لولا هذه المعارضة، لما استطاعت الحكومة التحمل إلى اليوم ولهذا الحد!.. حسن عباس

زاوية الكتاب

كتب 632 مشاهدات 0



الراى

مَنْ الكذاب في المعارضة؟!

صار بخاطر البعض لماذا قلت يوم الخميس الماضي «نار حكومتنا ولا جنة المعارضة» على اعتبار أنها حكومة ثقيلة الحمل بالفساد والمفسدين. نعم حكومتنا تعبانة، من قال غير ذلك! حكومتنا مع الأسف تعاني من الشكلين: تعاني من تغلغل الخبثاء محبي الفرص والتصيد بالماء العكر وسرقة كحل العين. وتعاني أيضا من السذج والبسطاء والدراويش ممن يوقعون ويقررون وبالكويتي «ما يدرون وين الله قاطهم»! لكن لماذا نسيتم المعارضة؟
كنت أتصور بالبداية أنها حكومة ضعيفة ويمكن إسقاطها بسهولة بسبب كثرة الأخطاء والأعباء السياسية، لكن ما اتضح أن سبب قدرتها على الصمود هو الطرف الثاني. فلولا هذه المعارضة، لما استطاعت الحكومة التحمل إلى اليوم ولهذا الحد!
كيف يمكن للمعارضة أن تتغلب على حكومة وهي بدلا من أن يطالب بطلها مسلم البراك بخمسة ملايين الإعلانات، بدلا من ذلك يحلف للناس بأنه سيزيل جابر الخالد من منصبه. هل الاصلاح يقتضي وقبل أن يبدأ العمل البرلماني بأن يتعهد البراك بإزاحة وزير الداخلية عن منصبه؟! كيف نتأمل الخير من المعارضة وهي وبدلا من العمل لكشف حقائق قتل الميموني وضرب المواطنين، تتفرغ كيف تمنع الحكومة من إكمال مدتها الدستورية! أي معارضة هذه التي كُل اهتمامها إرهاق الحكومة بأي طريق بدلا من التحقيق في بنود الفساد المتنوعة بدءاً ببيع رمل الكويت وحصة زين وانتهاء بالفضائح المليونية؟! أي معارضة هذه التي أقصى ما تريده «تطيير» ناصر المحمد!؟ أي معارضة تعيسة هذه التي تترك مواضيع الفساد وتركز جهودها على الشخوص؟ أي معارضة خائبة هذه التي استرخصت الادوات الدستورية والدستور وجعلتها مطية لتحقيق مآربها الشخصية والطائفية؟
نعم حكومة سيئة بلا شك، لكن الانصاف يقتضي أنها حينما تعمل صح يجب ألا نكابر ونعاند. فالموضوعية تقتضي منا أن نقر بالإصلاح حتى لو جاء من الخصوم. فهل المعارضة كذلك؟ هل تريدون أن تعرفوا من قوّى شوكة الحكومة؟ «معارض» على شاكلة مبارك الوعلان باستجواب خائب لفاضل صفر؟ تريدون أن تعرفوا لماذا الحكومة مازالت قائمة، راقبوا فجور المعارضة على قضية مجاري مشرف مع إنها قديمة (كتب عنها عبدالكريم الغربللي في 1997/5/19 بعنوان «شيرنوبل في مشرف»). تسألون لماذا نترحم على حكومة سيئة، تابعوا المعارضة وضربها القوانين بعرض الجدار وانتهاكها لحرمة مجلس الأمة بدءًا بالفرعيات ومروراً بلسانهم الطويل على أطياف من الشعب الكويتي وانتهاءً باقتحامهم لمجلس الأمة!
واخيراً، المعارضة مزدوجة الفكر. آخر صرعاتها أن مسلم البراك هو من أمر المتظاهرين بالتوجه للمجلس لإرسال رسالة قوية. ومع أن الرسالة من الاقتحام كانت واضحة وبررها احمد الديين بأنه ليس بالشيء المستغرب، يقول في المقابل فهد الخنة ان الناس «احتموا بالمجلس من الأمن»؟ الجميع معارضة، لكن بالتأكيد أحدهم كذاب!


د. حسن عبدالله عباس

تعليقات

اكتب تعليقك