العربي للتخطيط : الدول العربية بحاجة للاندماج في الاقتصاد العالمي

أكد مدير عام المعهد العربي للتخطيط (مقره الكويت) الدكتور بدر مال الله أهمية وضع استراتيجيات لتنمية موارد الدول العربية البشرية والاقتصادية كي تصبح دولا مؤثرة وقادرة على الاندماج في الاقتصاد العالمي.
واضاف الدكتور مال الله في كلمته الافتتاحية ضمن حلقة نقاشية عقدها المعهد اليوم بعنوان (لماذا لم تتحول غالبية البلدان النامية الى بلدان متقدمة تنمويا) ان الاصلاح الاقتصادي في الدول العربية بات 'ضرورة ملحة' حاليا وذلك لتوفير مقومات التنمية في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة مشددا على ضرورة وضع خطط كفيلة لمواجهة التحديات التنموية والاقتصادية.
واوضح الدكتور مال الله ان تنمية القدرات البشرية 'عنصر اساسي' في اي مشروع اصلاحي وتنموي ستقدم عليه الدول العربية مؤكدا اهمية تفعيل جهود التدريب والتأهيل حتى تصبح الاداة البشرية قادرة على تنفيذ الاصلاحات المنشودة.
واشار الى ما واجهته دول المنطقة العربية (النامية) من 'اخفاقات' خلال خمسة عقود ماضية على صعيد تحقيق تنمية 'متوازنة وعادلة ومستدامة' بعكس بعض الدول النامية الاخرى كسنغافورة والهند والصين التي اندمجت في الاقتصاد العالمي.
من جانبه قال عضو الهيئة العلمية في المعهد الدكتور احمد الكواز ان تحول البلدان النامية الى بلدان متقدمة تنمويا مرهون بوجود رأس مال بشري متطور او قابل للتطوير مبينا ان توفر عناصر بشرية متطورة تقود الى نتائج ايجابية لصالح الاقتصادات القومية.
واضاف الدكتور الكواز ان 'غياب الطبقة الوسطى المؤهلة تأهيلا مدنيا لادارة البلدان النامية وترك مهام الادارة للفئات غير المدربة وذات الخلفيات غير المدنية لا يساعد على تحول البلد من نام الى متطور'.
وبالنسبة للعوامل الاقتصادية التي تساهم في عملية التحول ذكر ان تحرير التجارة الخارجية دون نجاح مسبق للسياسة الصناعية والزراعية والخدمية سيترتب عليه 'اغراق وتدهور قطاعي' موضحا ان غالبية الدول المتقدمة حاليا (النامية سابقا) تبنت سياسة احلال واردات اسفرت عن خلق منتجات قطاعية متطورة تبعها تحرير تدريجي وتحول للصادرات.
وبين ان حل معضلة البلدان النامية لا يتمثل بالحل الاقتصادي فحسب وانما هو حل تابع لمتغيرات أخرى منها الثقافية والاجتماعية والسياسية موضحا ان النمو بحد ذاته ليس مهما كما هي محددات التنمية.
يذكر ان المعهد العربي للتخطيط يعقد عددا من الملتقيات العلمية داخل الكويت وخارجها وذلك للتحاور حول القضايا التنموية التي تهم الدول العربية مواكبا بذلك اهم التطورات الاقتصادية والاجتماعية الاقليمية والعالمية وطرحها للدراسة والتحليل