بمناسبة ذكرى مرور 45 عاما على إنشاءها
شباب و جامعات'قياديو الجامعة': جامعة الكويت تستمر في العطاء والتميز في طليعة مؤسسات التعليم
نوفمبر 25, 2011, 11:22 م 1194 مشاهدات 0
تحتفل جامعة الكويت في السابع والعشرين من نوفمبر الجاري بذكرى مرور 45 عاما على إنشائها، ففي مثل هذا اليوم تفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الراحل المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح بالتدشين الرسمي لجامعة الكويت وسط حشد غفير من المجتمع الكويتي الذي ترجم من خلاله أهمية هذا الحدث التاريخي لدولة الكويت.
وتشهد جامعة الكويت توسعاً كبيراً في عدد كلياتها العلمية التي بلغت 16 كلية بصدور المرسوم الأميري القاضي بإنشاء كلية العمارة، وكلية علوم وهندسة الحاسوب، وقد حصلت بعضا من كليات الجامعة على الاعتماد الأكاديمي العالمي وتقدم برامج معتمدة في العلوم والانسانيات على مستوى الدراسات العليا من ماجستير و دكتوراه، وفي بادرة حملت كل معاني الوفاء والعرفان، أمر حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، بإطلاق اسم سمو الأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح على المدينة الجامعية في الشدادية لتكون تسميتها (مدينة صباح السالم الجامعية).
وفي هذا الصدد قال مدير جامعة الكويت الاستاذ الدكتور عبداللطيف البدر أن هذه المناسبة التاريخية والاحتفالية السنوية تعد محطة هامة تحمل في إطارها فحوى من الاعتزاز والفخر لما حققته جامعة الكويت من انجازات عديدة على الصعيد الأكاديمي، ومن خلال رؤية الجامعة التي تتمثل في سعيها إلى تقديم تعليم متميز والمساهمة في إنتاج المعرفة وتطويرها ونشرها وتأهيل الموارد البشرية لتحقيق أهداف التنمية واحتياجات المجتمع، مؤكداً أن جامعة الكويت استطاعت أن تحتل مكانة متميزة ومرموقة ضمن مصاف الجامعات العالمية ومؤسسات التعليم العالي العريقة.
وتابع أ.د.البدر: 'وبعد مرور هذه السنوات المشرقة تشهد جامعة الكويت توسعاً واضحاً في البنية التحتية من خلال إنشاء كليات جديدة، والشروع في بناء مدينة صباح السالم الجامعية، ليتحقق الحلم الأكاديمي خلال السنوات القادمة، فضلاً عن سعيها في تطوير آلية العمل الأكاديمي والنظام الإداري والمالي، لتواكب مع عجلة التقدم التكنولوجي العالمي الحديث، لتحقق خطتها الاستراتيجية'.
وأضاف: 'وتعتبر مخرجات جامعة الكويت الأكاديمية إحدى انجازاتها التي تفخر بها، فقد تقلد خريجوها مناصب ذات أهمية بالغة في البلاد، سعياً لتطوير خطط التنمية، ورفداً لقوام ميدان العمل في المؤسسات الحكومية والأهلية المختلفة، لتتناغم أفكارهم البناءة مع تخصصاتهم المختلفة لبناء كويت الغد'.
وزاد أ.د.البدر: 'وتستمر جامعة الكويت في التقدم عبر طليعة مؤسسات التعليم العالي لتقديم كوكبة علمية متميزة من خلال العمل الدؤوب والتطور المستمر في المجال الأكاديمي لتكون في قمة الهرم التعليمي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي'.
وبدوره أكد الناطق الرسمي باسم جامعة الكويت فيصل مقصيد أن جامعة الكويت تسعى للنهوض برسالتها لإعداد جيل واعد من الكوادر الوطنية المسلحة بالعلم والمعرفة، انسجاماً مع روح العصر ومستجداته، من خلال الأخذ بأساليب التكنولوجيا الحديثة ومتابعة التطورات العلمية.
وتابع: 'بعد مرور 45 عاماً على تأسيس جامعة الكويت التي تعتبر إشراقة مؤسسات التعليم العالي في البلاد استطاعت أن تخط اسمها اللامع في سجل أعرق جامعات العالم، من خلال انجازاتها في المحافل التعليمية والثقافية على المستوى الأكاديمي، وتفخر جامعة الكويت بمخرجاتها من الكوادر البشرية التي تواكب آلية التقدم العلمي في مختلف الأصعدة'.
وأشار مقصيد إلى أن جامعة الكويت أثبتت نفسها كمنارة للعلم والعلماء، عند عبورها طريق المعرفة، حيث رسخّت قواعدها المتينة في أركان الحقل العلمي، منذ تأسيسها حين تفضل صاحب السمو أمير البلاد الراحل المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح بافتتاحها رسمياً في 27 نوفمبر 1966، ليتوهج سراج العلم، ويزداد اشراقه حتى يومنا هذا.
وأضاف: ' لم تنتهي مسيرة جامعة الكويت إلى حد معين، بل واصلت عطاءها المتميز من خلال تضافر الجهود الأكاديمية والإدارية في مختلف الإدارات ومراكز العمل بالجامعة، لتوفير المناخ العلمي لأبنائنا الطلبة، إلى حين انتقالها إلى مدينة صباح السالم الجامعية، خلال سنوات معدودة لتحقق ذلك الحلم الذي تطمح إليه الأسرة الجامعية، مواكبةً لخطة التنمية التي تسير عليها الدولة، متمنين أن تستمر عجلة التقدم العلمي من خلال الثروات البشرية الخلاقة التي تحتضنها أسوار الجامعة، لتنعكس أفكارهم البناءة على الواقع الاجتماعي، وتكون جامعة الكويت دائماً وأبداً مهد التعليم العالي لأبناء وطننا الغالي'.
ومن جانبه أكد عميد كلية التربية أ.د.عبدالرحمن أحمد الأحمد على حرص القيادة السياسية للدولة وبتوجيهات أصحاب السمو الذين تعاقبوا على حكم البلاد وعلى رأسهم حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى على رعاية ودعم جامعة الكويت خلال مسيرتها العلمية والحضارية وأرادوها أن تكون منارة حقيقية للعلم والمعرفة وصرحاً من صروح العطاء لتحقيق الخطط التنموية للبلاد، فقدموا لها كل الدعم المادي والعلمي وأحاطوها برعايتهم وعنايتهم الكبيرة وحرصوا على أن تكون من أفضل الجامعات في العالم، وبتدبير هذه العناية الأميرية وهداية التوجيه السياسي كانت جامعة الكويت وما زالت وستبقى من أفضل الجامعات في العالم العربي والإسلامي.
