كويتي القبس لايعلم سبب مديونية كويتي ادت به لعرض كليته للبيع ويمن عليه بخدمات الدولة

الاقتصاد الآن

437 مشاهدات 0


نسمع من الشعوب الفقيرة جدا ما يؤلمنا، في أن أباً باع كليته، ليُجري عملية عاجلة لابنته، أو آخر باع ما أدري شنو ليدفع ثمن تهريبه إلى بلد أكثر أمنا.
ولكن أن نقرأ خبرا عن شاب كويتي رب لأسرة من 5 أفراد يعرض كليته ليفي بدين عليه تسبب بضبطه وإحضاره ومن ثم سجنه، فـ«هذا من فضل ربي».
ليخبرني أي منكم، إن كانت الديرة قصّرت بشيء عليه منذ أن كان جنينا يراقبه «سونار الدولة»، ووالدته تراعيه بمستشفياتها التي ستولده فيما بعد. ومن ثم وفّرت له كل أجواء النمو السليم، يدخل إلى المدرسة ببلاش، والجامعة كذلك، ولو كان يرغب في إكمال دراسته العليا وساعد نفسه وكان من الأوائل، فلا أحد يمنّ عليه ببعثة. كبر في منزل لا يدفع للدولة لا كهرباء ولا ماء، وكل شيء في المتناول، ووظيفته جاهزة، يمرّ عليها يسلم على زملائه ويغادر العمل.
ما الذي أوصلنا إلى هذا الحد، بحيث يتجاوز عدد الممنوعين من السفر بسبب الشيكات من دون رصيد والديون والكمبيالات وما إلى ذلك عشرات الآلاف كل ستة أشهر؟
هل يوجد شعب في العالم يأكل ببلاش تقريبا منذ نحو عام؟
هل يوجد بيت كويتي ليست لديه سيارات بعدد أيام الأسبوع؟
هل ثمة من يرقّع «جوتيه» عند الإسكافي ويخيّط شقوق دشداشته عند الباكستاني؟
هل وجد كويتي لا يستطيع شراء المواد الغذائية الأولية لعائلته؟
هل رفض مستشفى معالجة مواطن؟
هل طردت مدرسة تلميذا لسبب مادي؟
أخبروني باسم الكويتي الذي لم يسافر مرة في السنة على الأقل..
أليس ما قلناه هو أساسيات البناء العائلي الماديّ؟ (ندع العناصر الأخرى لتكوين الأسرة، لأن موضوعنا يخص بيع عضو في الجسد من أجل المال).
هل نسينا شيئاً قصّرت فيه الكويت على أبنائها مما يسمونها «دعائم الاشتراكية»؟
ألا تلاحظون أن الكويت أكثر اشتراكية في التاريخ حتى من راعية الاشتراكية المنهارة جمهوريات الاتحاد السوفيتي؟
إنه إعلان مؤلم يعبر عن ارتكاب خلل فظيع في إدارة الأسرة، وسوء تقدير ألمّ بالشخص المعني (وآلاف غيره كما تبين معطيات منع السفر). والإعلان بحد ذاته ابتزاز لمشاعرنا، يدفعنا كمجتمع، لأن نحاذر جدا ونحسبها بالدقة المطلوبة، قبل أن نفتح جيوبنا على البحري للتبذير على الفاضي والمليان.
وباختصار شديد، يا عالم يا ناس «مدّوا ريولكم.. على قد لحافكم».. وبلاها بربرة!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك