سالم السبيعي يخشي أننا نسير في طريق لبننة الكويت

زاوية الكتاب

كتب 776 مشاهدات 0


 

الأنباء

 
هل نسير في طريق لبننة الكويت؟
الاثنين 28 نوفمبر 2011 - الأنباء

كتبت منذ سنوات مقالا ذكرت فيه التشابه الكبير بين الكويت ولبنان من حيث المساحة والسكان وتنوع الأعراق والأديان والمذاهب وطباع الشعبين وطموحاتهما، مع كل هذا التشابه، ذكرت أن لبنان حباها الله بنعمة الجو والخضرة والماء، مقابل نعمة الاستقرار في الكويت بفضل الله ثم بنظام «حكم عادل» هو صمام الأمان، تسوده روح الأسرة الواحدة التي تجمع بين الحاكم وشعبه، وهو الحكم الوحيد في العالم حاليا الذي جاء برغبة شعبية متجددة ـ رغم المحن ـ واستمر مئات السنين، وانفردت وتميزت أسرة الحكم (ممثلة بالشيخ عبدالله السالم، رحمه الله) بأن كانت أول من قام بالربيع العربي قبل أوانه بـ 50 عاما وكان هذا الحاكم هو المبادر بالتنازل عن بعض حقوق الحاكم وإشراك شعبه بمسؤولية اتخاذ القرار بما يسمى بالديموقراطية.
عندما كنت أكتب ذلك المقال كنت أستحضر كل ما اعرفه عن الموضوع.

٭ فالملاحظة الأولى: أن أحد أسباب ما أصاب لبنان ويصيبها من حروب أهلية وقلاقل وشحن طائفي وسياسي، هو:

1 ـ كثرة وسائل الإعلام من صحافة وقنوات تلفزيونية وإذاعية خاصة، وبرامج الكمبيوتر والهواتف ونقلها للغث والطالح، من قول وعمل، واعتباره سبقا صحافيا!

2 ـ نظرا لقلة وتشابه المواد الصحافية والإخبارية التي تحشى بها الصفحات، وساعات البث، واشتداد المنافسة بين وسائل الإعلام لكسب الزبون، وجد «ملاكها» بأن إشعال الفتن ونشر البذاءة والقبح من قول وصور، وسيلة للتكسب وكسب الزبائن، ففتحوا لها الأبواب دون رقابة لكل ناعق وخبيث، فأصبحت وسائل الإعلام حلبات مصارعة تفرز الخلافات وتشعل الحروب.

٭ الملاحظة الثانية: منذ سنوات قليله ظهرت فجأة في الكويت عدة صحف وقنوات تلفزيونية كل منها له منهج وغاية، وكل منها يشحن زبانيته، اشتعل بينها التنافس، وظهر الناعق والسفيه وأصبحوا نجوم المجتمع، وممثلين لمن خلف الكواليس، وطعم لاصطياد المشاهدين، عندها تذكرت الإعلام اللبناني، ومسكت قلبي قائلا: يا رب احفظ وطني.

٭ الملاحظة الثالثة: بعد اغتيال رفيق الحريري اهتزت لبنان فخرج الشعب بأكمله حزنا عليه بمظاهرات منهم الصادق ومنهم من قتله ومشى بجنازته، وبعد فتره تكشفت الأمور فانقسمت لبنان إلى فريقين (فريق 8آذار، وفريق 14آذار) وأصبحا خصمين، يخرج فريق 8 آذار بمظاهرة يوم الخميس ويدعي انه الأكثر وانها مليونية، يقابله خروج فريق 14آذار بمظاهرة يوم الاثنين، ويدعي انه الأكثر وفوق المليون، ثم تطورت المنافسة بينهما بإغلاق الشوارع بإطارات محروقة، وتفجير هنا وهناك، واعتصامات والتخييم والمبيت بوسط المدينة.. الخ.

٭ الملاحظة الرابعة في الكويت بعد مظاهرات فريق المعارضة يوم الأربعاء «الأسود» واقتحام مجلس الأمة، خرج فريق الموالين للحكومة بمظاهرات بيوم آخر وكانوا الأكثر، فرد عليهم فريق المعارضة بحشد وتجمع آخر بيوم ممطر وادعوا أنهم هم الأكثر، شعرت عندها بأن في الأمر تنافسا واستعراضا للقوة العددية «هنا تذكرت المظاهرات اللبنانية فريقي 8 و14 آذار» فأمسكت بقلبي وقلت: يا رب احفظ وطني.

(هذه كانت العلامة والتشابه الثاني) والله يستر من العلامة الثالثة.

٭ أتمنى أن يقف هذا التنافس المحموم والذي شق الصف الكويتي (ولو من طرف واحد)، فاستمراره يعمق الجرح.

٭ كذلك أتمنى أن يصدر أمر أميري بمنع وسائل الإعلام من التداول بما حصل يوم الأربعاء الأسود، ما دام الأمر بيد القضاء.

اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.

 

تعليقات

اكتب تعليقك