الدعيج يشيد بتوافر موقف «قبلي» مناهض للفرعيات

 

القبس

بدايات إيجابية
كتب عبداللطيف الدعيج :
 
يطرح حاليا مصير الانتخابات الفرعية بقوة بين المنتمين للقبائل، ورغم ان الطوائف معنية ايضا بالامر، فإن النقاش هنا في الوقت الحالي معدوم لغياب التكتل الطائفي، بالاحرى التعصب، عن الانتخابات الحالية، عكس ما جرى في السبعينات وبداية الثمانينات. والملاحظ ان هناك توجها يبدو قويا بين ابناء القبائل يرفض الانتخابات الفرعية ويميل إلى تعزيز الوطنية والانتماء للدولة. ويعود هذا كما يبدو، وبالدرجة الاساسية إلى الاحداث السياسية الاخيرة التي ساهم فيها بدرجة رئيسية ابناء القبائل، بل كانوا وقودها وقادتها ايضا. وبما ان الحراك تم على اساس وطني فإن الاحساس بالمواطنة تجذّر عند المشاركين، كما ان تحقيق اهدافهم بوصفهم وطنيين قلّص إلى حد كبير، كما اعتقد، شعورهم بانهم «غير» أو انهم مميزون سلبا أو ايجابا عن بقية المواطنين.
هذا ادى بشكل ملاحظ إلى النبذ الحالي للانتخابات الفرعية، وإلى توافر موقف «قبلي» مناهض لها، وقد عبّر عن هذا الموقف بشكل علني وواضح النواب حسين مزيد وشعيب المويزري وعلي الدقباسي ومبارك الوعلان ومحمد هايف.. حتى الآن.
ان هذا التطور الملحوظ وربما المفاجئ في موقف ابناء القبائل لا شك سينسحب بقوة بحكم تأثيرهم الاقوى على الحياة السياسية والاجتماعية في الكويت، مما يجعل امر التحفظ على الاصلاحات أو الخطوات الديموقراطية التي كان يطالب بها البعض غير مبرر أو مقبول بعد هذه التطورات. لقد طرح الكثيرون منذ زمن العديد من الاصلاحات الديموقراطية، كانت وقتها «تخب» علينا بحكم التقاليد والموروث العام الذي يتعارض ويتصادم معها، والذي يشكل ابناء القبائل جزءا كبيرا أو ربما الاكبر منه.
التطور الحالي في موقف الكثير من ابناء القبائل، وانسلاخهم عن وصاية السلطة «البطريركية»، سواء للقبيلة والذي تمثَّل في اعتبار النواب هم الزعامات السياسية وليس امراء القبيلة وشيوخها، أو في الموقف من السلطة العامة الذي اتخذ موقف المعارض أو على الأقل «المستقل»، وليس التابع أو الاداة التي كانت تستخدمها السلطة في السابق لتحقيق التوازن أو التفوق على الآخرين.
حتى الآن لا يزال الصراع السياسي داخل القبائل قائما، ولم يحسم بعد. لكن مهما كان، يبقى ان هناك صراعا وان هناك اعادة نظر في الموروث الذي لم يعد متوافقا وروح العصر أو مقومات الدولة.

عبداللطيف الدعيج