الحكومة السابقه ابدعت في حماية الاقتصاد الكويتي برأي الدكتور محمود ملحم

الاقتصاد الآن

796 مشاهدات 0


نستهل مقالنا بالسؤال في علم الاقتصاد، والذي يجب أن يبرز إلى العلن عن هوية المرحلة المقبلة، وما ينتظره الاقتصاد في الكويت وأيهما أخطر وأكثر تأثيرا على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية، التوترات الداخلية أم التطورات الإقليمية وأزمات الدول المجاورة؟ لقد بدأنا بالفعل نعاني من تراجع المؤشرات وبدأت بالفعل موجة الغلاء على الرغم من كل التقديمات.

والجواب ببساطة هو أن الأجواء الداخلية أكثر تأثيرا على كل الأصعدة، وهي وراء تفويت الفرص فهي تشكل عاملا أساسيا نحو جذب الاقتصاد إلى الأسفل ولا يستطيع أحد أن ينكر أن الحكومة السابقة شكلت صمام أمان بالنسبة للاقتصاد الكويتي ولقد أبدعت الحكومة السابقة في ادارة الأزمة لدرجة أن الكويت هي الدولة الخليجية الوحيدة التي اجتازت الأزمة العالمية بأقل الخسائر وهذا موجود بالأرقام فلم نسمع في الكويت بالافلاسات ولا بالصلح الواقي ولا بأقفال البنوك ولا بإنهاء خدمات الآلاف من الموظفين ولقد اجتازت الكويت الأزمة العالمية بنصر يدخل في السيرة الذاتية للحكومة السابقة.

وأقل ما يقال لهذه الحكومة ألف شكر لكم وكنتم ومازلتم عنوانا لنصر اقتصادي يسجل في تاريخ دحركم لأصعب أزمة اقتصادية اجتاحت العالم، فأسقطت اعتى الأنظمة الاقتصادية وبقيتم قلعة صامدة حمت الكويت من كل مكروه. وهناك سؤال آخر يطرح، في ظل احتدام الأزمة الداخلية التي دفعت الحكومة إلى تقديم الاستقالة، ما الوضع الاقتصادي المستقبلي وما السياسات الاقتصادية التي سوف تعتمد؟

إن الجميع يقدرون صعوبة الأوضاع الاقتصادية في البلد، والتي عزاها الكثير من الاقتصاديين إلى الأزمات الداخلية التي شلت البلد، فلم تعد هنالك قواعد تبنى عليها العلاقات الاقتصادية الداخلية، إذ يساهم البعض في ضرب الاقتصاد وخلق أجواء القلق، وإذا كان الاقتصاد الكويتي وهو من أقوى وامتن الاقتصادات في العالم صمد وصبر في ظل كل الظروف الخارجية فهل نعمل على إسقاطه في الداخل؟!

ان دفة الأوضاع في البلد وصعوبة تطبيق السياسات الاقتصادية التي اعتمدت في الماضي والتي ومن دون أي شك، وبالإجماع، لو كتب لها الوقت لإنجاحها لأوصلت الاقتصاد الكويتي إلى مصاف الدول الآمنة من ناحية سلم الهيكل الاقتصادي المعتمد في العالم وفي كل الميادين خاصة المالية وتحديدا الاستقرار الاقتصادي، إن الأوضاع الاقتصادية المقفلة كما الأوضاع العامة تشكلان العائق الأساسي أمام النمو.

وهنا ندعو إلى التكاتف في المرحلة المقبلة «حتى لا تسوء الأوضاع الاقتصادية أكثر»، فلا شك أن التباين واضح بين الحاضر والمستقبل، بين المضمون وما ينتظرنا.ولكن كلنا ثقة بالحكومة تحت راية سمو الأمير.

ولا شك أن وجود حكومة قوية مدعومة سوف يساعد في إيجاد الحلول الفضلى ليس بالنسبة إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية فقط، بل بالنسبة إلى العديد من الأمور الحياتية.

وهذه الأمور تصبح أكثر أهمية بالنسبة للقضايا الاجتماعية والمعيشية للمواطن وغيرها من الامور، كونها مرتبطة بالمشاريع الاستثمارية التي لا يمكن الإنفاق عليها الا في ظل حكومة قوية معززة، لاسيما ان الوضع الاقتصادي الحالي مثار نقاش.

إذن لابد من النظر إلى أرقام النمو وأسعار السلع وارتفاع نسبة البطالة وغيرها من الإحصائيات للتأكد من ذلك، ويجب أن نعترف في نفس الوقت بأن حسن ادارة الأزمة الاقتصادية من قبل الحكومة السابقة أسهم وبشكل كبير في الحد من الضائقة الاقتصادية التي نعيشها والتي قيدت الدول المجاورة. الحل الوحيد في الاستمرار حد أدنى من التضامن والتفاهم لأن الجميع في مركب واحد والكل ينشد مصلحة الوطن.

واذن سقطت نظرية التأثيرات الخارجية على الاقتصاديات الداخلية ولم يبق منها إلا النظريات والسبب في ذلك عدم القدرة على التأثير، لابد من بعض التنسيق في السياسات الاقتصادية والقطاعية، إن الظروف الخارجية بعيدة جدا عن التأثير حتى ولو تأزمت الأوضاع.فلم يتصور في الأربعينيات أن العلاقات بين فرنسا وألمانيا ستكون على ما هي عليه اليوم، والهند وباكستان تحاربتا مباشرة ومرارا عدة، واليوم العلاقات لا بأس بها، لا شيء مستحيل في السياسة وبالتالي لا يعتقد احد أن الظروف الخارجية يمكن أن تؤثر على اقتصاد الكويت في ظل التكاتف والترابط والعمل الدؤوب نحو اقتصاد متين وناشط.

وفي المحصلة ومع كل ذلك يبقى الأثر الداخلي للأزمات الداخلية اكبر من تأثيرات الخارج، وهو ما يؤدي الى ضرب عناصر الاستقرار ومناخ الاستثمار، وضعف الاقتصاد. إضافة إلى تزايد تردي الوضع المعيشي ونمو البطالة وتراجع فرص العمل فالحل الوحيد التلاحم والتلاقي والحوار خاصة في ظل دولة على رأسها أمير مشهود له في جميع المحافل الدولية بالديبلوماسية والحوار والحكمة والتبصر.

وفي الختام، وكما في كل ختام، سلام من القلب الى أمير القلوب ومنير العقول صاحب الحكم سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد رمز الكويت وحامي الدستور وعراب القوانين وإلى ولي عهده الأمين ولتبق الكويت، كما كانت، الله حاميها.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك