لن يلقى شعار «ارحل يا ناصر المحمد» نجاحا اكثر من نجاح الشعار سيئ الذكر «نبيها خمس»، برأى البغلي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 23, 2011, 11:43 م 947 مشاهدات 0
القبس
ارحل يا ناصر المحمد.. تذكرنا بـ'نبيها خمس' !
كتب علي أحمد البغلي :
حراك «نبيها خمس»، كلنا نتذكره، لانه حدث من بضع سنوات.. ابطال حراك نبيها خمس، لم يكونوا «مجموعة» معزولة كأبطال الحراك الحالي، بل كانوا يمثلون اطياف الشعب الكويتي، وهم من استن سنة تجمعات ساحة الارادة.. وهم من استن سنة مقاطعة جلسات مجلس الامة.. وكلنا نتذكرهم يتبعون «كبيرهم»، عندما اشار اليهم باشارة الخروج ومقاطعة احدى جلسات مجلس الامة التي ارادت فيها الحكومة، احالة مشروع القانون للمحكمة الدستورية، وعندما اصرت على مشروع قانونها للدوائر العشر! ابطال حراك نبيها خمس صوروا لجماهيرهم الغفيرة، انه بعد اقرار ذلك القانون «المفصل» على قد البعض منهم (كما تصوروا)، فان الكويت وديموقراطيتها، ستتوارى منها خجلا ديموقراطية السويد او فنلندا، كلش كلش فان ديموقراطية الكويت ستضع في جيبها النرويج - لانها دولة نفطية - !
الحكومة رضخت بعد اللتي واللتيا لهذه الرغبة الشعبية العارمة، ووافقت على مضض - ومعها مئات الآلاف من الشعب الكويتي والذين مرروا هذا القانون - الدوائر الخمس.
وتمت انتخابات 2008 و2009 وفقا لهذا القانون وللمرة الاولى، ماذا رأينا؟ لا طبنا ولا غدا الشر! اهل الفرعيات سدروا في غيهم سائرين.. واهل شراء الاصوات رشوا ناخبيهم رشى.. والعلاج الترفيهي الصيفي في الخارج لامست ميزانيته المليار دينار، ورأينا كل موبقات الديموقراطية الكويتية تتجسم في تلك الانتخابات.. قلنا لننتظر المولود ان شاء الله ولد، يعوضنا عن كل المصاعب التي تجشمناها والكوارث التي وقعت على رؤوسنا في انتظار ولادته!
طلع الولد.. وفي سنواته الاولى ورّانا النجوم في عز الظهر، تأزيم متصل وكارثة وازمة تلد اخرى، وسيل من الاستجوابات الفاشلة وغير الدستورية، وطيّنها اكثر بان ثلث اعضائه - كما يقول بعض اعضائه - يقبضون ثمن مواقفهم، بحيث تورمت حساباتهم بشكل غير طبيعي.. وباختصار يمكن ان نقول ان هذا المجلس الذي خرج من رحم نبيها خمس هو اسوأ مجالس الكويت قاطبة، ان لم يكن اسوأ مجلس منتخب في العالم.. ونتحدى ان يمارينا احد في انجاز وحيد يعزى لهذا المجلس واعضائه المؤزمين وغيرهم؟!
***
الآن التاريخ يعيد نفسه، وتقريبا نفس «بوطه».. الاعضاء المؤزمين الذين تبنوا تعويذة «الا خمس» الا «من رحم ربي»، ومعها تقريبا جوقة المطبلين نفسها لها من شارع الصحافة والفضائيات ذات المصادر المالية المشبوهة، تطبل لرحيل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وليس لديها طرح الا هذا.. ونحن نريد ان نفهم ما هو تصوركم للوضع بعد رحيل ناصر المحمد؟ هل ستهدأ اوضاعنا؟ وهل ستلتفتون الى مشاريع التنمية وقوانينها، والقوانين التي يحتاج اليها البلد؟ وهل ستوقفون مشاريع قوانينكم في نهب اموال الاجيال القادمة؟ وهل ستتوقف وساطاتكم في الوظائف العامة والعلاج في الخارج لمن لا يستحق على حساب من يستحق؟ وهل ستعززون قوانين الحريات العامة؟ ألن يصبح رئيس الوزراء الجديد لعبة او «شخشيخة» في ايديكم غير المسؤولة، لانكم ستذكرونه كل يوم وكل ليلة في ساحة الارادة - المنكوبة بامثالكم بمصير سلفه؟
انا اراهن على كل ما املك ان اوضاعنا ومشاكلنا وتأزيماتهم ستتفاقم، وستتكرر وستزداد سوءا بأكثر من هذا السوء، ولن يلقى شعار «ارحل يا ناصر المحمد» نجاحا اكثر من نجاح الشعار سيئ الذكر «نبيها خمس»، الذي «قلب عليه» حتى كبار من نادى به، فهم الآن يبونها «واحدة» اي دائرة واحدة، لانهم يعتبرون انفسهم اكبر من اي دائرة من الدوائر الخمس التي قدسوها في السابق!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
تعليقات