يغمضون أعينهم عن انتهاك الوطن، ويفتحونها على مافعله الشباب.. عمر الطبطبائي مستغربا
زاوية الكتابكتب نوفمبر 25, 2011, 1:11 ص 958 مشاهدات 0
الراى
عمر الطبطبائي / من بين الآراء / باسم الدستور!
عمر الطبطبائي
رغم الجراح ورغم الآلام المقبلة نكتب لتوثيق الأحداث بصفحات التاريخ، نكتب لنحفر بصدر الزمن أن أبناء الشعب الكويتي المخلص ضرب في عهد الحكومة الحالية وما قبلها مرتين، نكتب لأننا على يقين بأن بعض الكتاب وإعلامهم سيمارسون هوايتهم ودناءتهم في تزوير الحقائق، نكتب لأنها مسؤوليتنا أمام الوطن وأجيالة القادمة الذين لن يجدوا صندوقا يبني لهم مستقبلهم، بل سيجدون أثرياء أجدادهم كانوا مرتشين وسارقين... وفي نظرة أخرى قد يجدون بقايا وطن، أو سيقرأون أنه كان هناك وطن اسمه الكويت، أكتب لأن هناك من يغتال أحلام الوطن وكرامة الشعب باسم الدستور.
في 16/ 11/ 2011 لم نشاهد شبابا همجيا وغوغائيا كما يدعي البعض، بل رأينا شبابا جسد معنى التضحية والعطاء من أجل الوطن والدستور، شاهدنا شبابا وطنيا صادقا حول الشعارات الى أفعال، وليس كالنواب الشباب في المجلس الذين مازالوا يرددون الشعارات، وعندما ينتهك الدستور أمام اعينهم وينتظر الوطن منهم الفعل نجدهم يبحثون عن أي شماعة ليضعوا سلبياتهم ومصالحهم عليها، وكذلك لم نشاهد في ذلك اليوم شبابا حول أمواله خارج الوطن خوفا من مستقبل الكويت! بل نزلوا للشارع حتى يبنوا مستقبل الكويت ويصححوا الاعوجاج بمواجهة الأخطاء لا الهروب منها وهنا الفرق بين الصادق والمتمصلح، باختصار شاهدت شبابا سيفعل أي شيء لبقاء الوطن.
في ذلك اليوم شاهدت شبابا يُضرب لأنه يطالب بالإصلاح فعلا لا قولا، شباب لا يريد إلا تطبيق القانون بمسطرة متساوية على الجميع، شبابا يطالب ببناء وطن محترم بجميع مؤسساته ومرافقه، وطن يحتضنه لا يطرده، شبابا يود الوقوف في طابور الوزارة لتخليص معاملاتهم من دون واسطة، شبابا يدافع عن أموال الكويت العامة حتى يبني وطنا، وطنا، وطنا لأجيال المستقبل، شبابا يطالب في زرع الثقافات التي ستساعدنا جميعا على مواجة صعاب المستقبل، نعم هؤلاء من ضربوا (بضم الضاد)، وعلى فكرة غالبية الشباب متعلمون فمنهم الدكتور والمهندس ورجل الاعمال والمديرون والمحامون، والأهم من كل هذا أنهم كويتيون وهم الصورة الصادقة الكبيرة.
أما الصورة الصغيرة والتي تم التركيز عليها هي دخول مجلس الأمة، والتي كنت أتمنى أن يكون حجم انتقادات البعض على دخول الشباب لقاعة الراحل الشيخ عبدالله السالم هو حجم انتقاداتهم نفسه على فساد الحكومة والفاسدين، (هذا اذا تقدرون تنتقدونهم) الأمر الذي يجعلنا نتساءل هل سأل الناقدون أنفسهم عن السبب الذي دفع بعض الشباب لدخول المجلس بهذه الطريقة، ما الذي أثار بعض الشباب، ألا يدركون أن لكل فعل ردة فعل؟
ولأختصرها لكم فإن النائب الفاضل مسلم البراك لم يشحن الشباب كما يدعي بعض المزورين، إنما من شحن الشباب هم أعضاء الحكومة الذين لم يقدموا للكويت أي شيء من 2006، وكذلك بعض نواب الرشاوى والذين انتهكوا كرامة الشعب الكويتي من خلال تفريغ الدستور من محتواه في قاعة أبو الدستور، ولا ننسى أخطاء بعض أفراد الداخلية في ضرب الشباب، كل هذه الأمور أدت الى الألم والخوف من مستقبل الوطن، والصادق وحده هو من سينتفض ليدافع عن هذه الأرض! ومن الطبيعي أن يغيب الانسان ويتحول الى مرحلة اللا وعي، فهذه المرحلة هي من قادت الشباب لدخول بيت الشعب، أما مرحلة «الوعي» للبعض الفاسد من النواب قادتهم لخراب الأمة وشتان ما بين الاثنين!
الغريب أن هناك من يغمض عينيه على انتهاك الوطن ويفتحهما على ما فعله الشباب، وعلى فكرة نحن نتجرأ في انتقاد الشباب المخلص ونقول لهم ان دخول القاعة بهذه الطريقة أمر غير صائب، لكن هل يجرؤ من يقيم المعارضة على أساس اسم العائلة والأصل لا المبدأ ولا القضية أن ينتقد جرائم الحكومة ونوابها في حق الكويت؟ فنحن نتجرأ أن نقول:
خطأ أن يدخل بعض الشباب المجلس بهذه الطريقة... وجريمة أن يكون تحت قبتها راش ومرتش!
خطأ أن يدخل بعض الشباب المجلس بهذه الطريقة... وجريمة أن يدخل البلد غذاء فاسد من دون رقابة ولا حساب!
خطأ أن يدخل بعض الشباب المجلس بهذه الطريقة... وجريمة ألا يجد 3000 شاب كويتي مقاعد لتكملة مسيرة مستقبلهم!
خطأ أن يدخل بعض الشباب المجلس بهذه الطريقة... وجريمة أكبر أن يكون هذا حال البلد!
نعم الشباب الكويتي الصادق ينتقد بني جلدته بصدق، وينتفض على الخطأ والأمور غير طبيعية، بالضبط كولائنا للوطن والحاكم، هو أمر طبيعي لكن عندما انتهكت شرعية الحكم سنة 1990 كان الأمر غير طبيعي لذلك انتفض الشعب الكويتي... ننتفض على الخطأ لا الأمر الطبيعي!
اليوم وبعد تصرفات البعض، انهدمت كل الأعمدة التي كانت تحمل السقف، وخلقت تلك التصرفات جيلا قادما يطالب بقوة من دون أي سقف، ولن يعود السقف الا باحترام الدستور فعلا لا قولا! كما ننصح البعض كذلك بأن الولاءات الحقيقية لا تشترى ومن تضمن ولاءه بالدينار حتما سيبيعك يوما ما لمن يدفع أكثر منك، فهم كمن يبيع جسدا لا قيمه له بأنفسهم.
وإن ظل الحال على ما هو عليه فسيأتي يوم ستقوم فيه قوى الفساد بحفر قبور الشهداء لمحاكمتهم بسبب تضحيتهم ودفاعهم عن الكويت وعن أسرة الحكم، لذلك نحن لا نتمنى ربيعا عربيا في وطننا الغالي، إنما شتاء قاس يقتلع كل الفاسدين منه ليبقى هذا الوطن وطنا شامخا في ظل قيادته.
عمر الطبطبائي
تعليقات