شباب القبائل حارب الفرعيات، فماذا فعل غيرهم؟.. الدوسري مثنيا
زاوية الكتابكتب ديسمبر 19, 2011, 1:05 ص 958 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال
حاربوا الفرعيات..فماذا فعلتم أنتم؟
كتب محمد مساعد الدوسري
منذ صدور مرسوم حل مجلس الأمة، وشباب القبائل يشنون حملة لا هوادة فيها ضد الفرعيات، اثمرت تفككا في البنية المركبة لهذه المنظومة التي ترسخت طوال سنوات عدة، وجاء إعلان عدد من النواب السابقين بامتناعهم عن خوض الانتخابات الفرعية ليشد من أزر هذه الحملة الشبابية التي قامت على خلفية حراك شبابي طوال الشهور الماضية، كان قوامه المطالبة بتطبيق العدالة الاجتماعية ومبادئ المساواة والحرية وتكافؤ الفرص، ولكن أين البقية مما يجري؟.
الحراك القوي هذه الأيام ينصب في مجمله على الدائرتين الانتخابيتين الرابعة والخامسة، بينما تبقى الدوائر الأخرى كما هي عليه بلا أي حملات شبابية مؤثرة، رغم أن الآفات الانتخابية موجودة بقوة في تلك الدوائر، فهناك شراء الأصوات الذي استشرى في الدائرتين الثانية والثالثة، حتى أصبحنا نرى أسماء تعلن عن ترشيح نفسها وهي معروفة بأنها منبوذة اجتماعيا، ما يشي بأن هذا الترشيح يعتمد على المال السياسي بلا شك، فهل كافح أحد ما يجري في هذه الدوائر من شراء للأصوات.
في الدائرة الانتخابية الثانية، هناك كوتا مغلقة لعدد قليل من العوائل الثرية، فهل حارب أحد هذه الكوتا غير القانونية والتي تحتكر الدائرة وتغلقها في وجه المواطنين الآخرين، وهل عمل الشباب هناك على إيقاف هذا الاحتكار للعوائل الثرية التي سيطرت على السلطة التشريعية لفترات طويلة من الزمن، وهل أوقف الشباب سيطرة العوائل التجارية على التيارات السياسية الفاعلة في هذه الدوائر، ووقف ما تسبب به هذا الأمر من ارتهان المواقف السياسية لهذه التيارات بيد العوائل التجارية؟.
في الدائرة الانتخابية الأولى، تطفو الطائفية بشكل بغيض بكل مظاهرها، لدرجة أن تقسيمات المرشحين في الدائرة أصبحت تقاس على فروع الطائفة لا على مجملها، فهل حارب أحد ما يجري في هذه الدائرة من انتخابات طائفية أغلقت الدائرة على أحزاب طائفية تبحث عن مصالح طائفة فقط، بعيدا عن مبدأ المواطنة والبحث عن الصالح العام، وهل الشباب قادر على مواجهة هذه الطائفية السياسية التي تسببت في أضرار بليغة في مجريات المجلس الماضي وفي الحياة السياسية بمجملها؟.
على كل فئة أو طائفة أو قبيلة ضريبة مواطنة يجب أن يدفعها، وبينما يدفع أبناء القبائل جزءا من هذه الضريبة، نجد البقية يتمترسون في أماكنهم بلا حراك ويدافعون عن النمط السئ الذي تكرس في الانتخابات الماضية، ونجد أصواتا شبابية خافتة لدى هذه المكونات المجتمعية بلا أي دعم من التيارات السياسية والشخصيات ذات الثقل في هذه الدوائر، وعلى ذلك، هل يعقل أن يستمر الصمت إلى ما لا نهاية أمام هذه الآفات التي طرأت على الحياة السياسية في الكويت؟.
تعليقات