جعفر رجب يدعو الشباب إلى تبني دعوة 'نبيها خمسين'

زاوية الكتاب

كتب 1420 مشاهدات 0


 


الراى

جعفر رجب / تحت الحزام / نبيها خمسين

 
لو أردنا الحديث بجدية، نقول: إن أي حراك سياسي، سواء قاده الشباب او الاحزاب، او التجمعات، او النواب... لا يكون ناجحا الا اذا قاد الى التغيير، والتغيير لا يتم عبر استقالة وزير او رئيس وزراء، انما يتم عندما تتغير افكار مرحلة كاملة، وتتغير رؤية المجتمع للواقع السياسي والاجتماعي الذي يعيشه!
لابتعد عن الكلام «الغلج»، واتكلم ببساطة اكثر، موجها كلامي للحراك الشبابي، حيث اعتقد ان شعار المرحلة لا يكون من خلال تغيير الوزراء او الحكومة، فهم في النهاية نتاج مجلس الامة، ولا يمكن ان نطالب بالتغيير ونحن لم نغير في نهجنا، او اختياراتنا!
الحراك الشبابي يفترض تغيير شعاراته في المرحلة الحالية، وكما تم رفع شعار «نبيها خمسة» والذي من خلاله تم تغيير الدوائر، عليهم الآن رفع شعار «نبيها خمسين» يتم من خلاله تغيير الوجوه المحنطة في مجلس الامة!
عندما يرفع شعار «نهج جديد»، لا يمكن ان يطبق لو لم يطبقه الناس باختيارهم لوجوه جديدة وبأفكار جديدة، ورؤية جديدة للواقع، لا باعادة انتاج الوجوه نفسها التي تعيش الماضي وبأفكار الماضي، وبعضها تلوث بغبار السياسة وصفقاتها، وعندها بالامكان فرض نهج جديد، ولا يمكن منطقيا ان نطلب بحكومة جديدة، ونهج جديد، والشعب يفرض وجوهه القديمة وينتخب بطريقته القديمة نفسها!
«نبيها خمسين» ليست دعوة خيالية، ولا تعتبر من الاوهام، والمجتمعات لا تتطور الا من خلال التغيير، لا اريد الذهاب بعيدا، في الكويت على مستوى الحراك «الشيعي» - ان صح التعبير - في انتخابات 1981، فرضت القوى الشبابية في تلك الفترة ارادتها بتغيير الوجوه الاجتماعية والسياسية الشيعية التقليدية بادخال وجوه شبابية جديدة في حينها «عدنان عبدالصمد -ناصر صرخوه - عبدالمحسن جمال» وكانت بالفعل نتيجة ارادة شبابية، وكانت المعارضة الوحيدة للحكومة في حينها في ظل غياب القوى الوطنية التقليدية - وهذا حديث آخر لسنا في مجال بحثه وتقييمه - لكن ما اود الاشارة اليه انه بالفعل بالامكان التغيير ان كانت هناك ارادة شبابية حقيقية، وتخطيط واضح، وتحرك جدي، ورؤية سياسية تملك قرارها المستقل البعيد عن تاثيرات ديناصورات السياسة!
«نبيها خمسين» شعار يفترض حمله لتنظيف العمل السياسي من تراكمات الماضي، وما الحاضر والواقع السياسي الحالي الا نتيجة لسنوات من الصمت على الفساد يتحمل وزرها حتى النواب «الشرفاء»، نعم من الخيال القول ان النتيجة ستكون ناجحة مئة في المئة، وقد تنجح هنا وتفشل هناك، ولكنها ستؤثر وتغير الكثير من الوجوه المشبوهة.
هكذا يكون التغيير، نبدأ بأنفسنا، وبطريقة اختيارنا لمن يمثلنا، وهكذا يكون النهج الجديد الذي سيتغير من خلاله ايضا وجوه الوزراء، وغير ذلك مجرد شعارات لا تغني ولا تسمن الا راكبي موجات الحراك الشبابي، والمستغلين لتحركهم الصادق من اجل تحقيق احلامهم المريضة في الجلوس على الكراسي!
«نبيهاخمسين» لو حملها الشباب على عاتقهم، وعملوا من اجلها، ستكون الكويت بالفعل مقبلة على مستقبل جميل كأحلامهم!

جعفر رجب

تعليقات

اكتب تعليقك