'الديمقراطية هي الحل'

محليات وبرلمان

الشارخ: وحدها الاقدر على امتصاص زوابع التغيير وحل مشكلات الدول

3237 مشاهدات 0

عبد العزيز الشارخ

 أكد المدير العام للمعهد الدبلوماسي الكويتي السفير عبدالعزيز الشارخ ان الديمقراطية هي الاقدر على امتصاص زوابع التغيير والهزات والزلازل السياسية والحل الافضل لكل المشكلات التي تعاني منها الدول والشعوب. جاء ذلك في كلمة القاها السفير الشارخ هنا اليوم لدى افتتاحه ندوة 'السياسة الخارجية الامريكية في شرق أوسط متغير' نيابة عن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية رئيس مجلس ادارة المعهد الدبلوماسي الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح.
وشدد على اهمية الندوة وتوقيت عقدها لما تتضمنه من موضوعات محورية تهم المنطقة والعالم مشيرا الى ما شهدته بعض دول المنطقة منذ بداية العام الحالي من احداث جسام وتطورات 'هي أمور غير مسبوقة منذ تحقيق الاستقلال الوطني لدول المنطقة'.
وقال انه في الوقت الذي يصعب فيه التكهن بالمآل النهائي لهذه التطورات التي تجتاح المنطقة فان امرا بات جليا في ظل هذه الاحداث وهو ان الاحوال اذا ما وصلت الى درجة لا تطاق فان الناس في تلك الدول سيسعون للتغيير حتى قبل ان يتضح لهم ما سيعقب ذلك مضيفا 'مع انهم يطمحون بطبيعة الحال الى ان يأتي التغيير بما هو افضل'.
وافاد بان من المأمول أن تقود مثل 'هذه الزلازل السياسية' الى اقتناع المزيد من الناس بأن الديمقراطية 'هي الاقدر' على امتصاص الهزات والزوابع.
واشاد السفير الشارخ في كلمته بالدور الذي يؤديه السفير الامريكي السابق في الكويت واستاذ كرسي الكويت لدراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة جورج واشنطن ادوارد غنيم في تعزيز العلاقات الامريكية الكويتية.
وتضمنت الندوة التي تستمر يوما واحدا ثلاث حلقات نقاشية اولاها بعنوان (الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط) وبحثت في 'استراتيجية ادارة اوباما للعالم العربي الجديد' و 'الولايات المتحدة والنزاع الفلسطيني الاسرائيلي' ويشارك فيها كل من السفير السابق غنيم ومدير معهد دراسات الشرق الاوسط في جامعة جورج واشنطن الدكتور مارك لينش واستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جورج واشنطن الدكتور ناثان براون .
وتطرقت الحلقة النقاشية الثانية الى موضوع (الولايات المتحدة والتحديات الاقليمية) حيث بحثت 'أمن الخليج في العقد القادم' و'الدور الجديدة لتركيا في المنطقة' و'أمن الخليج البعد الايراني- وجهة نظر كويتية).
وشارك في الحلقة الدكتور لينش والاستاذ المساعد المعار في جامعة جورج واشنطن الدكتورة جوديث يافي والاستاذ المعار في الجامعة الدكتور ستيفن كوك ورئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي الفرج اضافة الى حلقة نقاشية أخيرة مخصصة للنقاش العام.

 - من جانبه استعرض السفير غنيم في محاضرته تطور العلاقات 'الوثيقة' بين بلاده ودولة الكويت والتي اصبحت فيما بعد فاعلة ومتينة وحيوية مؤكدا انها 'ستستمر وتتطور في السنوات المقبلة'.
وقال ان المصالح المشتركة تعني تعزيز الاستقرار في منطقة الخليج ومجابهة المطامع العدوانية وعدم اعاقة حركة النفط للاسواق العالمية ومكافحة العنف والارهاب والتطور الاقتصادي وازدهار شعبي البلدين 'وهذه هي الاسس لعلاقة قوية ومتينة بين بلدينا'.
وذكر ان الشراكة الامريكية الكويتية تأسست خلال الحرب العراقية الايرانية وتعززت خلال عام 1990 (الغزو الصدامي للكويت) و 1991 (حرب تحرير الكويت) مستذكرا اتفاقية الدفاع المشترك التي تم توقيعها حينذاك بين الجانبين الامريكي والكويتي ثم تجديدها أكثر من مرة والقيام بتدريبات مشتركة لتحسين قدرات الجيش الكويتي وتفعيل برامج للدفاع وتطوير القدرة العسكرية.
وسلط السفير غنيم الضوء على مصادر القلق التي تعاني منها دول المنطقة ومنها انسحاب القوات الامريكية من العراق وباكستان مبينا ان انسحاب القوات لن يغير من سياسة امريكا في المنطقة ولن يؤثر على نيتها تعميق علاقاتها مع بلدانها.
وقال ان انسحاب القوات الامريكية من العراق يعني 'نهاية النشاط العسكري' هناك 'والاعتراف بان العراق للعراقيين بما يمكنهم من اتخاذ القرارات الحاسمة لمستقبل بلادهم' مؤكدا ان بلاده ملتزمة بمساعدة شركائها في ذلك وانها 'شريك وليست قوة محتلة'.
وافاد بان الاقتصاد العالمي يعتمد على نفط الخليج للوصول الى الاسواق العالمية مضيفا ان بلاده 'قررت الاستمرار في تاكيدها انه لا يمكن لبلد في العالم ان يؤثر على حركة النفط في السوق العالمية' في اشارة الى وقوفها في وجه أي قوة تهدد حرية الملاحة في منطقة الخليج واستمرار وجود البحرية الامريكية في مياه الخليج.
واكد السفير غنيم اهمية الشرق الاوسط للولايات المتحدة الامريكية مضيفا اننا 'لن نلغي التزامنا تجاه تحقيق امن المنطقة واستقرارها لذلك نحن نبقي على علاقات عسكرية دائمة في المنطقة ونعمل لايجاد امن اقليمي اوسع في الخليج يعتمد على التحالف الثنائي والمتعدد'.
وقال ان مصادر تهديد المصالح الامريكية ومصالح حلفائها في المنطقة 'قد تتغير لكن التزام امريكا لا يزال صلبا وثابتا' مضيفا ان جهود دول المنطقة لتعزيز العلاقات والروابط مع دول غير امريكا 'لا تخلو من فوائد بالنسبة لنا فتوسع المنطقة في علاقاتها وروابطها يزيدنا كسبا' في اشارة الى العلاقات الخليجية التركية ودور الجامعة العربية في تعزيز مصالح دول المنطقة. واضاف ان العمل المشترك في متابعة مصالح دول المنطقة 'لا يقلص التزام الولايات المتحدة الامريكية ورغباتها في استمرار التعاون مع تلك الدول لان من مصلحتنا ومصلحة دول مجلس التعاون ان يكون لهذه الدول مقدرات دفاعية وان تكون فاعلة في جهود الائتلاف والتحالف'.
وتوقع استمرار الوجود العسكري لامريكا في الكويت الذي يعد جزءا من الوجود العسكري الاكبر في منطقة الخليج ومنها البحرين وقطر مشيرا الى الاتفاقيات الموقعة بين بلاده وعمان والامارات بما من شأنه تعزيز الامن في المنطقة.
من جانبه قال لينش ان مصالح الولايات المتحدة لم تتغير رغم ما حدث من تغييرات في العالم العربي مضيفا ان 'امريكا ستبقى ملتزمة بشكل كبير بالامن .. امن اسرائيل وامن المنطقة والوصول الى حل الدولتين دولة فلسطينية ودولة اسرائيلية وحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي'. ودعا لينش الى ان يكون هناك 'بعض التفاؤل عوضا عن التشاؤم' في مجال الحوار والتفاوض للوصول الى حل وايقاف الانشقاقات بين الفلسطينيين ومن ثم الوصول الى تسوية بين الطرفين.
واوضح ان سياسة الرئيس الامريكي باراك اوباما ساهمت في تغيير الكثير من السياسات داخل العراق 'واصبح من الممكن للولايات المتحدة القيام بما يجب عليها بالانسحاب من العراق والسماح للعراق بمتابعة مساره بنفسه'.
واشار الى التغييرات التي 'هزت العالم العربي اخيرا' وتمثلت بتغييرات اساسية جذرية مبينا انه لابد للعالم العربي ان يقرر مصيره بنفسه وان الولايات المتحدة 'تحاول صياغة ذلك المصير وحماية مصالحها ضمن ذلك العالم المتغير'. وقال لينش ان هناك اسبابا عديدة 'للاقتناع' بان التغيرات في العالم العربي ستكون سيئة وصعبة ولا تمكن الولايات المتحدة من الاستمرار في سياساتها في المنطقة رغم انها كانت اساسية لعقود من الزمن.
واضاف ان ادارة الرئيس اوباما 'قررت بشكل واضح منذ المراحل الاولى بان هذه التغيرات في العالم العربي جيدة وستساعد على المدى البعيد في خلق اقاليم افضل لشعوبها وافضل كذلك لامريكا'.
واكد بهذا الصدد ان ادارة الرئيس اوباما تعتقد ان التاريخ يتحرك نحو مزيد من الحريات ومزيد من الديمقراطية وان الولايات المتحدة يجب ان تكون ضمن هذا الجزء من التطور.
وذكر لينش ان من الامور التي ترى الولايات المتحدة انها ضرورة هي اهتمام حكومات المنطقة بمطالب شعوبها مضيفا انه يصعب على اي نظام في المنطقة ان يقول شيئا بشكل علني ويطبق شيئا معاكسا. ودعا الى تعزيز الشفافية في المنطقة مضيفا ان العالم والشباب والمواطنين يعرفون ذلك ولا يمكن الحيلولة دون حدوث ذلك الامر 'ومن الصعب في المستقبل اتباع سياسات سرية في هذا الاطار'.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك