لن نكرر جريمة صدام

محليات وبرلمان

المالكي يبحث إعادة الثقة مع الكويت والتطرق لملف ميناء مبارك

1396 مشاهدات 0

نوري المالكي

دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم الى بناء ثقة موثقة للعلاقات بين العراق ودولة الكويت لا تهتز امام اي تغيير مؤكدا ان زمن المغامرات ولى ولن يسمح العراق اليوم بأي اعتداء من أي جهة على الكويت.

جاء ذلك في حديث خاص ادلى به المالكي خلال استقباله وفد جمعية الصحفيين الكويتية برئاسة عدنان الراشد وعضوية جاسم كمال وممثل وكالة الانباء الكويتية (كونا) في بغداد محمد الغزي.

وقال المالكي ' نريد اعادة الثقة المتبادلة بين البلدين والشعبين الكويتي والعراقي وان لا يأتي مغامر مثل صدام ليسيء الى العلاقات بين البلدين' مشيرا الى انه ' ثمة الكثير من هؤلاء المغامرين ممن يدعون القومية العربية يريدون تكرار تجارب الماضي الاليم لكن لا تأثير لهم على القرار في العراق اليوم الذي يمضي باتجاه واضح حيث يريد سيادته ولا يسمح بتدخل احد في شؤونه كما لا يريد ان يتدخل في شؤون الاخرين'.

وعبر المالكي عن تفاؤله بمستقبل العلاقات العراقية الكويتية وقال ' نريد مساعي لترسيخ مفهوم الثقة التي تغلق كل ابواب الاساءة ' معربا بهذا الشأن عن ترحيبه بأي دعوة كويتية توجه له لزيارة الكويت وعن رغبته في المقابل باستضافة رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح في بغداد للتباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية.

واضاف ان بلاده تريد الامن والاستقرار للكويت ولا تريد التدخل في شؤون احد لا في الكويت ولا في أي مكان مذكرا بما وصفها ' دروسا أليمة في ذلك بسبب صدام وسياساته'.

وقال ان 'اهم شيء احمله اليوم هو ان ابني الثقة الموثقة بين البلدين الكويت والعراق والتي لا تهتز لاي تغير .. اذ اريد ممن يأتي بعدي ان لا يلعب بهذه الثقة المتبادلة ' اما المسائل العالقة كمسألة ميناء مبارك الكبير وغيرها 'فكلها امور وقضايا يمكن حلحلتها وهي زائلة ' مشدد على انه ' اذا انطلقنا من مبدأ الخوف والتوجس من الاخر فلن نحقق أي تقدم في حين ان الثقة المتبادلة فهي التي تفضي الى تحقيق الشيء الكثير '.

واشار المالكي الى ان زيارته الاخيرة لدولة الكويت ' خلقت مناخا من الحميمية وهي خطوة مهمة ' وكانت اهم من كل المفاوضات منوها بما سمعه من حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح والذي يعكس مدى الحرص والاستعداد لحل التعقيدات.

وجدد المالكي التأكيد على الرغبة في تحقيق خطوات باتجاه حل جميع التعقيدات التي تقف في طريق علاقة متينة مبنية على المصالح المتبادلة بين البلدين.

وتطرق المالكي الى التقرير الفني الذي قدمته اللجنة العراقية بشأن ميناء مبارك الكبير والذي سيتم عرضه على مجلس النواب (العراقي) مشيرا الى ان هناك ' نقطتين مهمتين نريد الاجابة عليهما وهما حجم الزخم الذي ينجم عن رسو البواخر والتلوث'.

واضاف المالكي انه فيما يتعلق بمسألة الثلوث 'اشار الجانب الكويتي الى قدرته على معالجة ذلك التلوث المتوقع والسيطرة على الشعب المرجانية وغيرها من اسباب التلوث '.

وقال ان مسألة ميناء مبارك الكبير شابها بعد سياسي مشيرا الى جملة من الحوادث قال انها اثرت على المزاج السياسي العراقي من بينها حجز مدير الخطوط الجوية العراقية في لندن واحتجاز طائرات عراقية في كندا وبريطانيا.

لكنه اضاف ان ' اهم قضية الان هي قضية المياه واذا وجدنا لها حل يمكن عندها حل بقية المسائل العالقة'.

وشدد المالكي ايضا على ضرورة على ضبط المجاميع المسلحة التي تحاول تعكير الاجواء بين البلدين والاصطياد في الماء العكر.

