د.عبدالرحمن العوضي يصف المعارضين والمتظاهرين بالغوغائيين والخونة
زاوية الكتابكتب نوفمبر 30, 2011, 12:18 ص 2089 مشاهدات 0
الأنباء
الحرية المقلوبة في الكويت
كلمة «حرية» لا تتعدى حروفها أربعة ولكن لها مفعولا جبارا في حياة الإنسان، وأول تعبير عن حرية الإنسان تبدأ مع صرخته الأولى عندما يخرج من رحم أمه، هذه الصرخة عبارة عن أول استنشاق للهواء الذي هو أهم عنصر في حياة الإنسان.
فالإنسان لا يستطيع ان يمتنع عن التنفس في أحسن الأحوال أكثر من ربع ساعة وبعد ذلك تبدأ تفاعلات كبيرة في دماغه تؤدي الى وفاته. هذه الصرخة الأولى بطبيعة الحال يمكن ان نعتبرها فرحة الاستقلال عن قيود رحم الأم، حيث ان الجنين في رحم الأم يعتمد اعتمادا كاملا على ما يصله من جميع عناصر حياته من خلال الحبل السري، ومتى خرج من رحم الأم يقطع هذا الحبل، ويبدأ في الدخول في قيود جديدة وهي الحاجة الى الرضاعة والعناية والرعاية الأمومية ويعيش في كنف هذا الدفء ويبدأ بالتدريج يستقل عن أمه.
وعندما يبدأ الحياة مستقلا يحاول دائما تجنب القيود ولكن الأمور الحياتية تجبره وتربطه بروابط اجتماعية ومعاشية مع أفراد أسرته ومجتمعه بينما يعيش في هذا المجتمع يبدأ في تكوين أسرته وهذه الشخصية تعتمد دائما على أسلوب التربية التي نتربى عليها، فمن البشر من يحاول فصل جميع القيود عن مجتمعه ويعيش في حالة انفصال لنفسه دون الأخذ في الاعتبار المجتمع الذي تربى فيه والعناية التي أعطيت له حتى تمكن من الوصول الى مرحلة الاستقلال هذه.
ولكن أغلب الناس يعيشون وفق قيود وأنظمة يحترمونها وفق تعاليم ديانات يقدسونها ويكون بينهم وبين الخالق علاقة مبنية على الاحترام والخوف والخشية من هذا الخالق العظيم الذي يطلب رضاه دائما ونخشى غضبه في الدنيا والآخرة. وما دام يعيش في كنف هذا الاطمئنان النفسي مع خالقه فالأمور دائما تسير على خير ما يرام، ولكن عندما تخرج عن طاعة هذا الخالق فإن عقابه سيكون في الدنيا وفي الآخرة عظيما..
فالإنسان إذن لابد ان تكون لديه قيود اجتماعية وإيمانية تجعل منه نفسا مطمئنة يعيش مرتاح البال ويرجو رحمة الله دائما. وبجانب هذه القيود هناك ارتباط بين الفرد والمصلحة العامة وعادة ما تكون المصلحة العامة مرتبطة بأنظمة اجتماعية وسياسية تكيف حياة هذا الإنسان ويكون بينهما احترام كبير لا يخرج عنها الإنسان لأن الخروج عن الأنظمة والمصلحة العامة هو خروج عن إجماع المجتمع.
والمجتمعات عامة تكون لها حدود معروفة وثوابت واضحة يتقيد بها الجميع دون أن يثور عليه الفرد إلا ويتعرض للعقوبة حسب ما يضعه المجتمع من قوانين تنظم علاقات الأفراد بعضهم ببعض وعلاقة الأفراد بالمجتمع.
ومتى تعرضت هذه العلاقة للإضرار والانفصام فعندها تبدأ المشاكل الاجتماعية وعلى قدر خروج الإنسان على ثوابت المجتمع تكون بطبيعة الحال العقوبة المناسبة.
كل هذه المقدمة لكي أضع القارئ أمام واقع الإنسان في المجتمع وما نشاهده هذه الأيام في بلدنا الكويت من خروج بعض الفئات الضالة من الغوغائيين الذين يريدون ان يأخذوا الأمور بأيديهم غير مبالين بما يقع على مجتمعنا من أضرار. واذا ازدادت الخلافات بينهم وبين باقي المجتمع، واذا استمر الأمر على ذلك فإن الأمر سيؤدي بطيعة الحال الى الخلاف وإلى ما نسميه بالعصيان المدني، وعندها بطبيعة الحال ستفلت الأمور من أيدينا وبعد ذلك من سيستطيع ان يعيد الأمور الى دائرة الصواب؟!
مثل هذه الأوضاع تجعلنا نقبل بوعي كامل ونرصد كل تحرك يجر مجتمعنا الى الفوضى مع من يريد ان يحطم عرى العلاقة الوثيقة بيننا كأفراد المجتمع وتقسيمنا الى فئات ومجموعات، وكذلك بين المجتمع وبين النظام الحاكم الذي ارتضاه الحاكم فيطبق القوانين دون تتردد او تساهل.
نعم، لقد وصل بنا الأمر الى مرحلة خطيرة، الكل يشكو والكل يتذمر ويقول الى أين؟ لأن الجميع أصبح يخشى ويخاف على المجتمع وعلى بلدنا من أن نضيع في خضم هذه الصراعات التي تحوم حولنا وتريد زعزعتنا وخراب بلدنا.
افتحوا أعينكم وارحموا بلدكم واحترموا نظامنا الذي ارتضيناه، ولا تسمحوا لأي شخص مهما كان ان يزعزع ويزلزل الأرض من تحت أقدامنا وحياتنا المستقرة والأمن والحرية التي نعيشها، ولا تتساهلوا أبدا مع اي مخرب لأنهم يعتقدون انه ضعف منا، في حين اننا نحن الأقوى ونحن الأكثر ونحن الأحق، ويجب ان نلبي نداء أميرنا وان نضع ايدينا بيده ولا تخذلونا بسبب هذه الهجمة الشرسة علينا. إن رأس الكويت هو المطلوب وهؤلاء الغوغائيون والخونة يريدون بنا الشر لأن مفهومهم للحرية مقلوب، حيث ان الحرية لا تعني الفوضى والاعتداء على ثوابت مجتمعنا. فلنكف أيديهم عنا ولنحمي بلدنا من شرورهم قبل فوات الأوان، وكان الله في عون الكويت وأميرها وشعبها، وحفظها من كل مكروه.
تعليقات