الحكومة تمارس الأحلام المستدامة بدل التنمية المستدامة بقلم ضاري الشريدة

الاقتصاد الآن

490 مشاهدات 0


هو أفضل عنوان برأيي للخطط الحكومية المتعلقة بالتنمية والتنمية المستدامة، والتي اكتفت فيها الحكومة بتوقيع العقود وإنجازها على الورق، فلا تغيير على أرض الواقع ولا تجديد ولا تطوير ولا إنجاز ولا تنمية ولا تقدم يحسب للحكومة على الصعيد التنموي، وإذا انتقد أي مواطن كويتي هذه الخطة رغبة منه في مشاهدة الإنجاز يأتي الرد الحكومي كالمعتاد بأن خطة التنمية هي خطة كبيرة لا تقتصر فقط على الجانب المادي والمنشآت المعمارية وإنما هي أكبر من ذلك بكثير.
قد يكون الجزء الأول من تلك الأسطوانة المشروخة صحيحا، ولكن لا أتقبل فرضية وجود التنمية بدون الاعتماد على الجانب المادي، فلا كهرباء بدون محطات توليد جديدة، ولا تدعيم للسياحة بدون الاهتمام بالمرافق العامة والمطار الدولي الحالي الذي لايعكس إطلاقا مكانة الكويت الاقتصادية، ولا تنمية صحية إلا في ظل وجود منشآت صحية حديثة ومبان جديدة للمراكز والمستشفيات بدل الأبنية الحالية المتهالكة، لأن مستشفى الشيخ جابر الأحمد لايمثل حلا للمشكلة الصحية ولا يعكس بمفرده التنمية الصحية أصلا، ولا تنمية رياضية بدون ملاعب ومنشآت رياضية حديثة، ولا تطور فنيا في ظل وجود تلك المسارح القديمة والتي لم تعد تتماشى مع العهد المعاصر، وغيرها الكثير من الأمثلة التي قد لايتسع المجال لذكرها.
الجانب المادي هو الجانب الرئيسي الذي يعطيك الانطباع الأول حول وجود تنمية حقيقية في أي بلد ما، أما الخطابات الإعلامية الرنانة ومحاولة إبعاد العنصر المادي لتغطية الفشل الحكومي وعدم قدرته على إنجاز خطة بهذا الحجم، هو أمر مرفوض تماما لسبب وهو رغبتنا وتمنياتنا لبلادنا بأن تسير على خطى غيرنا من الأشقاء على طرق التقدم والنماء، وعلى الجهات الحكومية التي تستخدم مصطلح التنمية في تصريحاتها الرسمية احترام عقل المواطن الكويتي قليلا.
الجانب المادي والمنشآت الحديثة على كافة المستويات، هي المفتاح الأولي والبوابة التي يمكن من خلالها إحداث الفارق في التطوير والإنجاز، فالتقدم والإزدهار لا يأتي ولا يتحقق مبنيا على الورق أو الكلام الشفهي غير المطبق، وإنما يأتي بالإنجاز الفعلي واتخاذ الإجراءات السريعة والحازمة لتطبيق وتنفيذ ماجاء على الأوراق الحكومية حتى لا تصبح مجرد أوراق حبيسة في أدراج!

جريدة عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك