وليد الغانم ينتقد نواب «ما يطلبه المغردون»

زاوية الكتاب

كتب 788 مشاهدات 0





نواب «ما يطلبه المغردون»
كتب وليد عبدالله الغانم :
 
«بعض الاخوان من المعارضة في اللجنة التشريعية يقولون لنا لا يجوز تطبيق قانون براءة الذمة المالية بأثر رجعي، وفي تويتر يكتب إذا لم يطبق بأثر رجعي فسأنسحب من اللجنة والتسجيلات موجودة، واسألوا عبدالله الرومي» - النائب حسين الحريتى («الوطن» 20/11/2011).
نعاني كمواطنين من تقلب أداء النواب، فهم ناشطون في الكلام والتصريحات الإعلامية والحركة خارج المجلس وغير فاعلين داخل لجانه وفي مناقشاته، كما أن بعضهم كثيرو الغياب عن اللجان كما بينته في مقالتي السابقة.
تصريح النائب الحريتي مثال آخر لتناقض النواب في أقوالهم، فهم في الاجتماعات الداخلية يصرحون بموقف ورأي، فإذا خرجوا للعلن تحسسوا توجه الناس فوافقوه، ولو كان ضد قناعاتهم أو تصريحاتهم الأخرى، فالمهم تصفيق الشارع وتشجيعه لا الموقف الصحيح والحقاني.
ماذا يعني أن يتخذ نائب موقفاً داخل اللجنة التشريعية بشأن قانون الذمة المالية، فإذا أبدى رأيه خارجها قال رأياً آخر يوافق هوى الشعب ويرضي الناس، ولو كان يعلم في قرارة نفسه أنه غير قانوني ومخالف؟
أليس هذا التصرف غشاً للمجتمع وإخلالاً بالأمانة؟ أليس هذا خوفاً من الناخبين وتكسباً لتأييدهم؟ أليس في هذا إثارة لعواطف الناس بإعلانه موقفاً محبباً لهم وتصويته داخلياً على موقف مغاير؟ يا ترى كم نائباً لدينا يقوم بمثل هذه الأفعال، حيث يصرح ويهدد ويتوعد، فإذا اختلى باللجان أو بالحكومة تردد وغير موقفه؟
قبل شهرين أعلن النائب أبو رمية «آن الأوان لإعلان وفاة القوانين الوضعية والتوجه إلى القوانين الشرعية، وسأعرض موضوع تطبيق الشريعة الإسلامية على زملائي النواب للوصول لاتفاق معهم» - («الوطن» 19/9/2011). والآن وبعد مضي شهرين، ماذا فعل سعادة النائب غير هذا التصريح؟ وهل يجوز أن تتخذ قضية بهذه القدسية للتكسب الانتخابي والعبث السياسي، فيطلق النواب لها التصريحات لتخدير ناخبيهم؟
نحن مبتلون بحكومة فاشلة وعاجزة عن القيام بواجباتها ونواب مخادنين وتبع لها ونواب باعوا ذممهم ونواب فوضويين تائهين عن طريق الرشد، فإذا لم يستوعب الشعب عظم مصيبته فيهم، ويصلح اختياره في أقرب فرصة، فالبلد في طريق صعب جداً.
وأخيراً، من هو النائب الذي قصده الحريتي؟ حسب متابعتي لتويتر، فإن النائب الوحيد العضو بالتشريعية ويغرد هو د. وليد الطبطبائي، فأتمنى توضيحه إن كان هو المقصود أم لا، والله يعيننا على نواب «ما يطلبه المغردون»، والله الموفق.

وليد عبدالله الغانم

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك