة، مثلا قبل أعوام قوبل تعيين الشيخ ناصر المحمد بترحيب نيابي غير مسبوق ووصف بأنه «إصلاحي»، ولم تمض أعوام قلائل حتى أصبح الرجل في نظر المعارضة العكس تماما، وتم رميه باستجواب تلو الآخر مستحق وآخر غير مستحق وبشكل متتال، والاستجوابات التي قدمت لرئيس مجلس الوزراء ولا شك مستحقة، ولكن ما يثير الاستغراب هو التحول غير المنطقي تجاهه، على الأقل في قراءة واقع ما هو واضح أمامنا، ربما يكون هناك خلف الكواليس ما لم تعلنه المعارضة حول أسباب تحولها من خانة «المع» الى خانة «الضد».
الحكومة «لا نشره» عليها ونرى انها لم تعد قادرة على التماسك سياسيا في ظل الاستقالات المتتالية التي طالت عددا من أعضائها وهي الوزارة التي تشكلت أصلا بنقص وزيرين على الأقل، ولكن نشره على المعارضة التي غالبا ما تتحدث باسمنا نحن الشعب ولكنها ورغم أن أعضاءها غالبا ما يستعيرون ألسنتنا ويتحدثون بـ «ضمير الشعب الكويتي» فإنهم لا يكشفون لنا كل أوراقهم، على الأقل لا يصدقون معنا في سر تحالفاتهم مع أقطاب من الأسرة لضرب الحكومة الحالية، وهو أمر لم يعد يخفى على أحد ولكن يبدو أن المعارضة للأسف لا تريد أن تتحدث في هذا الجانب ولا تريد التطرق إليه أو فتح بابه مع أنه سياسيا أمر مستحق، فبما أنكم تتحدثون بلساننا نطالبكم بأن تفتحوا لنا عقولكم وتخبرونا مع من تتحالفون ولأي هدف وما هي أجندتكم تحديدا، المراقبون السياسيون يعرفون تماما مع من تتحالفون ولأي الأقطاب ينتمي أو يتحالف كل نائب منكم، ولكن الشعب المسكين الذي تتحدثون باسمه لا يعرف هذه الحقائق فأعلنوها وقولوها صراحة «نحن نتحالف مع فلان ضد فلان ونعمل بالتنسيق مع فلان لإسقاط الحكومة».. لا عيب في أن تعلنوا تحالفاتكم السياسية مع أقطاب من الأسرة الحاكمة أو من خارجها من التجار، ولكن العيب هو أن ترفضوا الحديث عن تحالفاتكم أمام شعب تتحدثون باسمه وتنطقون بعقله وأنتم تغلقون عقولكم.

توضيح الواضح: كما أنه «لا حياء في العلم» فـ «لا حياء في السياسة» وأعتقد أنه «مو عيب» أن تكشفوا تحالفاتكم لنا، نعم لا نحب الحكومة ونريد رحيلها ولكن، ولكن، أيضا لا نحب أن يتم استخدام لسان الشعب لمعارضة لا تصدقه القول في تحالفاتها.

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك