انتهى زمن الاستغفال والضحك على الناخبين، برأى نجاة الحشاش
زاوية الكتابكتب ديسمبر 12, 2011, 12:44 ص 2555 مشاهدات 0
الراى
كلمات من القلب / مطلقة سياسياً ... طلقة لا رجعة فيها
لن أشارك بهذا العرس الديموقراطي لا من بعيد ولا من قريب، سأكتفي بمتابعته عبر وسائل الإعلام المختلفة. لأني أعلنت طلاقي الذي لا رجعة فيه من المشاركة السياسية، وكأي مطلقة تعقدت من فشلها في حياتها الزوجية اتخذت قرارها النهائي بعدم تكرار هذه التجربة، أنا تعقدت من السياسة والانتخابات والعرس الديموقراطي، وذلك بعد تجارب أعراس سياسية سابقة فاشلة، وأنا على يقين بأن هذا العرس الديموقراطي لن يختلف كثيرا عن غيره من الأعراس السابقة (فرعيات - شراء أصوات تحالفات عوائل ومصالح قبلية طائفية تجارية تشهير تشكيك بالذم) قد تتغير الوجوه نوعا ما ولكن لن تتغير الخطط ولا النهج الذي يتبع في كل مرة.
أن أكون مطلقة سياسية أفضل من أن اربط اسمى وصوتي بأشخاص تاركة لهم حرية اتخاذ القرارات وتحديد مصيري السياسي من دون مشاورتي، أو الاعتبار لوجودي... فأنا لم أؤيد كثيرا من ممارسات نواب دائرتي فلماذا إذا أعطيهم صوتي وأربط نجاحهم باسمي؟! فهم يتجاهلوننا بعد نجاحهم، ويغلقون هواتفهم، ويغيرون أرقامهم، ولا يردون على اتصالاتنا، ولم أجد نائبا واحدا أجرى لقاء تشاوريا مع أبناء الدائرة لمعرفة آرائهم، أو لتقييم الأداء، أو لتبرير المواقف، حتى لو كان لقاء نصف سنوي من باب التواصل مع أبناء الدائرة... والأهم أن نساء الدائرة تفتقد التواصل مع النائب الرجل، ولذلك اقترحنا عليهم في كل عرس ديموقراطي، وأثناء ندواتهم الانتخابية النسائية، أن يفتحوا لنا وسيلة تواصل مع لجانهم النسائية التي هي الأخرى أغلقت كل اتصالاتها معنا، متناسين أن لنا حقوقا عليهم، ولقد تكلمنا وطالبناهم مرارا وتكرارا بأن تكون اللجان النسائية شبه دائمة لدى المرشح أو النائب من باب التواصل مع النائب مباشرة وتعريفه باحتياجات ناخبات المنطقة، ولكن لا عزاء للنساء في دائرتنا، فقط يتذكروننا في عرسهم الديموقراطي، ويبحثون عنا في كشوفهم الانتخابية، وتبدأ حكاية كل انتخابات... اتصالات من دون مراعاة للوقت، ودعوات لندوة أو عشاء يقيمه المرشح لنا، ومن ثم يعرض قضايا المرأة ويضع لها الحلول، ويلعب على الوتر الحساس لكل فئة من النساء، كأن يتعاطف مع الكويتية المتزوجة من غير كويتي ويعطيها وعدا بتجنيس زوجها وأبنائها، ولا ينسى أن يبدي تعاطفه أيضا مع هموم المطلقة والأرملة والموظفة فيعطيهن وعودا وحلولا، وفي النهاية ينسى كل وعوده وبرامجه الانتخابي ويلتفت إلى مصالحه ومصالح من يمولونه ويدفعون له سواء من الداخل أو من الخارج...
انتهى زمن الاستغفال والضحك على الناخبين (فمع وجود التويتر، والفيس بوك، والآي فون، والبلاك بري) أصبحتم مراقبون ومكشوفون لدى الجميع...
أما بالنسبة لشباب التغيير والإرادة فماذا بعد «ارحل»، ماذا بعد تجمعات ساحة الإرادة، ماذا بعد التغيير الذي طالبتهم به، هل سيحدث التغيير، هل ستفاجئون العالم بمقاطعتكم للفرعيات، هل ستفاجئوننا بفضح من يشترى الأصوات وذمم الناس، هل ستتصدون لكل متلاعب في القيود الانتخابية؟ والسؤال المهم، ولكن الإجابة عنه ليس الآن وإنما بعد إعلان نتائج الانتخابات، هل سُرقت ثورتكم وتجمعاتكم، هل هناك من صعد على ظهر الحدث الذي قمتم به؟ لأن لديّ إحساسا وحدسا قويا بأن التغيير المقبل للبرلمان لن يكون كبيرا بحجم أحلامكم... فبالكويتي النتيجة ستكون «لا طبنا ولا غدا الشر».
نجاة الحشاش
تعليقات