تقرير لجنة تقصي الحقائق برّأ «الانتفاضة» البحرينية من الانتماء الايراني، برأى الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1594 مشاهدات 0


 

القبس

انتفاضة البحرين.. بحرينية
كتب عبداللطيف الدعيج :
 
مع الخبصة التي عندنا طاف علينا تقرير لجنة تقصي الحقائق في احداث البحرين الاخيرة، وهي لجنة دولية محايدة، ضمت في عضويتها الكويتية المحامية الدكتورة بدرية العوضي، شكَّلها جلالة ملك البحرين بشجاعة للنظر في الادعاءات التي ترددت بقوة عن استخدام سلطاته القوة المفرطة ضد المتظاهرين والمتجمهرين العزل. وقد اتى تقرير اللجنة ليؤكد بوضوح صحة الادعاءات وليثبت قيام السلطات البحرينية ليس باستخدام القوة غير المبررة فقط، بل قيامها بتعذيب المواطنين بشكل انتقامي، وقد تمت تلاوة التقرير بحضور جلالة ملك البحرين، ومع ان التقرير دان ممارسات السلطات الحكومية، الا انه تضمن انتقادا لهذه السلطات باعتبار انها خالفت «التعليمات الوزارية» او السياسة العامة للدولة، ومع ان الامر ليس بهذا السوء لانه كان ادانة واضحة ومباشرة للسلطات البحرينية التي لم تستمع منذ البداية لصرخات الضحايا، فإن نتيجة التحقيق تبقى مثل العادة تلقي بالمسؤولية على القواعد الدنيا وليس على القيادات.. يعني على «الفرّاش».
لكن الملاحظ او المهم هنا هو ان التقرير برّأ «الانتفاضة» البحرينية من الانتماء الايراني، الذي تولت المجاميع السلفية الدينية السنية ترويجه كاتهام «مفروغ منه» بالخيانة والتآمر ضد الانتفاضة الشعبية، التي كانت بالاساس رد فعل بحرينياً على الاوضاع التي يعانيها المواطنون هناك، الاهم ايضا ان نفي العلاقة او التدخل الايراني المزعوم يدين التيارات السلفية السنية هنا التي اتخذت موقفا غير انساني وغير حضاري من القمع الذي مارسته السلطات البحرينية ضد الابرياء من المواطنين هناك، لقد استشهد اكثر من ثلاثين مواطنا بحرينيا، كما اعتقل وعذب المئات، وتم فصل الآلاف من اعمالهم انتقاما لمواقفهم. ومع هذا، فان الجماعات السلفية عندنا هنا اصرت ليس على تجاهل نداءات الاستغاثة الانسانية، بل تعمدت توفير الدعم الاعلامي، وحاولت حتى توفير الدعم السياسي والعسكري لاداة القمع البحرينية «التي خرجت حسب زعم التقرير عن طاعة السلطة»، عبر اصرارها على استجواب رئيس مجلس الوزراء لتخلف الكويت عن ارسال قوات لقمع الانتفاضة!
المؤسف ان هذه الجماعات هي من يتصدر العمل الوطني هذا الايام، وهي من يحمل رايات الدستورية، وهي من يطالبنا بعض الاصدقاء بضرورة تأييدهم او الكف عن كشف زيفهم واراجيفهم «الديموقراطية والدستورية».
جلالة ملك البحرين وعد بالنظر بموضوعية وحيادية في تقرير لجنة تقصي الحقائق، وفي اجراء الاصلاحات الضرورية. نتمنى ان يوفق الله جلالة الملك، وان يكون كما هو ملكا لعموم البحرينيين يحتمون به ويستظلون بظل دستور وطني ديموقراطي، وان يغنيه عن نصائح ودعم جماعتنا واشباههم.

عبداللطيف الدعيج

تعليقات

اكتب تعليقك