افتتاحية القبس تشيد بحِكمَةُ الحَليم وترى الاستقالة النهاية المنطقية لهذه الحكومة

زاوية الكتاب

كتب 1025 مشاهدات 0



القبس

قضية القبس اليوم
حِكمَةُ الحَليم
 
مجدداً، تتأكد الكويت من أنها في أيد أمينة، ويطمئن الكويتيون الى أن رباناً ماهراً يقود السفينة، بكفاءة، فيصل البلد الى برّ الأمان، مهما تلاطمت الأمواج، واشتدت العواصف، ومهما بدت الصورة في لحظة ما شديدة السواد لا تُفرج.
هكذا يقرأ الكويتيون قرار سمو أميرهم قبول استقالة حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، واطلاق المشاورات التقليدية لتشكيل حكومة جديدة، تخرج الكويت من مسلسل الأزمات المتلاحقة، بعدما سجلت الحكومة الحالية عدم قدرتها على النهوض بهذه المهمة.
صباح الأحمد بحنكته وحكمته يدرك أنه في السياسة، أيضاً، كما في الحياة، لا يصح الا الصحيح. وأن القيادة هي، أولاً، رؤية وقرار ومتابعة تنفيذ، ومحاسبة على التقصير. وان المسؤولية هي التصدي للخطأ حيثما وجد ومعالجته، أما عدم الاكتراث به، ومحاولة اخفائه، فلا يؤديان سوى الى تراكم الأخطاء التي يمكن أن تتحول الى خطايا.
لذا، فالاستقالة هي النهاية المنطقية لحكومة عرفت الكويت في عهدها أزمة ايداعات النواب المليونية، وعجزت عن ادارة شؤون البلاد، وشلتها، وعطّلت احتمالات النهوض والتقدم، رغم الامكانات الحقيقية للبلد، والرغبة الجادة لسمو الأمير والكويتيين من خلفه، في الانتقال بالكويت الى مرحلة النمو والازدهار.
بقبول استقالة الحكومة، يقدّم سمو الأمير نموذجاً رائعاً للحلول الواقعية والخلاقة التي يتضمنها دستورنا العريق، ونظامنا الديموقراطي الراسخ، لأشد الأزمات تعقيداً.
وفي الوقت نفسه، هي دعوة في وقتها لنا جميعاً، على مختلف انتماءاتنا، وقناعاتنا، وتوجهاتنا، لسحب البساط من تحت المزايدات، وابقاء التعبير عن الرأي، بل والتنافس، في اطارهما الطبيعي والصحي.. أي اطار الدستور، نهجاً ونصاً، فلا طريق مأموناً ومضموناً غيره.
دستورنا بوصلتنا، والقانون مسطرتنا. هذا ما طبقه والتزم به صباح الأحمد أمس. وهو قدوتنا والمثال، ومن الحكمة إعطاء فرصة لخطوة سموه التي راعى فيها مصلحة الكويت أولاً، وقبل الاستقالة على وجه السرعة، ورد التحية لسموه بمثلها.

تعليقات

اكتب تعليقك