الغيرة بين النساء.. صداقة حدودها العداوة
منوعاتنوفمبر 22, 2011, 12:45 م 7488 مشاهدات 0
الغيرة والحسد هما السببان الرئيسيان لقطع أي علاقة صداقة بين امرأة وأخرى.
لكن هل من الممكن أن تتحوّل إلى مرض نفسي؟ وما الوسائل اللازمة للتخلص من هذه الغيرة؟ ولماذا تكون المرأة الناجحة دائماً محاربة من قبل زميلتها المرأة ولماذا تخاف الزوجة من المرأة على زوجها ولماذا؟
قد تغار المرأة من امرأة توفيت أو من إحدى قريباتها أو من جارة أو صديقة ناجحة في حياتها العملية أو حتى من امرأة تظهر على الشاشة لا تعرفها ولم تقابلها من قبل، تنتقدها نقداً غير موضوعي وتكون تهمتها الوحيدة في ذلك أنها امرأة حصدت الإعجاب والثناء.
أما الصداقة بين النساء فهي علاقة قابلة للتوتر والإهتزاز دائماً، والسبب الظاهري هو الظروف المادية والإجتماعية التي تقلب الصديقة بين ليلة وضحاها فتتحوّل إلى إنسانة تتغيّر مشاعرها وأحاسيسها إلى الغيرة الشديدة. صداقة النساء أكثرها تكون مبنية على اعتبارات قابلة للتغيّر دائماً، فهي الهمّ القاتل الذي يعيش ضمنه مجتمع النساء.
هناك نوع صداقة يتجلى تحت اسم 'صديقة عمر'، تعتقدين دائماً أنها الأفضل وأنت معها مثل كتاب مفتوح بأسرارك وبالخير الذي تعيشين فيه، وتعتقدين أنها تحب الخير لك، وتفرح لفرحك وتتألم لألمك، وبعد فترة تجدين نفسك مخطئة، لأنها بعد أن تراك سعيدة ومسرورة في حياتك، وترى هذا بأم عينيها وترى الحب في عينيك لزوجك وأطفالك، تنقلب عدوة لك والمصيبة أنها عدوة موجودة دائماً. تكلمينها كل يوم... تزورينها وتزورك.. تخرجان معاً... تجتمعين بها.. وأنت على طبيعتك تتكلمين عن الخير الذي تعيشين فيه والحب مع زوجك.. والصحة التي تتمتعين بها...
تُرى، ما الجوانب التي يمكن بسببها أن تصاب المرأة بالغيرة من امرأة أخرى؟
قد تغار منها لأنها أجمل في الشكل ... لأن وضعها المادي أفضل منها...لأن حياتها أكثر استقراراً منها... لأنها تكون أكثر وعياً فكرياً وثقافياً... لأنها محبوبة من قبل الجميع... أو لأنها أفضل منها في أداء عملها .
غيرة حتى العداوة
غيرة النساء من بعضهن أمر موجود لأسباب كثيرة مختلفة ومتنوعة، غير أن نوع الغيرة ومستواها يختلفان من إمرأة لأخرى، فهناك من تغار لشعورها بأنها لا تمتلك ما لدى صديقتها من شيء معين، وهناك من تصل معها الغيرة حدّ الأذى، لكن يظلّ مبدأ الغيرة واحدا وموجودا لدى النساء.
المرأة الغيور تريد دوماً، أن توجّه الإطراءات لها وليس إلى صديقتها، وفي داخلها تشعر بعدم الرضا إذا حدث عكس ذلك، لأنها ترى أن هذا الإطراء يجب أن يوجّه إليها، وترفض الإعتراف بغير ذلك، فإطراء غيرها يشعرها بالتوتر وبحالة من عدم الرضا، الذي يمكن أن يولد لديها مشاعر عدائية.
الغيرة تتمثل بالرغبة في الحصول على أفضل ما في الآخر، والتقليل من شأن ما يمتلك لنفسه، غير أن ما يحدث في غيرة النساء من بعضهن هو التعظيم من شأن ما تمتلك المرأة الغيور لنفسها، والتقليل مما تمتلكه الأخريات، والسبب في ذلك هو الشعور بأن ما لديها لا يكفي، لذلك تبدأ بالتقليل من شأن الآخرين.
أنواع الغيرة
الغيرة العدائية تدفع المرأة لتدمير امرأة أخرى بشتى الأساليب، فالقلب إذا اعتاد على الكره ، ألغى حتى حبه لنفسه وكره الآخرين.
الموهبة، النجاح، القوة ، كل تلك الصفات تولد مشاعر الغيرة فيما بين النساء، أما الملابس وبنية الجسم والجمال والشعر والصوت والقدرة على النجاح والحظ وفرص العمل والعنوان الوظيفي والجاذبية وتألق المرأة، مفردات تدفع الكثير من النساء إلى استخدام مكرهن في أمور قد يغفل عنها العقل وقد تصل إلى الانتقام، كثيرة هي مشاكل المرأة وقد نتوهم عندما نحٌجمها في قضاياها مع الرجل الأزلية.
نوع آخر من الغيرة، هو الغيرة مما تملك الأخريات. فالمرأة التي تنظر إلى ما تملك صديقاتها من نِعَمٍ وتتحسّر على حالها لظروف زوجها، وتطالبه بإحضار كل ما تراه بيد غيرها، هي امرأة غيور حسود تقلب حياتها الزوجية إلى نكد ومشاكل.
علم النفس: إزدواجية في الشخصية نتيجتها خسارة للأصدقاء والصحة
أخطر مرحلة من الغيرة هي العدوانية، بحيث تصل العلاقة إلى خلافات شخصية واجتماعية، مبنية على أسباب واهية.
أخصائيو علم النفس يقولون أن الشخصية الغيور دائما تسعى، بكل جهدها، إذا وجدت الناس أفضل منها، أن تبخس من قدرهم، حتى تصل إلى حالة توازن قوامها أن الآخرين ليسوا أفضل منها. هذه الحالة طبيعية، وموجودة في كل المجتمعات، لكن المشكلة تنشأ إذا زادت الغيرة على حدّها لدى الشخص، لأنه قد يسعى إلى تدمير الآخر، وهي غيرة مترافقة مع انخفاض مستوى الوعي.
لا بد لتلك الشخصية أن تعيش على ما هي عليه، وأن لا تضع نفسها في مقارنة مع الآخرين، فالغيرة يمكن تحويلها إلى طاقة للإنجاز والعطاء والنجاح، وحينها تصبح طاقة إيجابية. الأشخاص الذين يملكون ردود أفعال سيئة هم في الواقع يعانون من صعوبات في حياتهم وعقد نفسية دفينة تحتاج لعلاج. لذلك فإنهم عندما يسمعون أخباراً عظيمة عن شخص مقرَّب منهم، يجعلهم ذلك يتوقفون قليلاً للتفكير والمقارنة بين وضعهم السيئ والوضع الجديد لأقرب الناس إليهم.
من الممكن أن تتحوّل الغيرة إلى مرض نفسي غاية في الخطورة، وتتطور بحيث يصبح من الصعب التخلص منها، فتحول الغيرة المرضية المرأة إلى شخصية عدائية مضطربة مهتزة من الممكن أن تؤدي إلى انهيار عصبي في الحالات الشديدة.
الثقة ثم الثقة ثم الثقة بالنفس ومهما كانت العيوب والنواقص في الحياة يجب شكر اللـه عليها ، ومن منّا لا تشعر بالغيرة لأي سبب، ولكن المقاومة والثقة في النفس أساس كبح الغيرة.
المرأة اليوم في حرب كبيرة تخوضها بعلم أو بدون علم للحصول على وجودها وفرض كيانها في المجتمع، فلا أجد من تلك المناورات والمشاعر التي يغلفها مفهوم ' الغيرة ' سوى دسيسة جديدة تعترض طريق المرأة في الوصول إلى غاياتها.
تُعدّ الغيرة من هذا النوع بين النساء غير أخلاقية ولا تُعبر سوى عن التخلف الفكري وازدواجية الشخصية وعدم نموها في غضون ذلك، ستنتج خسارة كبيرة في النهاية للأصدقاء والمعارف وأيضاً الصحة
تعليقات