المواقف الخضراء حل مبتكر يقلل من التأثير السلبي للكتلة الإسمنتية داخل المدن بدراسة لابيك غرين سولو شنز
الاقتصاد الآنديسمبر 22, 2011, 10:06 ص 2152 مشاهدات 0
وسط التهافت الهائل على التوسع العمراني الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط للمباني المرتفعة والأبراج الشاهقة التي تكاد تستقطب مجمل المساحة الأرضية، فإن أهم الموارد الطبيعية الثمينة في المنطقة تتعرض للزوال على نحو مطرد. ومع تنامي تطوير مزيد من المشروعات العمرانية الجديدة، أصبحت الرقعة الخضراء في قلب الزحف الإسمنتي الذي يسود المنطقة تشكل حاجة ملحّة مثيرة للقلق تستدعي الاهتمام لتتخطى الأبعاد الجمالية وتصبح جزءاً من القضايا البيئية الشائكة والناجمة عن تسارع وتيرة بناء مزيد من المباني والمشروعات المعمارية.
إن إحدى أهم القضايا البارزة هي ظاهرة التراكم الحراري في البيئة المبنية والتي تُعرف أيضا بتأثير جزيرة الحرارة الحضرية، وفيها تكون درجة حرارة المدينة أعلى من المناطق المحيطة بها وذلك بسبب امتصاص الأبنية والشوارع للحرارة وعدم مقدرة المدينة على التخلص من هذه الحرارة خلال فترة الليل، الأمر الذي يؤدي إلى التراكم الحراري.
إن ما يتسبب في ذلك هو تغلب البقعة الإسمنتية على الرقعة الخضراء مما يحدث تغييراً جذرياً في مناخ المدن وكذلك يزيد من استخدامها للطاقة. ولكن من خلال تعزيز المساحة الخضراء داخل المدن، وتحديداً المواقف والأسطح الخضراء، بإمكاننا تخفيض تأثير الاحتباس الحراري في المدن بشكل بارز، وكذلك تخفيف حدّة التلوث الهوائي ونفقات هدر الطاقة.
المواقف العشبية باتت تشكل مفهوماً مبتكراً بعدة طرق، فهي تجمع بين الملاءمة في الاستخدام والجمالية في الشكل، من خلال الدمج بين مبدأ تصميم المناظر الطبيعية والهندسية الضرورية لإضفاء طابع جمالي على أي مشروع، والاستخدام المفيد للمساحة باعتماد تقنيات متطورة مثل النظام المتكامل والمبتكر للري تحت سطح الأرض، الذي يساهم في إدارة المياه بكفاءة من جهة وتخفيف المساحات الصلبة من جهة أخرى.
ولكن يبقى هنالك تساؤل عن المدة العمرية للمساحات العشبية المُداسة والمستهلكة باستمرار وقابليتها لزراعة النباتات الخضراء. فعلى الرغم من متانته وحيويته، فإن العشب محدود الطاقة، إذ يتعين على التربة التي ينمو فيها ألا تكون متراصّة وأن تتمتع بمكامن تصريفية وغذائية جيدة تكون قادرة فيها على تبادل الغازات وتوفير الطاقة الشمسية الملائمة لتحفيز عملية التمثيل الضوئي.
واليوم، تتوافر الحلول الملائمة لتفعيل كل تلك العوامل من خلال تطوير تقنية جديدة قادرة على تعزيز البنية السطحية للمساحات العشبية وتمكينها من تحمل وطأة الحمولات الكبيرة عليها بحيث تكون ملائمة حتى لمرور الشاحنات عليها. هذه التقنية تتمثل في نظام الرصف تحت العشب الذي يتم توزيعه في الشرق الأوسط وهو وسيلة مبتكرة ومثالية لبناء المسارات والمعابر المرورية ومواقف السيارات وغيرها من المجازات التي قد تتعرض فيها المساحات العشبية للتلف والاهتراء من جراء كثرة الاستعمال.
تعليقات