وحول حادثة اطلاق الصواريخ من منطقة بجنوب البصرة قال المالكي ان لجنة تحقيق تم تشكيلها وتم ضبط السيارة التي اطلقت منها الصواريخ مؤكدا انه ' امر لا نرضاه ابدا ونقف عنده بحزم وسنضرب بقوة أي اعمال من هذا النوع ولن نسمح لهذه المجاميع ان تقوم بكل ما من شأنه التأثير على علاقاتنا مع الدول الشقيقة'.

وبشأن الوضع الامني في بلاده بعد انسحاب القوات الامريكية بعث المالكي برسائل تطمين على الوضع الامني وقال 'منذ عام 2008 ومنذ ان وقعنا الاتفاقيات مع الجانب الامريكي خرج الجانب الامني من يد الامريكيين وبالذات بعد احداث البصرة وانتقل الملف الامني تدريجيا الى العراقيين ولم يكن منذ ذلك الحين أي تدخل امني امريكي الا بطلب عراقي حيث كان ذلك الملف يدار عراقيا'.

وعبر عن ارتياحه لخروج القوات الامريكية من العراق بهذا الشكل وقال ان الانسحاب 'جاء متزامنا وتمتين العلاقة مع الولايات المتحدة حيث انتقلنا الى علاقة اوسع بين البلدين متمثلة بالتعاون الثنائي وهو مبعث سرور'.

واضاف ' نحن الان بلد كامل السيادة ولدينا علاقة جيدة مع الولايات المتحدة ومع ايران في وقت واحد وهناك من يسأل بشان كيفية احتفاظنا بتلك العلاقات'.

وتحدث المالكي عن الضرر الذي يسببه أي جيش اجنبي في البلاد وقال ' نامل ان لا يدخل جيش اجنبي الى أي بلد عربي كما لا نريد ان يستقدم بلد قوات اجنبية الى اراضيه اذ ان حركة الجيش بآلياته وحدها تسبب دمارا للشوارع والبلاد'.
وفيما يتعلق بالتطورات في الملف السوري قال المالكي ' نحن ضد الحصار المفروض على سوريا اذ لدينا تجربة مشابهة ومريرة فالحصار لا يضر الحاكم بل بطبقات الشعب وليس من المعقول ان نحاصر الشعب السوري '.

وشدد على رفض بلاده للتدخل العسكري الخارجي في سوريا وقال 'نحن لسنا مع التدخل العسكري في سوريا او احالة الملف السوري الى مجلس الامن وذلك امر غير مقبول'.

واضاف 'ينبغي اعطاء فرصة لبقية الحلول لدينا لقاء مع المعارضة السورية وقبلوا بوساطتنا فضلا عن الحكومة السورية التي وافقت ايضا على ما نقله وفدنا ويمكننا جمع الاطراف السورية على طاولة واحدة ' مشيرا الى ان الجانب الامريكي على اطلاع بتلك الوساطة ولم يعترضوا وهم راغبون بايجاد حل لازمة سوريا.

وقال المالكي ان سوريا ليست دولة هامشية ورأى انه اذا ما التهبت سوريا فان دولا مجاورة لها ستلتهب وتندلع الطائفية فيها وهو ما ' يؤثر بلا شك علينا في العراق ' لذا ينبغي ادانة اعمال العنف في سوريا والدعوة الى حوار تلتقي عليه الاطراف السورية بما يفضي الى تحقيق الحريات وتشكيل الاحزاب وانهاء العمل بالدستور الحالي وتحديد موعد للانتخابات تحت اشراف دولي ويبدأ مجلس الشعب الجديد اعماله بكتابة دستور جديد بعد استقرار الاوضاع 'حيث سيكون ثمة تنوع ولن يدار البلد من مكون واحد'.

وحول دول الجامعة العربية اكد المالكي اهيمة استعادة دورها الفاعل وبنائها المتين بعيدا عن سياسة المحاور التي اشار الى ان العراق لا يريد ان يكون طرفا فيها معلنا استعداد بلاده استضافة القمة العربية في مكانها ببغداد وفي موعدها.

وقال 'ابلغنا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال زيارته الى بغداد مؤخرا واطلعناه على كافة الاستعدادات والترتيبات الموضوعة من اجل انجاح القمة في العراق .. لم اسمع رفضا من أي بلد عربي لعقد القمة في بغداد ولم يتبق امامنا الا ثلاثة اشهر'.

الآن-كونا

تعليقات

اكتب تعليقك