تحت جنح الظلام

أنهت القوات الأمريكية تواجدها العسكري بالعراق منذ مارس عام 2003، بسحب القوات المتبقية التي غادرت البلاد تحت جنح الظلام بإتجاه الكويت في أكبر انسحاب أمريكي منذ حرب فيتنام.

وغادر قرابة 500 جندي بجانب 110 عربة عسكرية معسكر 'آدر' بالقرب من الناصرية نحو 'معسكر فرجينيا' في الكويت قبيل التوجه إلى الوطن.

وقال العقيد دوغ كريسمان، إن القوة غادرت العراق أثناء الليل لأسباب أمنية، كما جرى توقيت الانسحاب لاعتبارات آخرى مدنية لتفادي التسبب بازدحام مروري بالشارع السريع الرئيسي، الذي يطلق عليه الأمريكيون 'شارع الإمدادات الرئيسية تامبا.'

ويضع الانسحاب نهاية للعمل العسكري والذي أطاح بالرئيس المخلوع، صدام حسين، ودام قرابة تسعة أعوام، كما جاء بعد أقل من أسبوع من إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك اوباما، إقامة مراسم احتفالية لإنزال العلم الأمريكي عن احد القواعد العسكرية في العراق الخميس، إيذانا ببدء الانسحاب الكامل من العراق، وسط ترحيب شعبي كبير من جهة واتهامات من منتقديه بأن قرار إنهاء الحرب متسرع ويأتي ضمن حملته الانتخابية من جهة أخرى.

وقال أوباما أثناء كلمة من قاعدة فورت براغ العسكرية بولاية كارولينا الشمالية 'نريدها أن تكون لحظة تاريخية لحياتنا ولأوطاننا ولقواتنا'، وحيا جنوده بقوله 'بصفتي قائدكم الأعلى وبالنيابة عن الأمة، أقول لكم: مرحبا بكم في بيتكم'.

وذكر أوباما أن 4500 أميركي بالإضافة إلى 60 ألف عراقي قتلوا خلال الحرب التي تكلفت ما يزيد عن تريليون دولار.

وقال عدد من المحللين والمراقبين للملف العراقي إن هذه الخطوة تكتيكية لا أكثر، حيث أن الجيش العراقي غير مجهز للحلول مكان القوات الأميركية، لا من حيث العدد ولا العديد ولا التدريب والتمويل ولا من أي ناحية أخرى.

كما أنهى حلف شمال الأطلسي (ناتو) يوم السبت بشكل رسمي مهمته لتدريب الجيش العراقي، والتي امتدت على مدار سبع سنوات.

وشهدت العاصمة بغداد مراسم خاصة بمناسبة الإنهاء الرسمي لمهمة الحلف.

وقرر الناتو إنهاء مهمته بعد الفشل في التوصل لاتفاق مع الحكومة العراقية بشأن شروط تمديد المهمة.

فقد أعلن الحلف عن رغبته في تمتع مدربيه بحصانة من المحاكمة بموجب القانون العراقي وهو ما لم تقبل به الحكومة.

وبموجب الاتفاق السابق، يحاسب العسكريون والمدربون من الناتو أمام القضاء العسكري للحلف أو الدول الأعضاء فيه وليس أمام القضاء العسكري العراقي.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع العراقية إن التعاون مع الناتو سيتواصل من خلال طرق أخرى غير تواجد مدربين من الحلف داخل العراق.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري لوكالة الأنباء الفرنسية إن التعاون سيستمر من خلال ارسال بعثات عراقية للتدريب في اوروبا تحت اشراف الحلف'.