وذكر أن جامعة الكويت كانت وما زالت عبر رحلتها الأربعينية، منارة للعلم ومنصة للمعرفة وقاطرة فكرية وثقافية للتاريخ الكويتي الحديث، نهلت منها الأجيال وترعرع في كنفها العلماء والمفكرون والسياسيون والفقهاء ورجال الدين والمعرفة من كل حدب وصوب، مبيناً أنه من حق جامعة الكويت علينا أن نحتفي بها ونقدر لها دورها العظيم في بناء وطننا الغالي وترسيخ مسيرته الإنسانية والحضارية، وأن نقف لها حباً وتقديراً وتعظيماً للدور التاريخي الكبير الذي أدته ومازالت بأمانة وصدق من أجل الكويت جيلاً بعد جيل ومرحلة بعد أخرى وزمن بعد زمن.
وأوضح أنه في مثل هذا اليوم من عام 1966 وبعد خمسة أعوام مباركة من استقلال الكويت الحبيبة شهدت جامعة الكويت ولادتها المباركة حيث بدأت بكليات العلوم والآداب والتربية وبعدد قليل من الطلبة بلغوا حينها 480 طالباً وطالبة و31 عضو هيئة تدريس، مبيناً أنها توسعت اليوم وشمخت وتعاظمت لتتحول إلى جامعة كبرى تضم مختلف الكليات العلمية والاجتماعية والأدبية وليصبح عدد طلابها اليوم أكثر من 3000 طالب وطالبة وليصل عدد أعضاء الهيئة التدريسية فيها إلى أكثر من 1300 عضواً يتميزون بأعلى تأهيل علمي وفكري.
وبين أ.د.الأحمد حرص القائمون على أمر الجامعة على المحافظة على المعايير العلمية العالية والنوعية الرفيعة في التعليم فاستقدموا للجامعة أفضل أعضاء هيئة التدريس في الوطن العربي والعالم وأرسلوا المبعوثين من أبناء الكويت لأرقى الجامعات في العالم وحافظوا على دورها القيادي والريادي في مختلف ميادين الحياة والفكر والمعرفة.
وأضاف أنه في دائرة هذه التوجيهات السياسية النبيلة استطاعت جامعة الكويت أن تؤدي أفضل دور تنويري وأن تدفع بالأجيال تلو الأجيال إلى مستوى النخبة والصفوة في الحياة والمجتمع، فتعاقبت أجيال مميزة ومتميزة من العلماء والمفكرين والباحثين الذين استطاعوا التأثير فكرياً وثقافياً في الكويت ومحيطها العربي والإسلامي.
وأشار إلى أن جامعة الكويت هكذا بقيت وما زالت منارة ديمقراطية ومنصة علمية ومركز إشعاع ثقافي ومسرحاً للفعل الديمقراطي، حيث رسخت وترسخت فيها معالم الحياة الديمقراطية، مبيناً أنها عملت بكل مصداقية أخلاقية على تربية الأجيال تربية إنسانية تسامحيه ديمقراطية واستطاعت عبر ذلك أن ترسخ هذه القيم الديمقراطية في النظرية والتطبيق، وأن تنقل هذه التجربة الديمقراطية بأمانة إلى الأجيال ومنها إلى المجتمع والحياة الاجتماعية في مختلف تجلياتها ومظاهرها الإنسانية .
ومضى الأحمد قائلا ' من المناسب في كلمتي هذه أن أعرب عن الدور الحضاري لكلية التربية درة الجامعة وتاجها، فكلية التربية تمثل أكبر كلية من حيث العدد في الجامعة وكذلك من حيث الأهمية والدور الحضاري المنوط بها في إعداد المعلمين للتعليم العام، حيث حظيت بعناية الإدارات الجامعية المتعاقبة وتم دعمها من أجل تعزيز دورها وحضورها الإنساني والتربوي في الحياة الاجتماعية في الدولة والمجتمع ' .
وأشار إلى أن كلية التربية – خلال الواحد والثلاثين عاما المنصرمة استطاعت أن تلعب دورا نوعيا في حياة الجامعة والمجتمع بكل المقاييس والمعايير ويكفيها اليوم أنها استطاعت أن تضفي بهجة اللون الوطني على الحياة التربوية في المجتمع الكويتي برمته.
وذكر أن الكلية بدأت دورها الكبير في توفير الإمكانيات التربوية الهائلة في المجتمع فعملت على تلبية حاجة المجتمع من الخبرات التربوية من معلمين ومربين وإداريين وباحثين واستطاعت في نهاية الأمر من أن تضفي الطابع الوطني على الحياة التربوية برمتها وأن تكفي المجتمع الاستعانة بالخبرات التربوية الأجنبية في أغلب الاختصاصات العلمية في المدارس، وأن تعزز الروح الوطنية بأن توفر على الدولة أموالا طائلة كانت تنفق في استقدام المعلمين والمربين من خارج الوطن، وكان لها الدور الأكبر في أن تضفي حلة وطنية إنسانية على النظام التربوي برمته في الدولة والمجتمع.
وأكد على أن كلية التربية مازالت في مسيرتها تجد في طلب المجد العلمي وتشد الرحال في طلب المعرفة وتكد في سعيها الخلاق بتحقيق الغايات السامية للمجتمع الكويتي ولم تقف كلية التربية – عبر مسيرتها الطويلة خلال الواحد والثلاثين عاما المنصرمة – عند حدود إعداد المتخصصين العاملين في الميدان التربوي وتخريج الكفاءات العلمية بل عملت على تأدية رسالتها الإنسانية في تأصيل منظومة من القيم الأخلاقية والمفاهيم الديمقراطية، فعملت على بناء أجيال متعاقبة، تؤمن بالحرية منهجا والديمقراطية سبيلا، وبالتسامح خلقا والدين الإسلامي منهجا، لقد وضعت كلية التربية على عاتقها مهمة بناء أجيال تؤمن بالوطن ووحدته ومصيره إيمانا لا حدود له.
وذكر أن كلية التربية حملت أمانتها وأدت رسالتها في التأسيس لمجتمع كويتي إنساني خلاق حر وديمقراطي، ومازالت تسعى وتنهض في سعيها لبناء أجيال من المعلمين والمرشدين والمربين وفقا لأفضل المعايير العالمية التربوية في عملية البناء والإعداد، وتحقيقا لذلك تقوم كلية التربية بالتحضير المكثف للحصول على الاعتماد الأكاديمي، ومن أجل هذه الغاية فإننا نعمل بصورة مستمرة ودون انقطاع على تطوير برامجنا وأساليب التعليم والتربية لتحقيق الغاية العلمية في الحصول على الاعتماد الأكاديمي في أقرب فرصة ممكنة.
وأضاف قائلا أن ' الكلية عملت بالتعاون مع الإدارة الجامعية بتطوير البيئة التحتية للكلية منهاجا ومبانيا وأجهزة وساحات وصفوف لتوفر الشروط المطلوبة لتحقيق جودة التعليم إلى الحدود المطلوبة عالميا سعيا إلى الارتقاء بالعملية التعليمية في وطننا من خلال عملية تأهيل الطلبة وتدريبهم وإعداد الهيئة التدريسية بصورة تتوافق مع أحدث النظريات التربوية من أجل تنمية الإنسان والمجتمع ' .
وفي هذا السياق عملنا على الربط العميق والشامل بين البرامج الدراسية بالكلية والمجتمع، ومن منطلق هذا الترابط الحضاري العميق بصورته التنموية، قامت الكلية بتطوير برامجها ومقرراتها ولوائحها الداخلية انسجاما مع متطلبات العصر وانطلاقا من معطيات التقدم في كل ميدان، فأدخلنا برامج جديدة ومناهج متجددة ترتبط بالحياة، لقد أدخلنا مقررات جديدة ترتبط بحقوق الإنسان والتربية الحياتية، والتربية الخاصة، والتربية المستمرة، والتربية البيئية، والتربية الجمالية، والتربية على التسامح، وذلك من أجل التفاعل مع العصر وقيم العصر ومستجداته وتحدياته.
وتابع قائلا ' ولقد وجهنا الكلية توجيها خلاقا باتجاه التفاعل مع المشكلات الحيوية للمجتمع والإنسان الكويتي، ومشكلات العصر، وهيأنا أنفسنا وأجيالنا للتفاعل مع المرحلة القادمة بكل ما يعتمل فيها من تحديات وما يعتريها من مشكلات، وما يواكبها من صراعات وأزمات وتطلعات، سعيا إلى تحقيق طموح وطننا وأمتنا في مجتمع حر عقلاني متقدم مؤمن بالله والوطن والأمير '.
وأضاف قائلا ' في مسيرة الخير والعطاء كان عهدا علينا أن نعمل بهدي من تطلعات أميرنا المفدى حفظه الله ورعاه ورغبته في بناء مجتمع عصري متقدم يستشرف المستقبل ويشارك في بناء حضارته الإنسانية، فعملنا ومازلنا على تحويل كلية التربية إلى منارة حقيقية تدفع المجتمع بما تستطيع لتجسيد الطموحات الكبرى لأميرنا المفدى وأمتنا الخيرة، وسنواصل مهمتنا هذه في تطوير العمل والإمكانيات لبناء أجيال قادرة على تحقيق هذه الطموحات وتحويلها إلى مسيرة حياة ومسار نهضة إنسانية لا تتوقف أبدا '.
وبين أن كلية التربية بفضل التوجيهات السامية للقيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس الوزراء حفظهم الله وبفضل الدعم الكبير الذي تحظى به من جانب الإدارات الجامعية المتعاقبة تحولت إلى قلعة للعلم ومنبر للحرية ومعقل الكرامة الوطنية، حيث ينهل طلابنا من حب الوطن ويترسخ إيمانهم بدوره الحضاري الخلاق في مسيرة البناء والعطاء .
ومضى قائلا ' في هذه الذكرى المجيدة المباركة الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس جامعتنا الرائدة نبارك لكم جميعا ولأنفسنا ولأبناء مجتمعنا في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا التي يجب أن تكون لنا وقفة مع الذات من أجل المزيد من العطاء والتطوير البناء، كي نجعل من جامعتنا أفضل جامعة ليس في المنطقة العربية فحسب بل في منطقة الشرق الأوسط ' .
وفي هذه المناسبة يتوجب علينا جميعا أن نرفع بطاقة حب ووفاء لجامعتنا جامعة الكويت جامعة الخير والعطاء في موسم العطاء وفي حصاد الخير في ربيعها الخامس والأربعين.
وفي ختام كلمته عاهد الله وأميرنا حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وقيادتنا السياسية الحكيمة على أن نجعل من كليتنا منارة للعطاء وصرحا للبناء ومركزا للتقدم الإنساني الخلاق بكل تجلياته ومعانيه الحضارية .
وبدوره أكد عميد كلية العلوم الطبية المساعدة د.سعود محمد العبيدي على أنه بعد مرور 45 عاماً على إنشاء جامعة الكويت فهي لا تزال تحظى وبكل فخر واعتزاز بمكانة مرموقة بين جامعات الدول الإقليمية والعالمية منذ بدئها بكليتين فقط، مبيناً أنه كان للرؤية الإستراتيجية الهادفة والتخطيط السليم والتصميم والعزم لجامعة الكويت أثمرت هذه الرؤية اليوم عن جامعة تتكون من 16 كلية قائمة بذاتها وتحتوي على برامج علمية متعددة ومتواكبة مع تطور العلوم ومناهج البحوث العلمية العالمية، مضيفاً أن جامعة الكويت هي بحق مصدر فخر لأعضاء هيئة التدريس ولطلابها ولدولتنا الحبيبة الكويت وهي مصدر إشعاع حضاري وريادي للعلوم والثقافة والآداب إقليمياً وعلمياً.
وقال العبيدي 'انه لاشك أن هذه الريادة لجامعتنا لم تكن وليدة الصدفة بل جاءت بفضل التضحيات والجهود الصادقة للكثيرين من أساتذتها وطلابها وبفضل المخلصين من رجالات الكويت حكومةً وشعباً من الذين عايشوا ولادتها وتطورها، وصدقوا القول والفعل وأشرفوا على تخريج أجيالاً متلاحقة من أبناء هذا الشعب، وبثوا فيهم الحماس والطموح وأصبح منهم الطبيب والمهندس والقيادي في شتى مجالات المعرفة والعلوم والثقافة.
وشكر العبيدي جميع من عمل بجهد وإخلاص لإنجاح الخدمات التعليمية التي تقدمها جامعة الكويت، من الإدارة الجامعية وعمداء الكليات ومساعديهم وأعضاء هيئة التدريس والأكاديميين المساندين ومدرسي اللغات والإداريين والفنيين وجميع العاملين منذ تأسيس الجامعة وحتى يومنا هذا، متمنياً لهم التوفيق لخدمة وطننا الحبيب تحت رعاية وتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، داعياً الله عزوجل أن يحفظ وطننا العزيز وشعبها من كل مكروه.
ومن ناحيته ذكر عميد كلية طب الأسنان د.محمد جواد بهبهاني أنه في مثل هذه الأيام وقبل 45 عاماً تفضل سمو أمير البلاد الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ صباح السالم الصباح بافتتاح جامعة الكويت في أكتوبر 1966، حيث بدأت مرحلة جديدة من نهضة البلاد الحضارية والتعليمية وفتحت أبواب الثقافة والفكر والأدب لتوعية وتثقيف أجيال شابة.
وأكد د.بهبهاني أن جامعة الكويت أخذت على عاتقها نشر المعرفة وتشجيع الإبداع العلمي وتحقيق المعرفة الأكاديمية المتقدمة وإعداد جيل للمجتمع من خلال منح درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات العلمية والأدبية علاوة على ابتعاث أبنائها للدراسة في الخارج في شتى العلوم، مشيراً إلى أن جامعة الكويت هكذا كانت وستبقى جامعة الكويت قلعة وحصناً للمعرفة والفكر.
وقال د.بهبهاني ' إننا في كلية طب الأسنان جميعاً ننتهز هذه المناسبة ونتقدم بتهنئة القيادة الجامعية وجميع العاملين معنا في هذا الصرح الأكاديمي بذكرى إنشاء الجامعة داعين المولى عز وجل أن يديم علينا أفراحنا ومناسباتنا السعيدة، وتحقيق أعلى المراتب والمراكز والانجازات التي تسجل باسم جامعة الكويت التي نفخر بالانتساب إليها'.
ومن جهته هنأ عميد كلية العلوم الاجتماعية أ.د.عبدالرضا أسيري جميع العاملين بجامعة الكويت بمناسبة مرور 45 عاماً على إنشاء هذا الصرح الشامخ ومنارة العلم والمعرفة، مشيداً بالجهود التي أسهمت في بناء هذا الصرح الأكاديمي المميز من الرواد الأوائل للجامعة الذين أسسوها على بناء قوي وأساس متين وثابت لازلنا نجني ثماره خلال هذه الأعوام القصيرة من عمر الجامعة والكبيرة في انجازاتها.
وتوجه أ.د.أسيري بخالص التقدير والاعتزاز بالعاملين والمدراء والموظفين وأعضاء الهيئة التدريسية الذين بنوا وأسسوا هذا الصرح الذي جعل من الجامعة مكاناً أكاديمياً وعلمياً وإدارياً مرموقاً في مصاف الجامعات المتقدمة، مشيراً إلى أن هذه السنين من العمل والعطاء قد أثمرت عن تخريج كوكبة إلى سوق العمل أصبحوا من قياديي هذا البلد.
وبين أن هذا الصرح هو أساس بناء دولة الكويت لما قدمه من كفاءات وخبرات فنية وإدارية متميزة، وكذلك لما قدمه أيضاً من دراسات وأبحاث وتوصيات واستشارات تعد منهلاً تستفيد منه مؤسسات المجتمع بكافة قطاعاته ومجالاته المختلفة.
وأوضح أ.د.أسيري أن جامعة الكويت كانت ولا زالت المنبع الرئيسي لهذه الاستشارات والكفاءات للمجتمع، وهذه السنون التي مرت على إنشاء الجامعة زخرت بالكثير والكثير من الخبرات المتميزة، مبيناً أنه عند النظر في رسالة الجامعة فإننا لا نستطيع أن نقول بما لا يدع مجالاً للشك بأن هذه السنين من عمرها القصير قد حققت ما تصبو إليه من الحفاظ على المعرفة العلمية.
وأضاف أن جامعة الكويت أعدت المتخصصين ونهضت بالشباب ووثقت الروابط بينها وبين مؤسسات الدولة المختلفة كما جاء في رسالتها، فقد حافظت على هذا التراث المعرفي وانطلق عدد كبير من المتخصصين منها إلى سوق العمل بعد الاستزادة بهذا التراث، وخلقت أجيالاً من الشباب استطاعوا حمل المسئولية وكانوا هم اللبنة الأساسية في الربط بينها كصرح أكاديمي وبين مؤسسات الدولة المختلفة.
وأشار أسيري إلى أن الدور المطلوب من هذا الصرح كبير ولازال مطلوب منها الكثير، مشيداً بما حققته الجامعة من النقلة التكنولوجية للمعرفة لمواكبة التطورات الحديثة في العلوم المختلفة، فقد استطاعت الجامعة أن تنطلق بهذا الاتجاه كما هو واضح وجلي في كافة قطاعاتها المختلفة، وذلك بفضل الدعم اللا محدود المقدم لها.
وتمنى أسيري لهذه المنارة العلمية العمر المديد ومواصلة العمل الجاد من جميع العاملين فيها حتى نجني ويجني أبناؤنا ثمار التقدم والنمو والازدهار لمجتمعنا المحلي وأن نقود السفينة إلى ساحل التنمية بكافة أبعادها وملامحها لأجل أن يدوم مجد وعز بلدنا الحبيب الكويت.
ومن جانبه أكد العميد المساعد للشؤون الطلابية بكلية الآداب د.عبدالله الهاجري بمناسبة احتفال جامعة الكويت بمرور 45 عاماً على إنشائها، على مدى أهمية هذا الصرح العلمي الشامخ الذي تزداد مسئوليته عاماً بعد عام ويبرز دوره بشكل أكثر أهمية تجاه قضايا التنمية والتطوير بالوطن، فجامعة الكويت اليوم هي الرصيد الحضاري لصناعة الحاضر وآفاق المستقبل، من خلال تزويد الوطن بأجيال متعلمة وقادرة على إكمال مسيرة التقدم والتنمية.
وأوضح د.الهاجري أن جامعة الكويت ومنذ إنشائها في عام 1966م بعد خمسة أعوام من الاستقلال، وعلى مدى تاريخها ظلت الكيان الناطق والمعبر عن تطلعات وآمال الأجيال المتعاقبة للوفاء باحتياجات ومتطلبات العصر الحديث، مبيناً أنها كانت النموذج والحقيقة الملموسة التي تؤكد على أن الإنسان هو محور البناء والتطور وركيزة التقدم، بالرغم من كل ما شهدته الكويت من تحولات شاملة مجتمعياً واقتصاديا وثقافياً.
وأشار إلى أن جامعة الكويت شهدت مراحل عديدة من التطوير والتنظيم حتى استطاعت أن تكون اليوم أحد أهم ركائز الوطن الحضارية بما تحفل به من كليات مختلفة تسهم وتشارك بصفة مباشرة في عمليات البناء الثقافي والعلمي للفرد الكويتي، مضيفاً أنها كذلك أحد أهم المؤسسات الناجحة التي تتفاعل مع المجتمع بتحديد قضاياه ومشاكله، وتعمل على إيجاد ووضع الحلول المناسبة لهذه القضايا والمشاكل من خلال ما تقدمه من العلوم والمعرفة والخبرات الأكاديمية والإمكانات لأبنائها الطلبة، موضحاً أنها تتخذ من ذلك أساساً وطريقاً لا حياد عنه، يحدوها الأمل ويحفها الرجاء بتحقيق تطلعات وآمال الكويتيون جميعاً، ذلك أن الاستثمار في المورد البشري يعد من أرفع وأنبل مجالات الاستثمار، واليوم تتواصل هذه المسيرة الأكاديمية في ظل متابعة ورعاية حضرة صاحب السمو وولي عهده حفظهما الله.
وبدوره قال عميد شئون الطلبة بجامعة الكويت د.عبد الرحيم ذياب : 'أنها مناسبة عزيزة على نفسي وإني لأشعر بالفخر والاعتزاز للمشاركة بهذا التكريم الذي يتوج خمسة وأربعون سنة من العطاء المتواصل في العملية التعليمية في بلدي الغالي الكويت والذي يستحق أن نبذل أكثر وأكثر من أجل أن يستمر صرحا عالياً دوماً بإذن الله تعالى'.
وتابع د.ذياب حديثه قائلا: 'لقد عشت مع الجامعة فترة طويلة منذ أن تخرجت وعملت بها، وعاصرت فيها الكثير من التغيرات الهادفة للارتقاء بالعمل فمنذ ما يقرب من نصف قرن وتحديدا في السابع والعشرون من نوفمبر عام 1966 تم إنشاء جامعة الكويت وهي أول جامعة تم إنشائها بدولتنا الحبيبة، وكان ذلك بعد خمسة أعوام من استقلال دولة الكويت عام 1961، وقد بدأت الجامعة الوليدة حينذاك عملها ببعض الكليات فقط ثم ما لبثت أن ازداد عدد كلياتها حتى أصبحت في الوقت الحالي بعد صدور مرسوم أميري بإنشاء كليتين احدهما للعمارة والأخرى للهندسة وعلوم الحاسوب تضم (16) كلية بالإضافة إلى مركز اللغات'.
وأضاف د.ذياب أن كليات جامعة الكويت التي بلغت ستة عشر كلية تقدم مجموعة كبيرة من البرامج في كافة مجالات العلوم والإنسانيات ولاشك أن الجامعة قد وفرت لأبناء دولة الكويت من الشباب المساحات الخاصة بهم بحيث يتابع الطلبة دراستهم في بيئة علمية تحفز التعلم والمثابرة، كما أنها تدعم رحلتهم للبحث عن المعرفة المتطورة وتحقيق الذات عبر تقديم الخيارات المتنوعة والفرص المتاحة لصقل القدرات وتطوير المهارات، فضلا عن تقديم أفضل المصادر المؤسسية والأنظمة الإلكترونية والتقنيات المتطورة لتوفير التعليم الأفضل وتهيئة الظروف الملائمة لإنتاج الطاقات البشرية من الكوادر الوطنية المؤهلة تأهيلا علميا ونفسيا واجتماعيا عاليا، فكانت لهم بمثابة نواة لإعداد جيل قادر على حمل هموم وطنه ومواجهة تحديات المستقبل ومساهماً فاعلا في حل قضاياه متسلحا بسلاح العلم والأخلاق السامية، فضلا عن ذلك فان الجامعة تقوم بتقديم المنح الدراسية في كافة المناحي العلمية لدعم التواصل والتفاعل بين الجامعة والمجتمع الخليجي والعربي والدولي.
وقال د. ذياب: 'تتقدم عمادة شئون الطلبة والإدارات التابعة بخالص التهاني والتمنيات لمعالي وزير التربية ووزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة أحمد المليفي، ومدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبداللطيف البدر، وكافة أطراف الأسرة الجامعية من السادة أعضاء هيئة التدريس وكافة موظفي الجامعة والعاملين بها وأبنائنا الطلبة والطالبات وأن نشكر لهم الإنجازات التي حققتها الجامعة في كافة المجالات المتعلقة بطلبة جامعة الكويت والأسرة الجامعية بأسرها، مثمنة الجهد المبذول من كافة القائمين عليها على كل المستويات لأجل تقدم ورفعة الجامعة لمواكبة المستجدات والتحديات العلمية إيمانا منهم بأهمية دور العلم في المجتمعات، متمنين لكم مزيدا من التطور والتقدم لتكون جامعة الكويت صرحا عظيما يضاهي بل يفوق جامعات الدول المتقدمة فقد أثبتت الجامعة على مدار الخمس وأربعون عاما المنقضية الكثير من النجاحات وحافظت على الموضوعية والنزاهة المهنية لصالح طلبة الجامعة.
ومن جهته ذكر عميد القبول والتسجيل د.مثنى الرفاعي أن هذا الصرح العظيم – ونحن نحتفل بمرور 45 عاما على إنشائه – يؤكد مدى حرص دولتنا على توفير فرصة التعليم العالي لأبنائها والعمل الدائم على رفع مستوى الأداء في جامعة الكويت عن طريق استخدام أحدث أساليب التقنيات الحديثة وتشجيع البحث العلمي وذلك من اجل رفع المستوى الأكاديمي لخريج الجامعة والذي سيعود بالنفع والتطوير على المجتمع كله .
وأشار د.الرفاعي إلى أن تحقيق هذه الرسالة تتطلب دائما جهد أناس تفخر بالعمل في جامعة الكويت وتسمو بروح العطاء وحسن الأداء وبذل المزيد من الجهد حرصا على رد الجميل لهذا الوطن المعطاء.
وبهذه المناسبة يسرنا أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل من ساهم في رفعة شأن هذا الصرح العلمي العظيم من قياديين وأعضاء هيئة تدريس وموظفين ممن عملوا لخدمة جامعة الكويت طوال مدة 45 عاما ومنهم مازال مستمرا في أداء خدماته لجامعتنا العريقة.
ومن جانبه بين عميد كلية الدراسات العليا أ.د.نبيل اللوغاني أن يوم الأحد الموافق 27 نوفمبر 2011 يصادف ذكرى مرور 45 عاما على إنشاء جامعة الكويت العتيدة التي تطورت من ثلاث كليات في عام 1966 وهي ( كلية الآداب – كلية التربية – كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية – كلية العلوم ) لتصل اليوم إلى 16 كلية جامعية تتضمن كلية الدراسات العليا وكلية البنات.
وقال أن كلية الدراسات العليا بجامعة الكويت تقدم تحت الإشراف المباشر من الأقسام العلمية بالكليات المعنية، وكانت تلك البرامج القديمة تمنح شهادات الدكتوراه والماجستير والدبلوم، وبعد مراجعة الضوابط واللوائح التنظيمية قررت الإدارة العليا بالجامعة في أغسطس عام 1977 إنشاء كلية الدراسات العليا اسنادا إلى لائحة مطورة ومعتمدة من مجلس الجامعة، كما تقرر وقف البرامج القديمة وإنشاء برامج جديدة بصفة متدرجة تحت إشراف الكلية الجديدة.
وأشار أ.د.اللوغاني أن كلية الدراسات العليا بدأت عند تأسيسها بثلاثة برامج ماجستير في الرياضيات - والكيمياء - والفيزياء، ويبلغ عدد برامج الدراسات المعتمدة حاليا (59) برنامجا منها (6) برامج دكتوراه و(48) برنامج ماجستير و(5) برامج دبلوم للدراسات العليا.
وقد بلغ عدد الخريجين عدد الخريجين من برامج الدراسات العليا المختلفة حتى نهاية العام الجامعي 2009 – 2010 (3180) طالبا وطالبة منهم (32) طالب دكتوراه و (2817) طالب ماجستير و (321) طالب دبلوم دراسات عليا .
وأكد أ.د.اللوغاني في ختام حديثه أن كلية الدراسات العليا تعمل جاهدة بتعاون مستمر مع مختلف الأقسام العلمية والكليات الجامعية على تطوير برامج الدراسات العليا القائمة، وإنشاء برامج جديدة لتلبية حاجات البلد من الكوادر القادرة على مواكبة قضايا التطور والتنمية في البلاد وتطوير الأبحاث في شتى الميادين بما يعود بالفائدة الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، والأكاديمية وغيرها على البلد والمنطقة بالتعاون مع الإدارة العليا للجامعة التي لا تألو جهدا في هذا الشأن.
ومن ناحيته قال عميد كلية الحقوق أ.د.بدر اليعقوب: 'يطيب لي ونحن نحتفل بمرور 45 عاماً على إنشاء جامعة الكويت في وطننا الغالي أن أسجل بكل تقدير واعتزاز الإشادة برجال وأبناء الكويت والأمة العربية الذين أسهموا في تأسيسها وقدموا عطاء صادقاً كريماً لا تزال بصماته واضحة في الفكر وشتى مجالات العلم والنهج الذي سارت عليه مسيرة هذه الجامعة في مناهجها وخطتها والإسهام المتميز الذي شاركوا به في تأصيل الحياة الديمقراطية في ربوع الكويت'.
وأضاف: أنه لا شك أن هذه المناسبة الكريمة سوف تكون فرصة لوقفة تقويم شاملة لمسيرة الجامعة ودورها ومنجزاتها ومناهجها وأساليبها، وتفاعلها مع مجتمعها وحركة تنميته وعالمها وتقدمها التقني المذهل. ومطالب أعوام قادمة تطل علينا بتحدياتها لتكون انطلاقة جديدة تضيف إلى ما تحقق من إنجازات في الفترة الماضية، خطة واضحة لوثبة تجديد واع، ينهل من المعين الصافي لهدي الله وشريعته ما يحقق للإنسان كرامته وحقوقه وللمجتمع وحدته وتماسكه، ويقدم للفكر القانوني من هذه الرؤية الأصيلة المتجددة ثراء يسدد مسيرته ويؤصله بما يرسيه من توازن بين حاجات الإنسان المادية والآنية ومطالبها ومشكلاتها من ناحية والحفاظ على القيم السامية التي تمنح الحياة معناها الحقيقي كرحلة تعارف وتضحية وعطاء من ناحية أخرى'.
وتابع ا.د.اليعقوب : 'سيظل هذا الصرح الكريم بجهودكم وسعيكم المتواصل لتطويره والتحام الفاعل بمجتمعه منارة ورمزاً لكل المعاني النبيلة التي يلتقي حولها البشر إيماناً بحق الإنسان وكرامته ورعاية أمنه والوعي بحقوقه وواجباته وتأصيل هذه المبادئ وتعميقها في الفكر والتطبيق، وانه لفي هذا اليوم لأتشرف بالاحتفال بهذه المناسبة الغالية لأستعرض الإنجازات التي حققتها كلية الحقوق، فعبر مسيرتها تخرج من هذه الكلية ما يزيد عن 5900 من الخريجين نراهم اليوم وقد تبوأ الكثير منهم أرفع الوظائف والمهن في المجتمع سواء في الكويت أو خارجها. ومما يزيدنا فخراً أن من واتته الفرصة لاستكمال دراسته العليا قد حصل وبجدارة على أعلى المؤهلات في أرقى الجامعات العالمية. أما إسهامات الكلية وأعضاء هيئة التدريس فيها في خدمة الجامعة والمجتمع فمنذ إنشائها تصدت الكلية لتقديم الخدمات الاستشارية والبحثية علمياً وعملياً لجميع مؤسسات الدولة'.
وذكر ا.د. اليعقوب أنه على مستوى الجامعة يقوم أعضاء هيئة التدريس بالكلية بتقديم المشورة القانونية مباشرة أو من خلال اللجان المشكلة الدائمة منها والمؤقتة، كما قام أعضاء هيئة التدريس أيضاً بالمساهمة بوضع وصياغة اللوائح والقرارات الجامعية ومشاريع القانون، وعلى مستوى مؤسسات الدولة الأخرى، فقد أعد أعضاء هيئة التدريس بالكلية العديد من الدراسات القانونية التي طلبتها وتطلبها الجهات المختلفة كمجلس الأمة ووزارات الدولة، كما قام العديد منهم بالعمل الاستشاري.
وأضاف: 'ومنذ عام 1987 بدأت الكلية بتقديم الدورات التدريبية المتخصصة التي استفاد منها الآلاف من المتخصصين سواء في الوظائف العامة أو المحاماة أو الهندسة والطب وغيرها، كما عقدت الكلية العديد من المواسم الثقافية والتي لا زالت مستمرة منذ إنشائها إلى اليوم حيث تناولت محاضرات تلك المواسم الأحداث المعاصرة لها بالتحليل والمناقشة القانونية، هذا وشارك أعضاء هيئة التدريس في العديد من المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية خلال الأعوام السابقة، ومنها: مؤتمر الحاسب الآلي عام 1989، مؤتمر التشريعات البيئية عام 1998، مؤتمر الأوضاع الراهنة في العراق والآثار القانونية عام 2004، مؤتمر دور القطاع الخاص في التنمية: الأبعاد القانونية عام 2005، مؤتمر الجوانب القانونية للعمليات التمويلية عام 2006، كما انه قد تم إنشاء المركز العربي الإقليمي للقانون البيئي تابعا لكلية الحقوق بجامعة الكويت بالتعاون مع المركز الدولي لصون الطبيعة التابع لهيئة الأمم المتحدة، ولا زالت أصداء هذه البحوث والمؤتمرات ملموسة حيث كان للكلية السبق في العالم العربي لطرح مثل هذه المواضيع في مثل تلك المناسبات'.
وزاد: 'ما مضى كان ملخصاً للانجازات وأملنا إن شاء الله أن تستمر الكلية في العطاء والمبادرة للإسهام في الكثير من المجالات التي تهم رجال القانون وما نطلبه هو التوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم الدعم والعطاء غير المحدود من الدولة للبحث العلمي وتنمية الإنسان الذي يمثل رأس المال الحقيقي لها'.
ووجه ا.د.اليعقوب كلمة شكر وعرفان لكل لمن ساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في بناء هذا الصرح العتيد ووضعوا اللبنات الأساسية له وأثروا الكلية بعلمهم وفكرهم وأرسوا قواعد العمل الأكاديمي والإداري فيها وبذلوا جهودهم العلمية الدؤوبة لتسير دفة العمل بها ممن معنا اليوم وممن توفاه الله بعد أن بذل وأعطى وترك بصماته علينا جميعاً ونطلب لهم الرحمة والمغفرة.
وبدوره قال عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ا.د.مبارك سيف الهاجري: 'إن أول أمر نزل من أوامر القرآن وأول كلمة من كلماته قوله تعالى : (اقْرأْ(، وهذا يدل على أن للعلم في الإسلام مكانة عالية، وقال الله تعالى في كتابه الكريم : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) وقال سبحانه : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ)، وزيادة في بيان فضل العلم أمر الله تعالى نبيه (ص) بالاستزادة منه فقال سبحانه : (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً)، ولقد أوضح رسول الله (ص) مكانة العلم وفضيلة طلب العلم في حديث يدفع كل من قرأه بتدبر إلى المسارعة في طلب العلم وإفناء العمر في سبيل تحصيله فقال (ص): 'من سلك طريقا يبتغي فيه علماً سهّل الله له طريقاً إلى الجنة'.
وتابع قائلاً: 'والعلم هنا لا يقتصر على العلوم الشرعية، بل يشمل كافة العلوم التي تحتاجها الأمة، وأجمع العلماء على أن كل العلوم التي تفيد الأمة طلبها فرض كفاية بما في ذلك العلوم الشرعية، وللأسف أن قَصْر فضل العلم على العلوم الشرعية دون سواها يؤدي إلى تأخر الأمة عن ركب الحضارة والتقدم، ولن يتقدم المسلمون إلا إذا صاروا مثالاً يحتذى في المعاملات وفي السلوكيات، وما يتمسكون به ويدعون إليه من قيم رفيعة وأخلاق سامية، وكذلك لابد لهم أن يتفوقوا في امتلاك أسباب القوة بمختلف أنواعها وأشكالها، ولن يكون ذلك إلا بالعلم'.
وذكر ا.د.الهاجري أنه ومنذ افتتاح جامعة الكويت في العام 1966م، وهي تؤدي دورها في تخريج الأجيال التي تتحمل مسؤولية تنمية الكويت وتطورها وتقدمها، وها هو العام الخامس والأربعين يشهد لهذه الجامعة بأنها قامت – وما زالت تقوم – بدور حيوي وفاعل في مجالات البحث العلمي وتطوير العلوم والتكنولوجيا لخدمة المواطن والمقيم، ولما فيه مصلحة وطننا الحبيب الكويت، مشيراً أن القائمون على العملية التعليمية في الكويت لم يغفلوا عن أهمية التعليم العالي والاهتمام بقضية المرأة في كليات جامعة الكويت، لتتخرج وتساهم في قضايا التنمية جنباً إلى جنب مع الرجل في سبيل تحقيق الهدف الأسمى وهو الارتقاء بالكويت وطناً ومواطناً، من خلال الإسهام الكبير في إحداث نقلة كبيرة ونوعية في جميع مجالات الحياة، مع الأخذ في الاعتبار أن الدين الإسلامي لا يتعارض مع العلوم والابتكار والإبداع.
وزاد: 'فالأمة الإسلامية لا يمكن لها أن تنهض إلا بالعلم، ولا يمكن لها أن تتبوأ مكان الصدارة إلا بالعلم، ولا يمكن لها أن تقضي على التخلف والأمراض والفقر إلا بالعلم، ولا يمكن لها أن تقود غيرها إلا بالعلم، ولا يمكن لها أن تنهي تفرقها المذموم إلا بالعلم، فالعلم هو الأساس لوحدتها، هو الأساس لفلاحها أفراداً وجماعات، فالعلم مأمور به قبل العمل'.
كما أكد أ.د.الهاجري أنه من هنا كان الدور الرائد لجامعة الكويت وكلياتها، لتشرق في كل عام بكوكبة من خريجيها يضيئون بعلمهم سماء الكويت، متغلبين على ما قد يواجه المجتمع من صعوبات، جاهدين في وضع الحلول لجميع المعوقات، ومستشرفين مستقبلاً أفضل لوطن أسعد، يظل الجميع بنور العلم ووضاءة المعرفة، كما لا ننسى أثر جامعة الكويت في احتضانها الكثير من الطلاب الوافدين من شتى بقاع الأرض ؛ ليتعلموا فيها، ويرجعون إلى بلادهم بما حصلوه من علم نافع مفيد، يسهم في تنمية بلدانهم.
وتابع: 'أنه يجدر بنا في هذه المناسبة أن نستذكر جميع الذين سبقونا بجهودهم العظيمة في بناء صرح جامعة الكويت عرفاناً بجميلهم، فنسأل الله أن يجزيهم عنا جميع خير الجزاء، آملين أن تستمر جامعتنا في أداء رسالتها على الوجه الأكمل، وتحقق جميع الآمال المرجوة منها، خاصة بعد الانتقال إلى مقرها الجديد في منطقة الشدادية'.
وبهذه المناسبة قال القائم بأعمال عميد كلية البنات الجامعية أ.د.قاسم صالح 'خمسة واربعون هي عدد الأعوام التي تألقت فيها جامعة الكويت كأعلى صرح أكاديمي بدولة الكويت، صرح قام بتخريج نخبة من قيادات المجتمع الكويتي في جميع المجالات. فما تكاد تجد نجاحا أو صرحا إلا وساهم في بنائه مجموعة من خريجي جامعة الكويت. فجامعة الكويت أولاً واخيراً لم تنشا إلا لتقديم رسالة كبيرة هادفة نحو الاستثمار البشري الصحيح لمستقبل أفضل للوطن'.
وتابع قائلاً: ' ونحن في كلية البنات الجامعية نطمح نحو مساهمة فاعلة في هذا الإستثمار من خلال رؤية ورسالة نطرح من خلالها برامج أكاديمية متطورة تناسب وتواكب التطور في عالم التكنولوجيا والمعلومات السريع التغير، فرؤية الكلية تركز على جانبين أساسيين الأول هو الاهتمام بتنمية الشخصية القيادية للطالبة والثاني يتمثل في تحقيق التميز الأكاديمي من خلال برامج أكاديمية حديثة ومتطورة ملبية لاحتياجات المجتمع وسوق العمل الكويتي. متبنية نموذجا غير تقليدياً لنظام التعليم متفاعل مع ما حوله من المتغيرات، ويعرف هذا النموذج بنموذج نظام مخرجات التعليم Outcomes Based Learning Model'.
وأضاف أ.د.قاسم أن 45 عاماً هو رقم ساهم في كتابته أجيال وأجيال من المخلصين، ولا تزال جامعة الكويت مستمرة لتقديم الأفضل لتواكب الصروح الأكاديمية العالمية، ماضيةً نحو المزيد من التقدم والنجاح.
وبدورها ذكرت عميدة كلية العلوم أ.د. نادية شعيب أن جامعة الكويت هذا الصرح الأكاديمي سيظل دائما الركيزة الأساسية للمعرفة والمنبع الرئيسي للطاقات البشرية المتخصصة، التي لن تتوانى في أداء وظيفتها الأساسية والتي تتمثل في إعداد الأجيال المتعاقبة من الشباب، وذلك انسجاما مع الإستراتيجية العامة للدولة التي تعطي الثروة البشرية القيمة الأساسية في التنمية الشاملة.
وبمناسبة احتفالات الجامعة بمرور خمسة وأربعين عاما على إنشائها أكدت أ.د.شعيب على أن العلم يمثل الصناعة الأولى في سلم أولويات النظام العلمي المعاصر، لأنه يرسم لطريق التقدم معالمه ويطور آفاقـه، ونحن نطمح أن يحقق وطننا ذاته ويرسخ كيانه على أسس علمية سليمة ، وبالطبع لا يمكن بلوغ تلك الغايات إلا من خلال الإسهام الحقيقي لأبنائه وإغنائهم ثورة العلم المعاصر – وهي ثورة ديناميكية معقدة في مضامينها وحيثياتها، مبينة أنه لابد من السعي الدائم إلى استثمار كل معطيات العلم بمختلف تقنياتها المتجددة والمتطورة نحو الأفضل، والتعامل معها تعاملا فعالا وإيجابيا، وهذا كله لن يتأتى إلا من خلال تأهيل خريجي الجامعة بالصورة التي تساعدهم على تحسين قدراتهم والتكيف في تعلم المهارات الأساسية اللازمة لحياتهم المستقبلية.
وأوضحت أ.د.شعيب أن إدارات الجامعة المتعاقبة كانت دائما تعمل على دعم إمكاناتها البشرية والمادية، الأمر الذي يساهم بشكل مباشر في رفع مستوى القدرات البشرية للطلبة وأعضاء هيئة التدريس وتطوير وسائل التدريس داخل القاعات الدراسية والمختبرات التدريسية مما جعل العملية التعليمية أكثر فعالية وحققت الفائدة المرجوة والهدف المطلوب، مضيفة أنه ساهم في تشجيع البحث العلمي وتطوير إمكاناته ووسائله وزيادة التفاعل مع المجتمع من خلال المساهمة في وضع الحلول المناسبة للقضايا العلمية والاجتماعية في كل مجالات الحياة، مشيدة بهذه المناسبة بما حققته الجامعة من تقدم تقني من خلال تطبيق الأنظمة الإلكترونية على كافة محاور العمل الجامعي.
وأشادت أيضا بالخطوات التي قامت بها الجامعة في سبيل المدينة الجامعية في منطقة الشدادية وتوفير كافة الإمكانات المادية والبشرية لهذا المشروع الضخم، مشيرة إلى أن هذا المشروع سيضم كافة كليات الجامعة وإداراتها المختلفة في مدينة واحدة متكاملة المرافق، ولا شك أن إنشاء هذه المدينة سيساعد على تحقيق التكامل المطلوب الذي سيؤدي إلى رفع مستوى الأداء مما يحقق طموحاً وعطاءً متميزاً يساهم في خدمة الجامعة والمجتمع.
ومن جهته ذكر القائم بأعمال عميد كلية الهندسة والبترول د.آدم الملا أن كلية الهندسة والبترول أكملت عامها السادس والثلاثين مع نهاية العام الأكاديمي 2010/2011 لتواصل مسيرتها نحو تحقيق رسالتها المتمثلة بتقديم التعليم الهندسي المتميز لتخريج ما يحتاجه الوطن من قوى بشرية فنية لمرحلتي البكالوريوس والماجستير وذلك لخدمة المجتمع بما توفر لها من طاقات بشرية وإمكانات مادية.
وأوضح د.الملا أن كلية الهندسة والبترول تقدم سبعة تخصصات في مجالات الهندسة بالإضافة إلى برنامج العمارة، وقد خرجت الكلية منذ انشائها في العام 1974 عدد (8736) خريجاً وخريجة ويبلغ عدد طلبتها المسجلين حتى الفصل الدراسي الأول في العام الأكاديمي 2011/ 2012 (4089) طالب وطالبة من مختلف التخصصات الهندسية.
وهنأ د. الملا بهذه المناسبة دولة الكويت حكومة وشعباً بمناسبة مرور 45 عاماً على إنشاء جامعة الكويت، معرباً عن فخره بما تقدمه جامعة الكويت من تعليم متميز وبرامج متنوعة ومتجددة في مجالات العلوم والإنسانيات وبما توفره إدارة الجامعة من بيئة علمية تحفز التعلم والمثابرة لدعم مسيرة البحث عن المعرفة في شتى المجالات.
تعليقات