لا تنمية من دون إصلاح التعليم لتواكب مخرجاته متطلبات سوق العمل برأي موسى معرفي
الاقتصاد الآننوفمبر 26, 2011, 11:54 م 464 مشاهدات 0
لا تنمية من دون إصلاح التعليم
موسى معرفي
التنمية البشرية ركن أساسي لأي خطة للتنمية، ويعتبر التعليم أساساً لأي تنمية للقوى العاملة ورفع مستوى الفرد الذي من دونه لا تتحقق أي خطة تنموية، فالتنمية ليست بناء شوارع ومبان والتي هي ليست سوى مظاهر سوف تنقلب إلى مدن أشباح من دون شعب منتج يساهم في بناء حضارة واقتصاد مستدام. لذلك فالمجتمعات المتخلفة عن ركب الحضارة هي التي تفتقر إلى قوى بشرية تنعم بتعليم متقدم.
فحينما تتردى أوضاع التعليم وسوء الإدارة التعليمية وتكثر التدخلات في مسار التعليم وخططه ومناهجه، ينعكس ذلك على الأوضاع العامة، فتسوء الإدارة العامة في جميع مرافق الدولة، وينعكس ذلك على أخلاقيات الشعب وتصرفاته في الطرقات والأماكن العامة والوزارات وجميع مناحي الحياة العامة. فلذلك إذا أردت أن تصلح شعباً، فينبغي أن تبدأ بإصلاح التعليم والعملية التربوية.
ما نعانيه اليوم من مظاهر التخلف بشتى أشكاله يرجع في الأساس إلى انحراف التعليم عن مساره الصحيح. مخرجات العملية التربوية من رياض الأطفال إلى الجامعة منحرفة عن الأهداف الوطنية، ومن أهم هذه الأهداف هو حب الوطن والعمل على إعلاء شأنه، فأين البرامج التعليمية التي تكرس في الطفل عند نشأته الإيمان بالوحدة الوطنية التي تبنى على الإيمان بالعدل والمساواة والحرية واحترام الرأي والرأي الآخر وبناء الثقة في النفس؟ بل بالعكس فبرامج التعليم عندنا تعمل على شق الصفوف بين أفراد المجتمع والتفرد بالرأي والتسلط بدلاً من فتح العقول على العالم الآخر بالبحث وتحليل الأمور للتوصل إلى الحقيقة، فالأمور لا تؤتى بالصم والحفظ لتأدية الامتحان للوصول في نهاية المطاف إلى الشهادة التي هي الهدف للحصول على الدرجة والراتب آخر الشهر.
أين برامج التعليم التي تغرس حب القراءة وشغف البحث والاطلاع للحصول على المعرفة التي تؤهل المواطن كيف يسلك حياته العملية المستقبلية؟
هذه نظرة شمولية عن واقع التعليم عندنا من دون الدخول في مستوى المناهج وتفاصيلها، ناهيك عن متوسط ساعات التدريس بالنسبة للمدرسين في مدارسنا، والتي لا تتجاوز الـ 300 ساعة في السنة مقارنة مع الـ 1200 ساعة عمل التي يعمل بها المدرسون في اليابان، بالإضافة إلى الإدارة المدرسية والتي من اختصاص التربويين المؤهلين الذين يئسوا ولم يعطوا المجال ليخططوا للعملية التعليمية بالتدخلات السياسية في شؤون التعليم، والتي هي سبب البلاء لما وصل إليه التعليم من مستوى متخلف، ولما نعانيه من مخرجاته التي لا تواكب سوق العمل.
تعليقات