قيام الليل صلاة الصالحين، وقربة للتائبين

منوعات

5307 مشاهدات 0


من أحب الطاعات لله سبحانه وتعالى هي تقرب العبد لربه بأداء النوافل بعد الفريضة، وأهمها قيام الليل، هي صلاة الصالحين وعيون التائبين وروح المسبحين وعمل الفائزين، فهي صلاة يخلو به العبد المسلم مع ربه في الساعات الأخيرة من الليل، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى للسماء الدنيا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له' رواه البخاري ومسلم، فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب عبدي إليَّ بأحب مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) متفق عليه.

وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: 'أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممَّن يذكر الله في تلك الليلة فكن' رواه الترمذي وصححه، حيث يتوجه المسلم لربه في هذه الساعة ويسأله من فضله وعطاءه فهو الكريم الرحيم رب العالمين،

وقيام الليل نافلة عظيمة جاء ذكرها بالقرآن الكريم فهي تكفر السيئات وتقضي الحاجات وتقل العثرات، وتستجيب بها الدعوات ويعطي بها السائلين، وبارك الله للقائمين، وترفع فيها الدرجات ويكرم الله عباده الصالحين بأداء هذه الفريضة، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة السجدة (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) وقال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل، وقال تعالى في سورة الذاريات (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) حيث قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستغفار، وقال تعالى بسورة الزمر (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} وتأتي الآية بتفسيرها بمعنى هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده.

وكان النبي صلى الله على وسلم قدوتنا بقيام الليل حيث أمره الله تعالى في عدة سور لقيام الليل حيث قال في سورة المزمل (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)، وقال سبحانه في سورة الإسراء (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً)، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟) متفق عليه.

وفي الختام أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه وتعالى وأداء قيام الليل فهي صلاة الصالحين واستغفارا للتائبين ورحمة للمؤمنين، وفقنا لله وإياكم لطاعته.

الآن - تقرير

تعليقات

اكتب تعليقك