د.حسن عباس يسجل ملاحظات قبلية على انتخابات 2012

زاوية الكتاب

كتب 3064 مشاهدات 0


 

الراى


 ملاحظات قبلية على انتخابات 2012

الملاحظة الأولى، بروز نجم أمير قبيلة العوازم فلاح بن جامع أخيرا. فالكلام الذي ألقاه في ديوانية الصواغ قبل حل مجلس الأمة كان له أثر إعلامي لافت. يهمني في الموضوع أن السيد فلاح بن جامع قال إنه رفض التوقيع على بيان تجمع أمراء القبائل كونه غير معني بأي خلاف دستوري بين المجلس والحكومة، لكنه في الوقت نفسه قال إنه أوصى أبناء قبيلته بالاحتشاد في ساحة الإرادة للمطالبة باستقالة الحكومة وحل مجلس الأمة، كما أبدى استغرابه من استبعاد الحكومة لأبناء قبيلته من المناصب القيادية!
الثانية، يكثر أثناء الحملات الانتخابية الحديث عن أمراء القبائل. فاستفهامي هو أننا في دولة دستورية، والناس يعيشون ربيع حرية الرأي والتعبير، وعندهم نظام سياسي ديموقراطي، ويتمتعون بالعيش في ظل تعددية مذهبية وفكرية وأقليات متنوعة، وفي ظل حقوق وواجبات موزعة بالتساوي بين المواطنين، وبحسب دستور مدني إنساني مدعاة للفخر والاعتزاز، بعد ذلك استفهامي هو ما معنى وجود أمير للقبيلة في قبال أمير لدولة بهذه المواصفات؟ وهل الناس تتبع النظام الديموقراطي السياسي الذي يحكم الدولة، أم النظام القبلي والذي يكون فيه أمير القبيلة هو رأس الهرم؟
الثالثة، وهو ما يخص نظام التشاوريات (الاسم المنقّح للفرعيات). التشاوريات أفرزت نوعيات من النواب ممن تبنتهم القبيلة على مدار سنوات طويلة ولا حاجة للتفصيل. فالقبيلة دائما تفصح عن رأيها بدعم مرشحيها القبليين، ومن ثم أبنائها يلتزمون بهذا الرأي ويقدمون بالتالي رأي القبيلة على الكويت، وبالمناسبة هذا هو السبب الرئيسي من تجريم الدستور للفرعيات لأن المصالح بهذه الصورة تتعارض بين الكويت كبلد وبين القبيلة كعائلة. المهم أن القبيلة التي أوصلت النائب عليها أن تفرح في الحالتين: أن تفرح فيما لو كان المرشح خيراً على البلد وعلى الشعب الكويتي، وتفتخر باسمه، وكذلك على القبيلة أن ترضى إن كان هذا المرشح فال سوء وحرامي وقبيّض. فالقبيض حاله كحال الدفّيع (نفس الوزن بمعنى المدافع عن الحقوق). فإن صار المرشح هكذا أو هكذا، فإن القبيلة مرغمة بأن تقبل به وسيحسب عليها في الحالتين، ولا يجوز ساعتها أن تنزع القبيلة عن القبيض لقب العائلة بعدما أوصلته إلى هناك بعدما رأت الأولوية للاسم لا الوطن!
وأخيراً، وهو سؤال يقرقع بقلبي لا أكثر. هل المعارضة تريد العنب أم الناطور؟ أقصد هل كانت تسعى فقط لإسقاط المحمد أم الفساد، فهي تريد التصدي للفساد سواء كان المحمد في السلطة أم غيره، فأين إنجاز المعارضة في فساد الإعلانات التجارية، وهل استردت لخزينة المال العام الخمسة ملايين، ماذا فعلت المعارضة بالمُفسد الأصلي والمؤسس لقصة مجاري مشرف، هل أدخلته المعارضة السجن، ماذا عن القبيضين ممن كانوا منذ عشرات السنين يجلسون لجانبكم، لماذا جاورتموهم قبل المحمد، وهل المعارضة ستظل معارضة لو كان الشيخ سعد رحمه الله رئيساً للوزراء، ومحمد ضيف الله شرار هو ساعده ونائبه الأول؟!


د. حسن عبدالله عباس

تعليقات

اكتب تعليقك